اعتبر عضـو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، أن لبنان بات بفعل الفلتان السياسي والأمني الذي يرعاه حزب الله ويدير جوانبه، دولة مارقة قوامها الفوضى والتسلح والتهريب والإنهيارات على المستويات كافة، وبالتالي فإن تعطيل الحزب للاستحقاق الرئاسي، يندرج في سياق سياسة هدم الدولة، التي يعتمدها الحزب بتوجيه من قياداته في طهران.
وفي حديث صحفي ، لفت إلى أن الحوار الذي يريده حزب الله ويستميت لإطلاقه تحت عنوان تضليلي، ألا وهو التفاهم على رئيس للجمهورية، ليس الهدف منه شراء الوقت بانتظار ما ستؤول إليه المتغيرات والتحولات الخارجية، إنما والأخطر، تخطي دور المؤسسات الدستورية وعلى رأسها مجلس النواب، في محاولة لترسيخ قبضته على مفارق السلطة.
وأشار متى إلى أن حزب الله يتعامل مع الإستحقاقات الدستورية في لبنان، لاسيما الإستحقاق الرئاسي منها، على أنها فرص ذهبية لتكريس منهجيته، وفرض إرادته على الآخرين، الذين لا خيار أمامهم من وجهة نظر الحزب، سوى القبول بها كأمر واقع لا مفر منه.
ورأى أن معادلة الثنائي الشيعي إما الحوار وإما استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، انقلاب ليس فقط على دور مجلس النواب، إنما أيضاً على اتفاق الطائف الذي أكد عدم استقامة أي حوار خارج مجلس الوزراء في الملفات التنفيذية، وخارج مجلس النواب فيما يخص الإستحقاقات الدستورية والأمور التشريعية.
وشدد متى على أن القوات اللبنانية لن تجلس إلى حوار انقلابي على الدستور واتفاق الطائف، ولن تقدم بالتالي لحزب الله وفريقه الممانع، فرصة لقنص مكتسبات سياسية جديدة، أو لفرض شروطه وإرادته ومرشحه على اللبنانيين.
وأضاف : أي حوار سيدعو إليه المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان تحت عنوان التفاهم على رئيس للجمهورية، أو أياً تكن الجهة التي ستدعو إليه فرنسية كانت أو محلية، لن يبصر النور، ولن تقوم فصوله ما دام للبنان دستور وآليات دستورية واضحة لانتخاب الرئيس.
وتابع متى : الفراغ في سدة الرئاسة يبقى بالرغم من مأساوية تداعياته على لبنان واللبنانيين، أفضل بكثير من انتخاب رئيس من معجن الممانعة، يعيد إنتاج عهد الرئيس السابق ميشال عون ذي الإنتماء العضوي إلى ركب الممانعة، والذي انتهى بانهيار لبنان على المستويات كافة، وبهجرة اللبنانيين جماعياً بحثاً عن مستقبل آمن ومستقر اقتصادياً واجتماعياً.
وردًا على سؤال، أكد متى : رئيس مجلس النواب، لم يكن يوماً إلا طرفاً أساسياً في النزاعات السياسية، ولم يكن يوفر فرصة كبيرة كانت أو صغيرة، إلا ويستغلها لصالح موقع حزب الله في المعادلة السياسية، وما إغلاقه اليوم أبواب مجلس النواب أمام الإستحقاق الرئاسي سوى خير شاهد ودليل، ما يعني أنه لا يمكن تبرئة رئيس مجلس النواب نبيه بري من مسؤولية تعطيل الإنتخابات الرئاسية، مع فارق كبير أن حزب الله يعمل لمصلحة إيران، فيما الرئيس بري يؤمن بلبنان الدولة المستقلة.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق