شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على “ضرورة التلاقي الوطني لأن البلد في قلب الفراغ القاتل، ولأن خيانة البلد والناس لا عاذر لها عند الله والناس”، مضيفًا: “كما قلنا لبنان محكوم بالتوافق والميثاقية والعيش المشترك ولعبة العدد واستعراض القوة انتهت بفشل ذريع، خاصة حين يخوض البعض لعبة عزل مكون وطني كبير”.
ولفت قبلان، خلال خطبة الجمعة، إلى أنه “مع نهاية الرابع عشر من حزيران، بدا واضحا وجليا للجميع أن المطلوب هو رئيس أصيل، وليس “رئيس بديل”. وبلدنا اليوم بلدنا جميعا، وفي حاجة إلى رئيس جمهورية من الوزن الثقيل، وليس “رئيس صندوق بريد”، واليوم بالنسبة لنا، موقفنا الوطني والأخلاقي والإنساني مع المحبة والاحترام لكل أطياف مجتمعنا هو “التلاقي والحوار، ثم التلاقي والحوار ثم التلاقي والحوار”، ولا بديل عن التلاقي والحوار”.
كما توجه “للبعض” بالقول: “المفروض ليس الاستياء من التعطيل وإغلاق الجلسات، بل من المفروض أن نستاء من القطيعة الوطنية ومن الإغلاق السياسي المتعمد، وما نريده هو أن نعيش معا، لأن العزل السياسي مستحيل، ومن يربحِ التوافق الوطني، يربحْ لبنان الوطن بجناحيه المسلم والمسيحي”.
كما ذكّر قبلان الحكومة “بأزمة الناس الكبيرة جدا”، وقال: “ما نراه من هبرجة وحفلات وحجوزات سياحية وصالات أعراس وملاه “مفولة” هو فقط للعشرين في المائة ممن يملكون، بالمقابل ثمانون في المائة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر أصبحوا يعانون من شدة ليس لها سابق”.
وفي هذا الصدد، اعتبر المفتي أنّ “من واجب الحكومة عقد جلسات مستمرة، ومتابعة دؤوبة، لأن البلد في أسوأ حالة استثنائية، وأعود وأكرر إن مراسيم الضرورة وتشريع الضرورة هو أكبر ضرورات البلد اليوم”.
ولفت نظر “البعض أيضا إلى أن المصالح اللبنانية لا تعرف اللغة الطائفية وزواريبها، والمفروض تأمين مصالح لبنان وليس مصالح بعض الزعامات التي لا يهمها من لبنان إلا المصالح الشخصية”.
من جهة ثانية، رأى قبلان أن “الجريمة والنزوح والاستنزاف الهائل للأرضية الاقتصادية الاجتماعية للبنان، أمر لم يعد يحتمل، وأذكر أن الأوروبيين يريدون لبنان مكبا للجريمة والانهيار، بعيدا عما يسمونه أوروبا النظيفة”.
كما اعتبر أنّ “المطلوب انتفاضة وطنية في وجه اللعبة الأوروبية المكشوفة، لأن العقلية الأوروبية تتعامل مع لبنان بنزعة نازية، وبروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي لا تفهم إلا لغة المواجهة”.
وأكد قبلان أن “لبنان ليس مغلقا على أحد، والجولة الفرنسية مرحب بها، ونحن أكثر ترحيبا بجولة سعودية إيرانية، وسعودية سورية، لكن المطلوب وطنيا جولة لبنانية – لبنانية صادقة وحقيقية، حيث مفتاح الحل يكمن بالتوافق الوطني، ويبدأ من مجلس النواب”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق