أزمة معيشية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية يعيشها لبنان عام ١٩٩٠ بعد أن تخطى سعر صرف الدولار ال ١٥ ألف ليرة فيما كان سعر الصرف ثابتاً طوال سنين حول ال ١٥٠٧ ليرات، و حُرِم المودعون من استحصال أموالهم في البنوك، فضلاً عن انقطاع مادتي البنزين و المازوت بلإضافة إلى الأدوية و حليب الأطفال ، في الوقت الذي يتبادل فيه كل من مصرف لبنان و الشركات المستوردة و الموزعة التهم.
و تنديداً بالوضع المعيشي و الاقتصادي شهد لبنان يوم أمس الجمعة مظاهرات شعبية و قطع للطرقات الرئيسية في البلاد مؤقتاً ، في الوقت الذي يقوم فيه الصيادلة بالإضراب يومي الجمعة و السبت تنديداً بما آل إليه قطاع الصيدلة حيث ترفض الشركات المستوردة و الموزعة تسليمهم الأدوية و حليب الأطفال متذرعة بعدم فتح اعتمادات لها من قبل مصرف لبنان.
وشهدت شوارع رئيسية في بيروت أعمال قطع طرقات متفرقة من محتجين، لا سيما في مناطق كورنيش المزرعة والكولا.
وقطع محتجون بواسطة الإطارات المشتعلة طريقا سريعا في منطقة الناعمة يربط العاصمة بيروت بجنوب البلاد، احتجاجا أيضا على استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
كذلك أشعل شبان غاضبون الإطارات المطاطية في وسط طريق رئيس يربط بين منطقتي الشويفات وضاحية بيروت الجنوبية.
و في الجنوب قطع عدد من المحتجين الطريق الرئيسي في النبطية بواسطة العوائق الحديدية، كما أشعلوا الإطارات في وسط الطريق.
وفي البقاع، قطع محتجون طريقا رئيسا يؤدي إلى أحد المعابر الحدودية مع سوريا بواسطة الأتربة والأحجار ومستوعبات النفايات، احتجاجا على استمرار الانهيار المعيشي.
كما قطع محتجون الطريق الدولي في البداوي شمال لبنان بالإتجاهين أمام محطة أكومة للمحروقات، وتسبب ذلك بوقف حركة السير كليا من طرابلس باتجاه المنية وعكار.
و في الوقت عينه نفذ العشرات من أصحاب الودائع المصرفية احتجاجا أمام مصرف لبنان المركزي في بيروت؛ للمطالبة بأموالهم المحتجزة في المصارف المحلية.
وحذر المحتجون من المس بأموالهم وطالبوا بإعادتها إلى أصحابها، كما رددوا هتافات ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، مطالبين بعدم المس بودائعهم في المصارف وإعادتها إليهم.
كما تحدث أحد المعتصمين باسم “جمعية المودعين اللبنانيين” (غير حكومية) التي دعت إلى الاعتصام، وحمّل الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار المالي الذي وصلت إليه البلاد.
و جرى تلاسن بين رئيس جمعية المودعين وحرس مصرف لبنان الخاص على خلفية تعليق صور على المدخل الرئيسي لمصرف لبنان.
قم بكتابة اول تعليق