ليس من اليسير على الوالديْن اختيار اسم لطفلهما، فالأمر ينطوي على معاناة ما، وقد يبدو كما لو كان اختبارا لقدرتهما على الابتكار أو الابداع، أو وسيلة للتعبير عن طبيعة شخصيتيهما أو هويتيهما، من خلال نسلهما. لكن الكثير من الآباء والأمهات، ومنهم أنا بالقطع، ربما لا يدركون بشكل كامل أن الاسم الذي سيقع عليه اختيارهما لطفلهما، يمكن أن يلعب دورا في تشكيل الكيفية التي سينظر بها الآخرون له، وأنه سيؤثر بالتبعية على نوع الشخصية التي سيكتسبها الابن في ما بعد.
ويقول ديفيد تسو، عالم النفس في جامعة أريزونا الأميركية، الذي يجري دراسات حول ما يُعرف بعلم النفس المتعلق بالأسماء، إن “الاسم يشكل ركيزة أساسية للغاية للتصور الذي يكوّنه المرء عن ذاته، خاصة على صعيد علاقاته بالآخرين، وذلك لأنه يُستخدم لتعريف الفرد والتواصل معه بشكل يومي.
لا ينفي ذلك بطبيعة الحال، أن هناك الكثير من العوامل التي تحدد طبيعة شخصية كل منّا. من بين ذلك، أمور ذات صلة بجيناتنا، بجانب التجارب التي نخوضها وتُساعد على تكوين خبراتنا وشخصيتنا، فضلا عن دور من نقضي وقتنا معهم، علاوة على ما ينجم عن الأدوار، التي نضطلع بها في الحياة الشخصية والمهنية.
قم بكتابة اول تعليق