لفت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أننا دخلنا في مرحلة سياسية جديدة فرضت علينا، كنا دائمًا نقول لسنا 8 ولا 14 آذار وواقعنا نحن هكذا ولكن هناك أشخاص باتوا يرونا بمكان مختلف، ونحن الوحيدين الذين فرضت علينا عقوبات بسبب العلاقة مع حزب الله وإذا سئل لماذا العقوبات على التيار يأتي الجواب لأننا نقوم بالفرق ونخلق هذه المعادلة،
لقد تحملنا ولم نشكو منها وفي كل مرة كنا نصل إلى استحقاق كنا نسمع الكثير من الكلام على سبيل المثال ما حصل في انتخابات 2022 في بعبدا بالتحالف مع حزب الله وبالتالي التحالف بطريقة غير مباشرة مع حركة أمل وكنت أسمع منكم المعاناة من كلام الناس على التفاهم واستمرينا به لأننا وجدنا في هذا الأمر محافظة على وحدة لبنان حتى ولو دفعنا الثمن من رصيدنا الشعبي ارتأينا أن نضحي لأننا بذلك نحافظ على وحدة لبنان ونحقق شراكة وطنية.
جاء كلام باسيل في كلمة ألقاها في خلوة نظمتها هيئة قضاء بعبدا وحضرها النائب آلان عون والنائب السابق ناجي غاريوس وكوادر حزبية، وتابع: “لكن عندما يمس فينا ببناء الدولة وبعهد ميشال عون ست سنوات هذه لا يمكن أن نسكت عنها وعندما ينتهي عهد الرئيس عون وعلى فور نهاية العهد يتعاملون معنا هكذا بالحكومة وبرئاسة الجمهورية أي بمركز القرار الوطني هذه لا يمكن أن نسكت عنها”، مؤكدًا أن “لا أحد يستطيع التعاطي مع التيار الوطني الحر على أساس أنه ليس شريكًا، التيار ليس تابعًا لأحد، وبالتالي إذا اعتبر أحد أننا قمنا بردة فعل سريعة ومتسرعة لا نكون تيار وطني حر إذا لم نقم بهكذا ردة فعل في حينها”.
وشدد باسيل على أنه بموضوع الشراكة الوطنية عندما يمس فيه بمرحلة مفصلية كهذه وفي لحظة انهيار البلد ونحن ساهمنا بالانتصار للبنان وللمقاومة ولكل ما دفعنا ثمنه عندما كنا نتحدث في الجامعة العربية كان صوتنا وحيدًا وعندما كنا نتحدث بالأمم المتحدة كانوا ينظرون باستغراب، وكل هذا لأننا كنا ندافع عن مكون لبناني وعن وحدة وطننا.
وأكمل باسيل: “عندما نزلنا إلى الشارع عامين على حكومة “بتراء” لم تكن في حينها حكومة تصريف أعمال وذلك لأننا رفضنا المس بمكون أو أن يتم تهميشه وجميعنا رفضنا الاعتراف بالحكومة على مدى عامين”، مؤكدًا أنه اليوم هناك مكون بكامله خارج حكومة تصريف الأعمال وتتجاوز يوميًا صلاحياتها ويوقع رئيس الحكومة مكان رئيس الجمهورية والناس صامتة وهناك استهتار، معتبرًا أن “هذا ليس أمرًا عابرًا ليتم السكوت عليه”.
أضاف: “نحن نعرف كم كان مقعد جبيل مهمًا في انتخابات 2022 ولم نقبل أن يستغل أحد مقعدًا على سبعة وعشرين ليفرض على المكون الشيعي رئاسة مجلس النواب”، مشددًا على أنهم “اليوم يختارون مقعدًا على أربعة وستين ليفرضوا على المكون المسيحي رئيس للجمهورية، وهذه تعني طريقة تعاطي معنا لا يمكن أن نقبلها، على مدى ستة أشهر قلنا إننا لا نقبل بمرشح تحدي خصوصا وإننا لا نتحدى مكون لبناني بل نتفهم مخاوفه وتريثنا إلى حين سرنا بمرشح ليس “مرشح تحدي” لأن من يريد اعتباره مرشح تحدي لم يكن ليدخل بحكومة فؤاد السنيورة عام 2008.
وأردف باسيل: “من لا يعجبه جهاد أزعور ما كان يجب أن يقبل أن يكون فؤاد السنيورة رئيس حكومته في حينها”.
وقال باسيل: “لم نأتي لنقول نريد أن نفرض رئيس الجمهورية مع العلم كان لنا الحق بعد صدور نتائج الانتخابات أن نقول إننا نريد أن نختار رئيس الجمهورية ولم نفعل ذلك، من البداية سحبنا أنفسنا حتى لا نوضع في موقع نتهم أننا نريد أي شيء لنا، ووضعنا أنفسنا بموقع من يريد مصلحة المجتمع”، مضيفًا: “على الأقل إذا لم نستطع المجيء برئيس جمهورية يمثل نتفق على رئيس جمهورية وهذه تعوض لنا خسارة وصول الممثل الأول إلى موقع الرئاسة أو الممثل الثاني أو كل ما طرحناه من انتخابات مباشرة من الشعب أو غيره”، مؤكدًا أن التيار يريد أن يتحاور مع كل الناس من دون الذوبات بأحد”.
وأشار باسيل إلى انه “يجب أن لا نكون “جامدين”، انظروا مثلا إلى السعودية وكيف تغييرت في السنوات مع ولي العهد محمد بن سلمان، فمنذ ست سنوات تملكنا الخوف من البترو دولار ومن تمويل الحركات الإرهابية وكيف اليوم ننتظر منه الامتداد الإنمائي والعمراني، هل نأخذ نفس الموقف من الدولة هكذا؟ وهل هي قصة ايديولوجيا”، مشددًا على أننا “لسنا أصحاب ايديولوجيا مقفلة بل نرى الأحداث ونتطور معها من هنا وبهذه المنطقة وبقضاء بعبدا يجب أن نعطي النموذج وكما تعطونه بالانضباط والجدية يجب أن نعطيه بالسياسة ومنه نستطيع أن نلعب الدور الوطني المطلوب منا ليس فقط بتفاهمنا أو بمواجهتنا للآخرين بل أيضًا بالمشاريع التي لدينا لنقدمها للبلد”.
وتابع باسيل: “مرت أربع سنوات على الاحتجاجات وحتى الآن لا يريدون إقرار قانون الكابيتال كونترول لأنهم لا زالوا يخرجون الأموال، أعيد وأكرر لم نختار أن نكون بهذا الموقع بل فرض علينا فلسنا نحن من دعمنا رئيس “غصبا عن الجميع” ولا نحن من ترك الحكومة لتتحكم بالناس ولا نحن خونّا الناس إذا كان لديهم خيارات داخلية أخرى إذا مع كل ما يحصل معنا نقول نحن حريصون على التفاهم مع حزب الله ومع أي مكون لبناني آخر”.
ورأى باسيل أننا التيار الوحيد الذي استطاع الاستمرار دون “مال” ولا أحد يصدق ما هي ميزانيتنا وكيف نقوم بانتخاباتنا، أليس هذا ثمن حريتنا؟ نحن التيار الوحيد الذي لم يربط قراره السياسي بدولة خارجية، مشددًا على أننا لا نخشى التهديدات وهذا البلد إما نكون فيه شركاء وأحرار أو لا نكون.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق