توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في نداء إلى “البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي والاخوة المسيحيين”، جاء فيه:
“لأن البلد على عتبة أسوأ خراب أقول لغبطة البطريرك الراعي والزعامات المسيحية الشريكة بهذا البلد: هناك شيء غير مفهوم أبداً، وكأن لبنان مقاطعات ودويلات وكانتونات على طريقة “نحن وأنتم” وسط كارثة تطحن وجود الدولة والشراكة الوطنية وهناك من يريد طحنها عمداً وسط إصرار مريب على تعطيل جلسات تشريع الضرورة الوطنية بمجلس النواب بخلفية بوق ينادي بوقتين وساعتين وشارعين وإصرار غير مفهوم أبداً على نسف أي فعالية لحكومة تصريف الأعمال على قاعدة ميثاقية “نحن لا أنتم” رغم أن هذه الثنائية التقسيمية تعني نهاية لبنان ولا وجود لها إلا ببعض الرؤوس الحامية،
كل ذلك توازياً مع دعاية مقصودة وخطيرة عن لبنان وإعادة توزيع السلطة واللامركزية والتعدد الثقافي الكياني وغير ذلك، بالإضافة إلى وضع سيف التعطيل الطائفي والنزعة الشخصية المقيتة على عنق مجلس النواب بخلفية سد الأبواب ونحر الجواب وترك لبنان على خشبة الفتنة ومنع أي طريق إنقاذي لهذا البلد الممدد للذبح، والأنكى أن بعض أهله يعمل على نحره جهاراً نهارا.
لذلك أقول للبطريرك الراعي والأخوة المسيحيين: ما يجري يزيد من هدم الدولة وينحر الوحدة الوطنية ويضع لبنان على سكة حرب أهلية ويأخذ الشوارع نحو صدام يذكرنا ببوسطة عين الرمانة لا سمح الله. من هنا أقول للشعب اللبناني وللتاريخ كبراءة ذمة أمام الله والناس: لبنان انتهى أو كاد، ومن ينحره أهله، واللعبة الدولية المحلية تريد صلبه مشحّطاً بدمه، والمفتاح بيد بعض شركاء هذا البلد والتسوية تنتظرهم، وللأسف البعض يريد لبنان ممزقاً على صورة كانتونات تتذابح.
فهل المطلوب ترك لبنان لخرائط اللعبة الدولية المحلية التي تشحذ خناجرها وتدمغ خرائطها بالدم، وهل يجوز أن تتصدر بعض الأصوات الطائفية خطاب التمرد على السلطة المنهكة والمهددة بالتفكك بخلفية التعامل مع لبنان كمقاطعات أو كانتونات على طريقة “لنا ولكم” توازياً مع نزعة متعمدة تعمل عليها بعض الجهات لنسف الشراكة الوطنية وهدم بقية الدولة، أم المطلوب إعادة تكوين سياسي بألوان وثقافات شديدة الانفصال والانفجار.
وهنا أقول للتاريخ ولشعب هذا البلد: نحن أشد تمسّكاً بالشراكة الوطنية والدفاع عنها والتضحية لأجلها، والقضايا المسيحية الوطنية هي نفس القضايا الإسلامية الوطنية، والشراكة الوطنية من صميمها بل على رأسها، لذلك أقول للشركاء بهذا البلد: لبنان لا يقبل ولا يستطيع ولا يمكنه الانقسام أو التوزيع أو التقسيم والتفكيك وأي لعبة كانتونات يعني حتماً حرب أهلية وكارثة لا سابق لها بتاريخ لبنان، وخراب سوريا وباقي دول المنطقة شاهد عيان،
والكوارث الطامّة بطريقها إلينا إن لم تبادر زعامات هذا البلد وبالأخص الزعامات المسيحية وغبطة البطريرك الراعي سريعاً لإنقاذ لبنان من أخطر مذبحة وخراب وتعطيل سياسي غير مفهوم أبداً، والتبرير ممنوع، وإلقاء المسؤوليات جزافاً نحر للبنان، والإمعان بالقطيعة يعني القبول بتمزيق البلد، والخطاب الطائفي أسوأ نار، والشارع ملتهب، والدولة بلا موارد، وجيوش المخابرات الدولية تملأ لبنان، والقطاع الصحي الاجتماعي والأسواق أشبه بحرب،
واللعبة الدولية المحلية محمومة جداً، والمستور ظاهر، والبروفات مكشوفة، والخرائط القذرة على الطاولة، ولدينا معلومات وتفاصيل وتفاصيل التفاصيل عن سيناريوهات خطيرة جداً، وجميع هذه التفاصيل خطيرة على المسلم والمسيحي وشراكة البلد ووجود الدولة وبقائها، والأرض والواقع والبوق الإعلامي والخطاب السياسي والتقارير المؤكدة والشحن الطائفي والتمرد غير المفهوم يصب بخانتها،
لذلك أقول: ليس من مصلحة المسيحيين والمسلمين منع التسوية الرئاسية وهدم مشروع الدولة ونحر الشراكة الوطنية ومقاطعة مجلس النواب وتعطيل مجلس الوزراء والتعامل مع انتخاب رئيس الجمهورية بنزعة “غالب ومغلوب”، والقضية أكبر من ساعتين ووقتين وشغور مركز رئاسي، والخطورة بالغة ولبنان على جمر، ومشروع الدولة مصلوب، والجحيم على الأبواب، والألغام بكل ناحية، والفتنة تتجوَّل، وفتيل المذبحة الوطنية يتغذَّى بالنار الطائفية والخرائط الدولية، وواشنطن تاجر دم، والإسرائيلي موجود بقوة، والأوروبي يريد لبنان مستودع موتى ولاجئين، واللعبة الدولية الإقليمية مغامرة قذرة ليست بصالح أحد في هذا البلد، وحين يقع الدم لا متاريس ولا سواتر تنجي هذا البلد من أم الكوارث وطاحونة المقابر.
والثابت بضرورة التاريخ والأرض وواقع الحاجة الوطنية هو التالي: لا متاريس، ولا تقسيم ولا دويلات، والضرورة الوطنية تلزم اللبنانيين بضرورة حماية مشروع الدولة وإنقاذه من أي فتنة دولية محلية مهما كان الثمن، والإسرائيلي والأميركي وجماعات إقليمية دولية لا يجيدون إلاَّ لعبة الخراب، وأوكرانيا خير دليل على ذلك،
فيا غبطة البطريرك وأيها الأخوة المسيحيون، لبنان ينتظركم، وإخراج البلد من كارثة التعطيل السياسي وسرطان القطيعة ينتظركم، وأم الكوارث بطريقها إلينا بل باتت بيننا، والتسوية الرئاسية المقبولة وطنياً تنتظركم، والقطيعة قطع للبنان، والتقسيم تفجير، والطائفية تدمير، والرؤوس الحامية أسوأ خطر على لبنان وشراكته الوطنية، والإصرار على “نحن وأنتم” هدم لآخر حجارة هذا البلد المطوّق بسكاكين العالم، فالعجل العجل لأن لبنان يقوم بوحدته الإسلامية المسيحية وشراكته الوطنية وإلا اشتعلت نار المذابح، وخيانة لبنان خيانة للرب ولشعب هذا البلد المنهك،
فتداركوا لأن اللعبة الدولية وأوكار السفارات وسواتر مفوضية اللاجئين وجماعة الخرائط باتوا بالعلن، ولبنان على مفترق أخطر طريق على الإطلاق، ولا ينجينا من هذه الفتنة الصماء العمياء إلا تسوية رئاسية وطنية وتضامن وطني واسع بحجم إنقاذ لبنان، والخطر كل الخطر يكمن ببعض الرؤوس الحامية التي تعتقد أن مزيداً من القطيعة السياسية ومنع التسوية الرئاسية يعني تمزيق لبنان على طريقة الكانتونات رغم أن ذلك يضع لبنان بقلب الخراب. حمى الله لبنان من فتنة أهله لأن نار الخراب تلوح بالأفق”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق