أشار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى ان “ما يجري حولنا من أحداث يجب أن يقوّي وعينا ونأخذ منه العبر والدروس”. واعتبر بانه ” ما من حربٍ خاضها الأميركيون دون أن يرتكبوا المجازر بحق المدنيين”. واشار الى ان “واشنطن تدعو روسيا إلى عدم استهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأميركية؟ وماذا عن مجازر الصهاينة في فلسطين منذ أكثر من 70 عاماً، ماذا عن حصار غزة؟ ماذا عن مجازر العدوان السعودي الأميركي في اليمن، وماذا عن الحصار عليه؟.. العالم كله ساكت، لأن هؤلاء لا ينتمون إلى عالم الرجل الأبيض، وحتى من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو سلعة وأداة عند الأميركي.
وشدد السيد نصرالله بان “هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريطٌ بالأمة، ونحن رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان وتخلّت عمّن وثق بها هناك”. ولفت الى ان ” أميركا، وبريطانيا معها، ساقت أوكرانيا ودفعت بها إلى فم التنين وفق حسابٍ دقيق، وكان المخطط الزجّ بها وتعطيل أي اتفاق مع روسيا، وواشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائرات وجنوداً إلى أوكرانيا، رغم أنها دفعتها إلى الحرب”. واوضح بانه “لو قُدّر الدخول إلى نفوس المسؤولين في أوكرانيا لوجدنا قمة الشعور بالخيبة.. وهذا درسٌ وشاهد جديد”. زلفت الى ان “التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون”.
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، لفت السيد نصرالله الى “إن الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مآسيه ومصائبه، ولن تستطيعوا إرضاء أميركا لأن لا حدودَ لمطالبها”. وسأل “ما هو المقابل الذين تحصلون عليه مقابل الخضوع للإملاءات الأميركية؟”.
وعن موقف لبنان الرسمي في الأمم المتحدة عبر التصويت مع أميركا، أشار الى انه “كان لبنان يستطيع أن يكون ممتنعاً، ومصلحته كانت في الإمتناع”. واعتبر بان “المطلوب أن يقول لبنان للأميركي لسنا عبيداً عندكم”، وذكر بان “السفارة الأميركية طلبت أن يكون بيان وزارة الخارجية اللبنانية بشأن روسيا وأوكرانيا أشدّ، وهذا البيان كُتب في السفارة الأميركية”. واكد باننا “كحزب لسنا مع النأي بالنفس، وعندما اتخذت الدولة اللبنانية موقفها مع الأميركيين، لماذا سكت دعاة الحياد والنأي بالنفس؟.. صمتُ القبور”. واعتبر بان “هذه التجربة تؤكد أن كل ما نسمعه عن الحياد والنأي بالنفس هو حجّة وذريعة للتهرّب من مسؤولياتٍ قومية، وهذه المسؤوليات أخلاقية ووطنية وقانونية وقومية.. وللهروب منها اخترعوا الحياد والنأي بالنفس”. ورأى بان “هذا شاهد جديد على أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية”. واعتبر بانه “لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل كان يمكن أن تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بياناً من هذا النوع وترسله إلى السفارة الأميركية؟”.
قم بكتابة اول تعليق