تبدو الطريق غير سالكة سياسياً، أمام لودريان، في سعيه خلال زيارته المرتقبة لبيروت في النصف الثاني من أيلول المقبل، للقاء مع نواب لبنانيين يتطلع من خلاله إلى فتح ثغرة في الأفق المسدود الذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية.
وأوضح مصدر نيابي بارز لـ”الشرق الأوسط”، أن “لودريان مهّد الطريق بالمفهوم السياسي، أمام عودته إلى بيروت، بتوجيه رسائل شملت 38 نائباً يطلب فيها منهم الإجابة عن سؤالين يتعلقان بتحديد المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس العتيد، والأولويات المطلوبة في مرحلة ما بعد انتخابه لإخراج لبنان من التأزُّم الذي يتخبّط فيه”، معتبرًا أن “ردود الفعل على طلبه جاءت باهتة، ولم تكن بالمستوى المطلوب”.
وركّز على أنّ “رسائل المبعوث الفرنسي لم تلق أي ردّ فعل إيجابي، وبدت كأنها لم تكن، ليس لأن رسائله إلى النواب جاءت تكراراً لما ورد في بيان اللجنة الخماسية في أعقاب اجتماعها في الدوحة في قطر، وإنما لأن عدد النواب المشمولين في الرد على رسائله كان فضفاضاً، وهو ما يختلف مع تفاهمه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أن يبقى العدد تحت سقف لا يتجاوز 15 نائباً، يمثلون الكتل النيابية والنواب المستقلين والتغييريين”.
وشدد على أن “لبري رأياً آخر، وهو كان قد دعا للحوار لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي يعطّل انتخاب الرئيس، وقال إنه لم يتدخل في تسمية النواب المشمولين بالرسائل التي تلقوها من لودريان، واكتفى بإبداء رأيه لعل اللقاء بين المبعوث الفرنسي والنواب “يأتي مثمراً”.
كما اشار المصدر نفسه، إلى أن “ردود الفعل النيابية حيال مبادرة لودريان لم تكن إيجابية ومشجعة، والسبب في ذلك يكمن في عدم تقيّده بوحدة المعايير والمواصفات في اختياره النواب المشمولين بالرسائل التي تلقوها منه، عن طريق السفارة الفرنسية لدى لبنان”.
في هذا السياق، تساءل مصدر سياسي، عن سبب “إخلال لودريان بوحدة المعايير في توجيه رسائله للنواب”، سائلًا: “كيف يوفّق بين دعوته إلى الكتل النيابية إلى أن تتمثل برئيسها في اللقاء المزمع عقده فور عودته إلى بيروت، في ما خص النواب المنتمين إلى قوى التغيير، وعددهم 12 نائبًا، برسائل مماثلة لتلك التي خص بها رؤساء الكتل؟ المفترض أنهم يمثلون عدداً أكبر كثيراً من النواب التغييريين”.
وسأل أيضًا عن “الأسباب الكامنة وراء استبعاد لودريان للنائبين المنتميين إلى جمعية “المشاريع الخيرية الإسلامية” (الأحباش)، وعدم شمولهما برسائله التي وجهها إلى نواب آخرين؟ هل كان لودريان مضطراً، على سبيل المثال، لتوجيه الدعوة لنائبين مستقلين يمثلان الدائرة الانتخابية نفسها ومن الطائفة نفسها؟ وما الجدوى من تكثيفه دعوة النواب السُّنّة وتأمين حضورهم بعدد وازن؟”.
ووجد المصدر أن “ذلك يرتبط كما يبدو، باعتقاده أنه يحقق للطائفة السنية التوازن المطلوب مع بقية الطوائف، في ظل غياب كتلة نيابية سنّية فاعلة في البرلمان الحالي”، مشددًا على أن “اختيار المبعوث الفرنسي النواب المدعوين للّقاء معه، أحدث خللاً كان في غنى عنه”. وأشار إلى أن “فتح ثغرة في الأفق المسدود، لن يكون بتوجيه رسائل للنواب لسؤالهم عن مواصفات الرئيس وأولويات المرحلة المقبلة، وإنما في التفاتته إلى أسباب المشكلة، لأن حلها لن يكون في الحوار، وإنما بالطلب من إيران تسهيل انتخاب الرئيس بالتدخل لدى حزب الله”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق