رأى المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان أن “التجربة اللبنانية في هذه الأيام شبيهة بالنزعة العالمية ووحشية النزعة الفردية، بدءا من تجار المواد الغذائية والمولدات والمحروقات وأصحاب المدارس والدواء والإستشفاء وصولا للنزعة المالية السياسية التي كشفت البلد عن أسوأ سرقة واحتكار ونهب للبلد”.
وفي كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل الجنوبية، قال: “للأسف نحن أمام كارثة لا حد لها، والحل بالعودة إلى الله على طريقة التعاون والتضامن الوطني والشامل، وإلا فإن البلد أمام سقوط تاريخي مدو، واليوم المصرف المركزي يخسر العملات الصعبة بسرعة، والإقتصاد منهار، والنمو معدوم، وأكثر من نصف القوة العاملة بلا عمل، والإنقسام السياسي عامودي، والخيارات الوطنية بلا قدرات حاسمة بسبب الإنقسام السياسي الخطير، وهذا يعني: شلل ودمار لمشروع الدولة، فيما لا سقف لارتفاع الدولار، ولا قعر لانهيار الليرة، وسط كارثة اجتماعية وبطالة وتضخم وجرائم وسقوط سريع يضع البلد أمام أسوأ مصير مجهول”.
وأشار قبلان إلى أن “البلد بوضعية محلية ودولية وإقليمية معقدة، والعالم بلا عواطف، وصندوق النقد ليس مفصولا عن السياسة، وبيع قطاع الكهرباء والإتصالات وأصول الدولة يضعنا أمام بالوعة جديدة”.
وتوجه قبلان للقوى السياسية بالقول: “بادروا سريعاً قبل أن نبكي على لبنان، بادروا لحكومة وفاق وطني قادرة على أخذ قرارات مصيرية بخلفية إنقاذ مشروع الدولة واستعادة سوق العمل وحماية اليد العاملة اللبنانية، لأن الدولة بلا سوق عمل لبنانية دولة عمياء، والدولة التي تنتظر ضمير الغرب ستصبح أطلالا قبل أن يستيقظ ضميره، والدولة التي ترفع الخبز والمحروقات والإتصالات والكهرباء والغذاء والإستشفاء والدواء دون رفع الأجور واستنهاض الاقتصاد وحماية اليد العاملة سيأكل الدود جيفتها، لذلك الحل الجبري يكمن بحكومة وفاق وطني قادرة على تمرير عروضات فيها مصالح لبنان”.
قم بكتابة اول تعليق