الذهب:
استمرَّ التعامل بالذهب كمعدنٍ ثمين منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، حتى مع مرور الزَّمن بقي الذَّهب من بين المعادن التي لم تفقد قيمتها الثَّمينة؛ وذلك لندرته ولخصائصه الكيميائية الفريدة، فهو معدنٌ فلزيٌّ ذو تركيبٍ ذرِّيٍّ مستقر، فهو لا يصدأ ولا يتأكسد ويبقى محافظاً على شكله الجميل، ولذلك سعى البشر قديماً وحديثاً إلى شتَّى الوسائل التي تساعدهم على إيجاده واستخلاصه من الطَّبيعة.
تعدين الذهب قديماً:
تعدَّدت الطُّرق قديماً في استخراج الذهب من الطبيعة واستخلاصه، ولم يكن ذلك ممكناً للبشر لولا هداية الله لهم لمعرفة خصائص هذا المعدن الثَّمين، وأماكن تواجده، ومن ثمَّ طرق استخلاصه؛ حيث إنّنا سنذكر أشهر الطُّرق التي اتَّبعها المنقِّبون قديماً.
أماكن تواجده في الصخور:
لاحظ البشر قديماً أن معدن الذَّهب يتواجد في الطبيعة في أماكن معيَّنةٍ، كما أنه غالباً ما يكون مختلطاً بعناصر ومعادن أخرى، حيث إنّهم مع الخبرةِ والاستكشافِ وجدوا أن الذَّهب يكون في صخور الكواتز، والبازلت، وغالباً ما يكون متَّحداً مع معادن أخرى، كالنحاسِ والفضَّة.
أماكن تواجده جغرافياً:
فتَّشَ القُدماء عن هذا المعدن الثَّمين في كل مكان، فلاحظوا أنّه يتواجد بكثرة في مصبَّات الأنهار، وأسفل الجبال، وأحياناً على شكل عروقٍ مدفونة، فبدأت عمليات المناجم والتنقيب بالحفر والاستخراج؛ حيث إنّ المصريين القدماء كانوا يحفرون في المناجم لاستخراج مختلف أنواع المعادن ومنها معدن الذهب.
فصل الذهب عن الشوائب:
استخدم القدماء عدَّة طرقٍ لفصل الذهب عن الشوائب؛ كالصخور والحجارة والرِّمال؛ حيث إنّ هذه الطرق كانت كلها ميكانيكية، ولا نقصد بميكانيكية أي آلية، ولكن أي بميكانيكا الطَّرد المركزي، وميكانيكا الوزن الذَّري، وهي كالآتي:
الغربلة:
وهي عملية التَّخلُّص من الشوائب ذات الحجم الكبير لتسهيل المراحلة التالية في العمل؛ حيث إنّهم كانوا يصنعون المناخل التي بها ثقوب بأحجامٍ مختلفة، فيضعون بها الرّمال والحجارة التي تحوي بين أجزائها حبيبات الذهب المخفية، فتنزل حبيبات الذهب مع الحجارة الصغيرة جداً والرمال في وعاءٍ آخر، ثمّ ينظرون بين الحجارة والأجزاء الكبيرة التي بقيت في الغربال ولم تنزل؛ وذلك حتى يتأكّدوا من عدم وجود كُتلٍ ذهبيةٍ كبيرةٍ لم تنزل من الثُّقوب، عندها يجمعون ما وجدوه من هذه الكتل الذهبية الكبيرة (إن وجدت) ويتخلَّصون من الشوائب، وهذا كلُّه يكون باستخدام الغسل المتكرِّر للمكونات جميعها.
الطرد المركزي:
وهو عملية فصل الشَّوائب عن الذَّهب، حيث إنّه توجد معدَّاتٌ بسيطةٌ لهذه العملية، وهي عبارةٌ عن طبقٍ مخروطيٍّ مصنوعٍ من الخشب أو الحديد، فكانوا يضعون في هذا الطَّبق المكوِّنات التي حصلوا عليها بعد الغربلة، ويضيفون إليها الماء، ثمَّ يبدؤون بعملية الأرجحة الدَّائرية؛ وذلك من أجل طرد الرِّمال والحصى الصَّغيرة إلى الأعلى والأطراف؛ لأنها أخفُّ وزنا من الذّهب، وبذلك تنزل وتتركَّز المعادن الثَّقيلة كالذهب والفضَّة في المنتصف والأسفل، ثمَّ يغسلون الجزء العُلويَّ من هذه الشوائب ويتخلَّصون منها، حيث إنّهم يكرِّرون هذه العملية عدَّة مرات حتى يبقى الذهب وحده في قاع الطَّبق المخروطي، عندها يجمعونه ويصهرونه.
المصدر : موضوع
قم بكتابة اول تعليق