شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على “أهمية السلام بين الشعوب الذي يكفل لها راحتها وحياتها الهنيئة”، آملًا “نجاح مفاوضات فيينا، باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله وزير الثقافة الإيراني محمد مهدي اسماعيلي على رأس وفد، بحضور وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى.
في مستهل اللقاء، شكر الوزير اسماعيلي الرئيس عون على استقباله والوفد، ناقلًا إليه “تحيات الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي وتمنياته له بدوام الصحة”، مؤكدًا أن بلاده “تنظر بكثير من التقدير الى مواقف رئيس الجمهورية المبدئية والمحورية والراسخة التي اعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها”. وقال: “إنكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما اوتيتم من قوة من اجل المحافظة على وحدة لبنان حكومة وشعبا، واستطعتم ان تكللوا مسيرتكم بنجاح”.
وشدد على أن “الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بناءة تقوم على إقامة افضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص”، لافتًا إلى أن “تعزيز أواصر التعاون والتلاقي البناء بين دول المنطقة يؤمن لها الأمن والاستقرار من جهة، كما يغنيها ويبعدها عن تدخلات الدول الخارجية من جهة أخرى”.
وعرض الوزير اسماعيلي لتأثير العقوبات المفروضة على بلاده، أشار إلى “النجاحات التي حققتها، لا سيما في مواجهة اثارها وفي مكافحة وباء كورونا”، مضيفًا: “ان محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن ان يساعد في التوصل الى اتفاق إيجابي وبناء. وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تصر على ان يكون الاتفاق منصفا وعادلا ونهائيا ودائما ومستمرا بما يضمن عدم الغائه مع تغير الإدارات السياسية والحكم في الولايات المتحدة بما ينعكس إيجابا على كل دول المنطقة وشعوبها”.
وأوضح أن زيارته اليوم “تدل على نية ايران في تعزيز العلاقات الأخوية مع لبنان في كل المجالات، لا سيما منها الفنية والثقافية والفكرية”، وقال: “انطلاقا من نية ايران في تعزيز التفاهم الثقافي والفني مع لبنان سنفتتح هذه الليلة الأسبوع الثقافي الإيراني في بيروت والذي تشارك فيه فرق فنية وموسيقية وثقافية من شأنها تعريف الشعب اللبناني على اخر المنتجات الفنية والثقافية في إيران”.
وأشار إلى أن “الإيرانيين يمدون يد التلاقي والتعاون مع لبنان وهم على اتم الاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها في كل المجالات، لا سيما في ظل ما تتمتع به الجمهورية الإسلامية من قدرات وامكانيات متطورة في مجالات الانتاجات الفنية والثقافية والتي بإمكانها ان تضعها في تصرف لبنان”.
وأعرب عن استعداد بلاده “للمبادرة بسلسلة من الإنتاج المشترك، ان في مجال السينما او دور النشر او في المجالين الفني والموسيقي”، املا ان “تتمكن ايران في المستقبل القريب من استضافة الأسبوع الثقافي اللبناني في العاصمة طهران او في احدى المدن الإيرانية الكبرى ليتمكن الشعب الإيراني من التعرف على الابداعات الثقافية والفنية اللبنانية”.
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، مبديًا تقدير لبنان لإيران “التي تمكنت من مواجهة الظروف الصعبة التي مرت بها واستطاعت على الرغم من العقوبات والمقاطعة التي فرضت عليها، من تطوير صناعاتها من دون ان تبخل على شعبها بأي شيء مستثمرة تلك الظروف لتسجيل الابداع في العديد من المجالات”.
وأكد عون “رغبة لبنان في الحفاظ على افضل العلاقات مع ايران”، مشيرًا إلى متابعته “تفاصيل المحادثات في فيينا”، معربا عن امله في “نجاحها باعتبارها مؤشر سلام ليس لايران فحسب، بل لكل المنطقة بما يكفل راحة شعوبها وحياتها الهنيئة”.
وأمل الرئيس عون “أن يتمكن لبنان من الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة قريبًا”، محملًا الوزير اسماعيلي تحياته إلى نظيره الإيراني رئيسي.
قم بكتابة اول تعليق