اجتمع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مع وفد موسع من إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة برئاسة منسق الإتحاد الأب يوسف نصر، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق واعضاء الإتحاد ونقابات المدارس المنضوية في إطاره.
وقال نصر أننا “جئنا نضع أيدينا بيديك لنعمل معاً على بناء رؤية وخطة استراتيجية مبنية على الشراكة الفعلية بين القطاعين الرسمي والخاص، ونحن نعتبرك الخيار الإستراتيجي للتربية. فقد انطلقت مدارسنا في العام الدراسي حضورياً، وامامنا تحديات كبيرة، ومعروف عنكم أنكم رجل القيم وتحملون الكثير من المعاني السامية ونتوسم خيراً في توليكم هذه المهمة”.
وتحدث عدد من أعضاء الإتحاد، فأشاروا إلى أن “الوضع خطير جداً ونعول عليكم، في القطاعين العام والخاص، ونتابع جهودكم لاجتراح الحلول”، لافتين الى أن “المدارس الخاصة مكتظة بالتلاميذ بعد غياب سنتين، ويجب أن نتكاتف لحل الأزمة المالية لتستمر المدارس في أداء رسالتها”.
وسلم الأستاذ ابراهيم علاء الدين الى وزير التربية كتاباً بإسم الإتحاد، عن تطور كلفة التعليم بين ما كانت عليه في الأعوام الماضية وكيف أصبحت راهناً، لافتاً الى أنها “كلفة الكتب والنقل ارتفعت بصورة غير مقبولة”. وقال إن “القطاع العام يضم نحو 700 ألف تلميذ، ونأمل أن نكون شركاء في القرار التربوي”.
ورحب الإتحاد بالسعي إلى إقرار البطاقة التربوية وبإصدار بطاقة نقل مدروسة وتوفير خدمة الإنترنت، وطالب بـ”شمول المدارس الخاصة بتأمين كميات من المحروقات، ودعم أهالي المتعلمين”. وشدد على “أهمية سعي وزير التربية إلى توفير مستحقات المدارس المجانية وتعديل قيمة المنح”، مؤكداً أن “التعليم النوعي والجيد هو الهدف الأساس والدائم”.
بدوره، شكر الحلبي الاتحاد للثقة التي يضعونها بشخصه، وعبر عن سروره باللقاء، وقال إن “للقطاع الخاص دور كبير تاريخياً وراهناً، والظرف انعكس على المؤسسات الخاصة كما انعكس على سائر القطاعات، وقد تأثرت القطاعات كافة نتيجة الوضع السياسي الذي اوصلنا إلى الإضراب وتعطل آليات الحكم. وجاءت الأزمة الإقتصادية وبتنا الآن نحصي الأضرار، وبالتالي لا يمكننا القياس بما كنا عليه منذ ثلاث سنوات”.
أضاف: “الجميع مدعو للتكيف مع الواقع الذي طرأ، وان نأخذ في الإعتبار تداعيات الأزمة وما حدث راهناً. وتوجهي أن نبحث كيف نحدث عمليات خرق وان نتعاون لتحقيقها”.
وركز على “أهمية تطوير المناهج”، مشيراً إلى ان هناك “حركة في المركز التربوي في هذا السياق”، مؤكداً على “الجهود الهادفة إلى أن يتحدد قبيل رأس السنة الإطار الوطني لتطوير المناهج، وهذا موضع شراكة بين القطاعين الرسمي والخاص ليكون هناك توافق وطني حوله”.
وقال الحلبي “طلبت من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الإجتماع الوزاري الموسع، إنشاء خلية أزمة للقطاع التربوي فالأساس هو إنقاذ العام الدراسي، ونتج عن ذلك الإجتماع توجهات شاملة للقطاعين كالتلقيح للجميع، وتأمين المازوت للتدفئة والكهرباء، وتوفير الإنترنت للمدارس، والنقل للمعلم والتلميذ من خلال خطة للنقل العام، وطرحنا المستحقات المتأخرة للمدارس المجانية بهدف التعجيل في صرفها”.
أضاف: “هناك سلسلة مشاريع قوانين للتربية تابعناها في لجنة الإدارة والعدل ووعدنا بأن توضع بأول جلسة عامة”.
وأشار إلى أن “مشروع قانون الخمسمائة مليار ليرة تم طرحه في لجنة التربية”، وأنه تحدث مع الرئيس نبيه بري حول هذا القانون وأهميته.
وكرر التأكيد أن “الكتب الرسمية مجانية”، وقال الحلبي أننا “طلبنا دفع سلفة هذه السنة بقيمة 50 في المئة للمدارس المجانية وتسريع سداد مستحقاتها”.
وبعد النقاش في مختلف القضايا التربوية المطروحة، أكد نصر “أهمية الجهد والعزم الذي يبذله الوزير والوزارة في هذه المرحلة، لتحديث المناهج ولتأمين الدعم المالي والخمسمائة مليار، ويبقى عقد المؤتمر التربوي الذي يزمع رئيس الجمهورية ميشال عون الدعوة إليه بالتعاون مع وزير التربية والذي ستتبلور التحضيرات له في وقت قريب”.
واستقبل الحلبي سفير اسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فيري ديلا بينا في زيارة تهنئة، وتناول البحث التحضير لزيارة وزير الخارجية الإسباني إلى بيروت والإجتماع بالمسؤولين ومنهم وزير التربية.
وكشف عن هبة من الكتب الإسبانية من معهد سرفتس أي المجلس الثقافي الإسباني، وتحدث عن تعزيز العلاقات اللبنانية الإسبانية الثقافية التربوية، لا سيما وان وهناك اربع مدارس رسمية تعلم اللغة الإسبانية كلغة اجنبية اختيارية، ويمكن اعتمادها في المدرسة الإسبانية الجديدة في الكرنتينا وهي ستصبح قيد العمل راهناً.
وأكد الحلبي على “تمتين العلاقات بين البلدين في المجالين التربوي والثقافي”، وتحدث عن المقومات المطلوبة لانطلاق العام الدراسي في المدارس الرسمية، مؤكداً على موعد بدء الدراسة الإثنين المقبل كما هو محدد، آملاً تجاوب المعلمين مع العطاءات التي تم إعدادها لهم.
وأشار إلى حاجات الجامعة اللبنانية وأساتذتها وموظفيها ومقومات العودة إلى التدريس.
وشكر الجانب الإسباني على “تقديم المدرسة الإسبانية المسبقة الصنع إلى لبنان، لتستقبل تلامذة خسروا مدارسهم في الأشرفية نتيجة انفجار المرفأ”، ورحب بالشراكة اللبنانية الإسبانية.
قم بكتابة اول تعليق