لبنان | ‏‎جعجع: ‎جبران باسيل يجب أن يسقط لأسباب مختلفة

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “البعض يعتقد أن غياث يزبك يترشح في البترون بهدف اسقاط جبران باسيل”، مشيرًا إلى أن “هذا الكلام غير صحيح، ليس لأننا لا نريد اسقاط باسيل بل لأن لـ”القوات” مرشحا في هذه المنطقة كما كل المناطق ولديها مشروع كبير واضح المعالم، تضيء عليه يوميا في تصاريحها”.

وقال جعجع: “القوات ومنذ بداياتها حملت دائما مشاريع انقاذية تتناسب مع الحقبة التي نعيش فيها والمشاكل التي نعاني منها، ولهذا السبب قاموا بحلّ حزب “القوات اللبنانية” عام 1994 عندما كان لديها مشروع انقاذي واضح المعالم لمرحلة الوصاية، فأدخلونا السجن والنظارات. واليوم أيضا نحمل مشروعا انقاذيا كبيرا بعد الحال التي وصل اليها البلد وكي نحققه نحن بحاجة إلى أكبر عدد من النواب”.

كلام رئيس “القوات” جاء في خلوة لرؤساء المراكز والماكينة الانتخابية في البترون حضرها مرشح القوات عن المقعد الماروني في البترون غياث يزبك، معاون الأمين العام لحزب “القوات” وسام راجي، رئيس جهاز الانتخابات نديم يزبك ومنسق منطقة البترون الياس كرم.

وشدد على أن “هذه هي خلفية ترشيح يزبك في البترون، ولكن في الوقت نفسه، هذا لا يمنع ان باسيل يجب ان يخسر، في هذه الايام تحديدا، انطلاقا من الوضع الذي وصل اليه البلد”، لافتًا إلى أننا “في فترة انتخابات ويجب مساعدة الناس كي يختاروا بشكل صحيح لمن سيمنحون صوتهم، خصوصا ان قسما منهم لا يتابع الاخبار السياسية اليومية ويجب وضع الحقائق امامهم كما هي”.

واعتبر جعجع أنه “يجب أن يسقط جبران باسيل لأسباب مختلفة لا تعد ولا تحصى، سأعدد الرئيسية منها: لـ12 سنة متتالية “وضع يده” على وزارة الطاقة وكان يعرقل تشكيل الحكومات لأشهر طويلة من أجل حصوله على “وزارة الطاقة”.

وآخر الأمثال عن ذلك، فترة تأليف هذه الحكومة، فرغم كل ما يمر به البلد، شهدنا مشكلة كبيرة في الموضوع ذاته، إذ حاول كثر ومنهم دول خارجية صديقة تعمل لمساعدة لبنان، كفرنسا، على إزاحة باسيل وفريقه عن “الطاقة” باعتبار أنه طالما استمر هذا الفريق بوضع يده عليها لن يكون هناك لا “وزارة” ولا “طاقة”. وأعني ما أقول، “وضع يده” على الوزارة بقوة الأمر الواقع، وكان “حزب الله” داعما له، بسبب الخدمات التي يقدمها باسيل للحزب عبر هذه الوزارة، وشكّلا مع حلفائهما قوة ضغط كبيرة تمنع تشكيل أي حكومة إلا إذا أعطيت وزارة الطاقة لجبران باسيل”.

وعلق جعجع على مقولة باسيل “جينا تنعمل وما خلونا” قائلًا: “بما أنهم “ما خلوك” لماذا أنت مصر على هذه الوزارة، بشكل متتالٍ؟ كان من المتفرض منك، عندما رأيت في الأشهر الستة الأولى التي تسلمت فيها الوزارة، أنهم لم يسمحوا لك بالعمل بشكل صحيح، أن تتخلى عنها وترك المجال لطرف آخر يمكنه العمل فيها، أي التخلي عن الوزارة منذ اللحظة الأولى لا بعد 11 سنة”.

وتابع: “هذا إذا فعلا لم يسمحوا له ولفريقه بالعمل، رغم أننا لا نعرف حتى اليوم من هو الذي “ما خلّاهن” وما هي القوة القاهرة التي منعتهم من العمل؟ خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة حيث رئاسة الجمهورية لهم ولديهم أكثرية نيابية ووزارية، وبالتالي لا نفهم من هو الذي لا يسمح لهم. وضع يده على الطاقة لـ11 سنة وانتهينا من دون وزارة ومن دون طاقة وبخسارة على الخزينة العامة تقدر بين 40 و50 مليار دولار، وأمام هذا الواقع نرى انه عليه ان يسقط في الانتخابات النيابية”.

واعتبر جعجع أن “القوات” حزب سياسي يسعى إلى تطبيق مشروعه السياسي وبالتالي ليس هو من يسقط باسيل أو غيره، بل هذا الدور يقع على عاتق الناخبين، في حال لم ينتخبوه لن ينجح”.

كما توجه جعجع إلى أهالي البترون بالقول: “بشكل واضح، اذا أعدتم انتخاب باسيل من جديد سترتكبون فعلا سيئا جدا بحق الشعب اللبناني، لان ضرره قد طال جميع اللبنانيين. هذا الضرر ظهر أقله في ملف الطاقة، هذا اذا لم نتحدث عن ملف الزبائنية وتحويل الدولة الى مزرعة وكل المخالفات الاخرى والتعطيل الذي واجهناه، وسنواجه اليوم اجزاء كبيرة منه انطلاقا من محاولة تحضيره لرئاسة الجمهورية.

من هنا، كلمة لكم من القلب: انا ادرك جيدا ان باسيل لم يترك خدمة شخصية الا وحاول تقديمها لكم، ولكن مقابل هذه الخدمة ضرب البلد بأكمله، كما ضرب جزءا لا يستهان به من مالية الدولة والكهرباء وضرب وجود الدولة بحد ذاتها عبر تحالفه مع “حزب الله” ومن خلال ممارساته التي يقوم بها في الدولة والحكومة والمجلس النيابي، فعمل لمصلحته لا لمصلحة الشعب اللبناني”.

وأكد جعجع أن “باسيل لا يتحمل وحده مسؤولية ما وصلنا اليه ولكنه احد اركان السلطة الفعليين الذين ساهموا بشكل كبير بايصالنا الى هذا الوضع”، لذا اجدد الدعوة لكل ناخب في البترون بأن “يفكر صحّ” قبل منح صوته لباسيل، باعتبار التصويت له مقابل خدمة او مساعدة صغيرة يضر الشعب اللبناني بأكمله”.

بالإضافة إلى ذلك، ذكّر أنه “من العام 2005 حتى 2016، تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، اي لـ11 سنة، دخل الى مكتبه 11 الف شخص ليفاتحوه بفكرة المصالحة مع التيار الوطني الحر لتوحيد الصف المسيحي ولمصلحة البلد، ولإقناعي بانتخاب عون كرئيس للجمهورية، الا انه من العام 2017 وحتى اليوم، لم يبق أحد لم يحملنا مسؤولية ايصاله الى الرئاسة وانتخابه”.

وأشار إلى أن “الناس يرغبون دائما بتحميل المسؤولية لشخص آخر، ولا يرضون بتحميل أنفسهم جزءا منها، فهل نحن من أعطينا عون 27 نائبا أم أنتم من كان يطلب منا دائما الاتفاق مع “التيار”؟ وهذا طلب سمعناه من المسلمين كما المسيحيين، ورغم كل التفسيرات والايضاحات التي قلناها، مرار وتكرار، استمرت مهاجمتنا”.

وفي سياق آخر، علّق جعجع على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلته الأخيرة، واصفا إياها بـ”المعبّرة”، وقال: “اشكره على نقطة أساسية قالها، بما معناه، أنه “اذا أخذ باسيل أو غيره من الأطراف المقاعد النيابية أفضل من أن تأخذها القوات، لأن باسيل يبقى في صفنا في مكان ما، أما “القوات فهي “منافس استراتيجي”.

فكلامه صحيح جدا بداية لأننا منافسون لا أعداء ولا اخصام، واتمنى أن نبقى دائما كذلك وهذا أمر طبيعي، والأمر الأهم إننا منافسون استراتيجيون لمحور الممناعة الذي ينتمي إليه فرنجية، أي بين بشار الأسد وحسن نصرالله وحلفائهما”.

أضاف: “نظرتنا لفرنجية مماثلة لنظرته لنا”،  مضيفًا: “هذا هو الجواب لمن يسألنا عن سبب اختيارنا لعون بدل فرنجية، لأن الأخير أبعد في محور الممانعة من عون، أي أنه أصيل أكثر، فعون ليس صادقا مع هذا المحور كما أنه غير صريح بأي أمر آخر، ونحن نرى أن محور الممانعة من خرّب لبنان”.

وأردف: “لا يمكننا أن ندافع على ما فعله العونييون أبدا على خلفية الضرر الذي تسببوا به، ولكن يبق محور فرنجية في صلب محور “الممانعة” أكثر من “التيار” الذي يقف على ضفاف هذا المحور فيستفيد منه ويأخذ ما يريد فيما أيضا يعطيه ما يريد أن يعطيه، ويبقى متأرجحا تبعا لمصلحته. وعلى سبيل المثال، ما يفعله “باسيل” اليوم مع “الولايات المتحدة الأميركية”، ساعيا إلى حل مسألة العقوبات الأميركية عليه”.

ولفت جعجع إلى أن “بما قاله فرنجية استطاع الإجابة عن سبب انتخاب “القوات” لعون اكثر من أي قواتي”، مجددا التأكيد أن “رئيس تيار المردة منغمس بمحور الممانعة اكثر بكثير من عون وباسيل، رغم كل ممارساتهما، وهذه حقائق لا تظهر في لحظة من اللحظات لكنها توضح تباعا بأشكال مختلفة وعلى السنة اشخاص لا يفترض بهم توضيحها”.

وأعرب رئيس “القوات” عن فخره بأهالي البترون فمنذ الـ1975 حتى اليوم، بدأ الجزء الأكبر منهم بالتصويت على أسس سياسية بدل التصويت على أسس اقطاعية وعائلية وخدماتية فاعتبرت البترون المنطقة الأولى التي تسيّست في الشمال.

وقال: “نتذكر في بداياتها صوتت لجورج سعادة، رحمه الله، وكان شابا متحدرا من عائلة عادية استطاع الفوز كنائب عن المنطقة في وقت كانت الاقطاعية ما زالت طاغية في اقضية الشمال. وتباعا تأكد هذا الواقع في منطقة البترون، واستمرت باتباع الاسس السياسية في اختيار ممثليها. واليوم تقدم احد ابنائها، العاديين بموقعه الاجتماعي، ولكن في الوقت نفسه لديه صفات مميزة بالترشح عن احد المقاعد المارونية، لذا لا يمكن الا ان نعتبر ان ابناء البترون سيصوّتون لابنهم البار، سيصوّتون لغياث يزبك”.

وختم مشددًا على أنه في منطقة البترون تحديدا “لن يصح إلا الصحيح”.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن