حلّ فصل الشتاء، ولم تُحلّ مشكلة المياه في القرى والبلدات الجنوبية. وما اعتاد عليه الأهالي سنوياً، من توفير للمياه بالمجّان، لم يحصل بسبب الهطول المتدني للأمطار من جهة، واستمرار توقف مؤسسة مياه لبنان الجنوبي عن ضخ المياه وجرّها إلى المنازل من جهة ثانية، “بسبب الانقطاع المستمرّ للتيار الكهربائي وعدم القدرة على تصليح أعطال المضخّات وشبكة المياه” بحسب أحد الموظفين في منطقة مرجعيون لـ”الأخبار”.
سببان لم يساعدا الأهالي على ملء آبارهم وخزاناتهم، لتبقى المعاناة من أزمة المياه مستمرة منذ ربيع العام الماضي، واضعة إياهم تحت رحمة أصحاب الصهاريج والجرّارات الزراعية، لكن بأسعار مضاعفة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود وجشع المحتكرين.
تبدو المشكلة أكبر عند أبناء قرى وبلدات مرجعيون، الذين اعتادوا خلال عقود على الحصول على المياه بشكل مستمرّ من نهر الوزاني، ولم يعمدوا إلى بناء خزانات المياه الإسمنتية لتخزين مياه الأمطار.
انقطاع المياه المستمر، دفع معظم أصحاب المنازل التي لم يتم تجهيزها بآبار تجميع المياه، إلى شراء خزانات المياه الصغيرة كبديل جزئي عن الآبار الإسمنتية. يقول التاجر حسين عطوي لـ”الأخبار”: “بتنا نبيع كميات كبيرة من خزانات البلاستيك الكبيرة التي تسع 2000 ليتر وما فوق من المياه، والتي يزيد ثمن الواحد منها على 120 دولاراً أميركياً، فأصحاب المنازل يشترون عدداً منها، كلّ حسب قدراته المادية، بهدف تخزين المياه في الشتاء للاعتماد عليها في فصل الصيف”.
إذاً بحسب عطوي، “بات الأهالي مضطرين اليوم إلى الاعتماد على أنفسهم لتخزين المياه، لكن ذلك يكبّدهم أموالاً طائلة، لا يقدر عليها إلا الميسورون، أما المزارعون فلا بدّ لهم من بيع ما يمكن، أو الاستدانة، لشراء الخزانات لتأمين استمرارية عملهم في الربيع والصيف”. لكن تأخر هطول الأمطار جعل الأزمة مستمرة في الشتاء حتى عند الذين استطاعوا شراء الخزانات البلاستيكية، فيقول أحمد أمين (مرجعيون) إن “تمكنه من استدانة الأموال لشراء 5 خزانات من المياه، لم يوقفه عن شراء المياه في فصلَي الخريف والشتاء”.
المصدر: داني الأمين.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق