اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انّه “في مكان ما ما شهدناه بالأمس هو “ميني 7 أيار”، وذلك لأننا يجب أن نعود إلى الهدف الأساسي وراء “7 أيار” هذه المرّة الذي هو التحقيق في جريمة المرفأ”، مضيفًا “المحقق العدلي في هذه الجريمة هو القاضي طارق بيطار وكيف شاءت الظروف أنه تم تقديم طلبات ردّ للقاضي أو ارتياب مشروع؟”.
وفي مقابلة مع الإعلامي وليد عبود ضمن برنامج “بدنا الحقيقة” عبر “صوت بيروت انترناشونال”، قال جعجع: “كيف في أوقات أيضاً تشاء الظروف بالرغم من كل تنوّع لبنان أن الطلب الأول وقع عند قاضٍ اسمه نسيب اليا وهو أيضاً مسيحي، والطلب الثاني أحيل إلى قاض ثانٍ اسمها جانيت حنا كما أن الطلب الثالث أحيل أيضاً إلى قاض أخير وهو هاني عيد. وكأنه يجب أن يكون هناك اختصاص من المسيحيين في مكان ما في هذا الأمر”.
وتابع: “ما “كفى ووفى” في القضيّة هو أنه على ما أسمع أن رئيس الجمهوريّة ليس موافقاً على مسألة تغيير القاضي بيطار”، مضيفًا “لذا كان لا بد من نوع من 7 أيار عند المسيحيين تحقيقاً للهدف الذي هو حتى هذه اللحظة إقالة أو “قبع” القاضي طارق البيطار، على ما أحبوا تسميتها، وتحديداً من أجل قتل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وليس أبداً لأي سبب آخر شخصي ضد القاضي البيطار”.
وأوضح ان لا فكرة لديه عن سبب إصرارهم على قتل التحقيق، وقال: “إلا أنني أرتكز في هذا الأمر على المؤشرات العمليّة الموجودة لدينا جميعاً، وهنا أود أن أذكّر الجميع في أن كل هذه المسألة بدأت منذ 4 أشهر وليس اليوم “.
وأضاف: ” اعتبرنا أن عدداً كبيراً من المسؤولين في الدولة اللبناني لهم علاقة بشكل أو بأخر في انفجار المرفأ وأن هذا القاضي “المعتر” ليس بمقدوره القيام بأي شيء، بالتالي لن نتوصّل إلى نتيجة في التحقيق المحلي لذا من الأفضل أن نذهب منذ البداية باتجاه لجنة تقصي حقائق دوليّة”، مشيرًا إلى انه “منذ قرابة الأربعة أشهر أطل علينا حسن نصرالله وقام بالانقضاض على القاضي بيطار، وأنا شخصياً منذ حينه بدأت أتنبّه لما يحاول هذا القاضي القيام به، وبدأت تتوالى الأحداث”.
وحول القاضي بيطار، قال جعجع: ” أنا لا أعرفه على الصعيد الشخصي، بصراحة تامة أنا أجهل ما يقوم به في هذا الملف ولا أعتقد أن هناك إمكان أن يعرف أي فرد منا ما هو فاعل باعتبار أن التحقيق سري، ولا يطّلع عليه سوى الأشخاص المعنيين به مباشرة بغض النظر عما يقوم به القاضي بيطار. المنطق يقول إن هناك إجراءات ما قيد التنفيذ وهناك تحقيق يأخذ مجراه وأول ما يمكن أن يظهر لنا كنتيجة أوليّة لعمل هذا التحقيق هو القرار الظني فلماذا لا ننتظر صدور هذا القرار؟”.
وتابع: ” هذا التحقيق الذي يجريه اليوم القاضي بيطار سيحوّل أمام المجلس العدلي المؤلف من أهم خمسة قضاة في لبنان وعلى رأسهم رئيس مجلس القضاء الأعلى. فإذا كل هؤلاء يقومون بتسييس التحقيق ويريدون تسييس النتائج والأحكام فعندها على الدنيا السلام”.
إلى ذلك، أكد جعجع أن “الكلام عن تنظيم عسكري غير صحيح أبداً، والجيش اللبناني هو الوحيد الذي يعرف الوقائع كما هي، فنحن لدينا مراكزنا في المنطقة وفي حالات كهذه بطبيعة الحال يقوم الشباب بالتجمع في هذه المراكز، وهذا أمر طبيعي، خصوصاً في منطقة كعين الرمانة التي تعرّضت أكثر من مرّة وهم مستنفرون ”وطاحشين” ويعزمون المرور على أطرافها، فمن الطبيعي أن يتواجد الجميع في المنطقة، إلا أن الكلام عن خط إمدادات وإنتشار عسكري فهذا غير صحيح أبداً و”ما في شي منو”.
وحول ما حصل في عين الرمانة، اكمل موضحًا: “أولاً الحادث وقع في أحد أزقة عين الرمانة، وما حصل هو ان التظاهرة مرّت وتوجّهت باتجاه “العدليّة” وانضمت لم كانوا موجودين هناك، وهذا أمر طبيعي وحق كل لبناني وإذ أتى من ظهروا على جميع وسائل الإعلام ولا سرّ بهويتهم وحاولوا الدخول إلى عين الرمانة من المفترق الأولى فتصدى لهم الجيش. ثم حاولوا الدخول من المفترق الثاني، فعاد وصدّهم الجيش إلا أنهم عندما وصلوا إلى المفترق الثالث كان قد كبر عددهم وأصبحوا نحو مئة أو مئتي شخص، وكان يقف عند هذا المفترق ثلاثة أو أربعة عناصر من الجيش فهجموا عليهم ورموهم جانباً وهذا الأمر واضح تماماً في الفيديوهات وموثّق ودخلوا باتجاه عين الرمانة”.
وتابع: “بدأوا أولاً بتكسير السيارات الموجودة في المحيط، فاصطدموا بالأهالي وهناك حصل الحادث الأول إلا أنه ليس الحادث الأولي الذي أوقع الضحايا. لم يحاولوا فقط الدخول إلى المنطقة، وإنما بدأوا التكسير ومحاولة دخول البيوت وهذا أمر ظاهر في الكميرات، وقامت وسائل تلفزيونيّة عدّة بنشر هذه المقاطع الواضحة جداً”.
وأكد انه “يمكن لوزير الداخليّة أن يقول ما يشاء، فأنا لا أعرف من أطلق النار على من، وإذا ما أصابه في كتفه أو في رأسه، ليجروا التحقيقات اللازمة ويكتشفوا ما حصل”، مضيفًا “هنا اتأسف على أن مديريّة المخابرات تقوم باستدعاء أشخاص من عين الرمانة! هؤلاء كانوا يجلسون في منازلهم ومنطقتهم، لا بأس استدعوهم ولكن الأولى استدعاء من أتوا للتعدي عليهم، لأنه الأصح استدعاء المعتدي قبل المعتدى عليه،
من كانوا موجودين في المنطقة هم أهالي عين الرمانة وشبابنا من ضمنهم طبعاً”.
وأردف: ” هناك شاهد في هذه الحادثة كان موجود على الأرض منذ ليل الأربعاء وإلى ما بعد انتهائها هو الجيش اللبناني، وكان موجود بكثافة عند جميع المفارق، وكي تمكنوا من الدخول إلى عين الرمانة أطاحوا بواحداً من حواجز الجيش”، معتبرًا انه “فمن الوضح جداً أن المهاجمين قرابة المئتي شخص، حيث كان هناك ثلاثة أو أربعة جنود عند النقطة العسكريّة، وللأمانة فقد حاول الجنود إيقافهم ومنعهم من الدخول إلا أن المهاجمين “لزقوهم بالحيط”.
وتابع: “فما المطلوب من الجندي القيام به؟ أيريدون أن يطلق النار على 50 شخصاً؟ وللأمانة أيضاً عاد وحاول الجنود عند النقطة اللحاق بالمهاجمين، وبالتالي الجيش لا يمكنه أن يقوم بأكثر مما قام به، فهو كان قد أقام جداراً عازلاً إلا أنهم اخترقوه و”طحشوا عليه”. ليتفضل وزير الداخليّة وليسأل الجيش بما حصل معه على الأرض. “طحشوا” على الجدار العازل الذي كان قد أقامه الجيش بين منطقة التظاهرة ومنطقة عين الرمانة”.
ورداً على سؤال عن سبب اتصال الرئيس عون به، قال جعجع: “أنا أعرف الرئيس ميشال عون جيداً جداً، فهو اتصل بي عن سابق تصوّر وتصميم من أجل أن يحاول أن يضع المسؤوليّة عندي إلى هذه الدرجة وأكثر أيضاً، ومن المعيب أن تحصل هكذا أمور في ظروف مماثلة. قال لي بعد أن سألني كيفك: يجب أن نوقف هذه المسألة”.
وأضاف: ” فقلت له فخامة الرئيس أي مسألة. قال لي: هذه الإشكالات التي تحصل فقلت له جنرال الجيش منذ اللحظة الأولى على الأرض فقال لي نعم ولكن تعرف الجيش لا يمكنه هناك تجمعات مدنيّة فقلت له ليقم بفض هذه التجمعات وليأمرهم بالعودة إلى منازلهم. فقال لي نعم، ولكن تعرف هناك من يصعدون إلى الأسطح ويقومون بالتقنيص، فقلت له ليقم الجيش بمداهمته وإلقاء القبض عليه فنحن جنرال لا دخل لنا في هذه القضيّة أبداً، إلا أننا موجودون مع الناس بالشكل الذي الناس موجودون فيه”.
وأكد ان هذا الاتصال كان سيئاً، وقال:”لم أستنظف هذا الإتصال أبداً، وما أراد قوله ليس من باب النصح أبداً فرئيس الجمهوريّة أكثر شخص يعلم تماماً بما هو حاصل على الأرض. أعرف الجنرال عون منذ 40 عاماً، فأنا لم أستنظف أبداً اتصاله بي. فما هذا الشوق الذي شعر به فجأة بعد 3 سنوات لم يتم خلالها أي اتصال أو تبادل للكلام؟”.
هذا وقال: “ما هذا المنطق الذي يتكلم به السيد نصرالله بأنه مقابل كل وزير يجب ان يستدعى وزير آخر؟ والسيد حسن “من شو خايف”؟”، كعتبرا ان ” إن لم يحضر كل من حسن خليل وزعيتر وغيرهم فليصدر بيطار مذكرات توقيف بحقهم وفي حال تغيبهم فذلك يكون قرينة إضافية بتورطهم بالقضية ”.
وفي سياق آخر، رأى جعجع ان “برأيي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بخطر فكل يوم يعرقلونها فالرئيس ميقاتي يحاول القيام ببعض الأمور للتخفيف عن الناس ولكن هم لن يسمحوا له بذلك وحكومته مهددة وكل يوم يضعون لغماً في وجهها واليوم اللغم القضائي”.
قم بكتابة اول تعليق