اشار الشيخ أحمد قبلان إلى أنه “إن الظلم والفساد واللعب بأوجاع الناس واحتكار أسواقها وحاجاتها وتفكيك بلدها ليس إلا وقوداً للنار والفتن والخراب”، معتبراً أن “فكّ الاشتباك السياسي في هذا البلد يحتاج إلى ثمن سياسي، وأن البلد تحكمه المصالح الوطنية، واللعب بزواريب القضاء والرشاوى الدولية. وهذا يفترض بالقوى السياسية دفع هذا الثمن السياسي، فحلّ مشاكل البلد يمرّ جبراً بالسياسة، وأية تسوية كبيرة تمرّ حتماً بالسياسة، وليس بالقضاء والتهم السياسية والثأر السياسي، إلا أن حلّ مشكلة البلد تحتاج زعامات أكبر من عوكر وتوابعها، وهذه مشكلتنا الرئيسية”.
ولفت المفتي قبلان إلى أن “مشكلة البلد الرئيسية أنه يعاني من أكبر حصار وهجمة أميركية، ومن يُفترض به المواجهة أو أخذ خيار سياسي كبير لا يريد تعكير مزاج عوكر حتى لو احترق البلد. وأكثر من يمارس السياسة في البلد يريد رضا عوكر، وسيخوض الانتخابات النيابية بعين عوكر وتحالفاتها، حتى لو مات الناس جوعاً وقهراً، وهذا أخطر مؤشّر في الموسم الانتخابي المفصلي. والمطلوب تسوية سياسية انقاذية قبل حرق البلد. فنحن الآن في وسط اشتباك سياسي محموم، وما فعله المجلس الدستوري أنه أعاد الكرة الملتهبة للسياسيين، فهم من يستطيع إطفاء النار، أو هم من يحرقون البلد”.
وأكّد سماحته أن “الحل بالسياسة لا بالقضاء، وإزاحة البيطار الذي حوّل القضاء إلى سوق انتيكة يمرّ بتسوية مع من يحميه بالسياسة، ما يعني أن التسوية السياسية الآن في مأزق”. واعتبر المفتي قبلان أن ” إذا كان الأمريكي يعتقد أن إنهاك لبنان يعني إنهاك المقاومة فهو واهم”، موجهاً نصيحة من صميم القلب للمسيحيين قبل المسلمين، إياكم والخبث الأمريكي، فكل مصائب هذا البلد مصدرها الوصاية الأميركية التاريخية”
أما بخصوص الحياد، فتساءل سماحته “أي حياد وجمهوريات الأوكار الدولية الإقليمية في الداخل اللبناني تقود أخطر معركة إنهاك وتمزيق للبلد وسيادته”، لافتاً إلى أنه “علينا أن نتذكر جيداً أن مشكلة البلد الكارثية تمرّ بالمشغّل الدولي، وبالأخص واشنطن، وكفانا تضييعاً للحقيقة وغسلاً للوجوه، وإذا كان من كلمة بخصوص الحياد أقول: لا للحياد الأعور، لأنه يطلب من الضحية ما لا يطلبه من الجلاّد، ومن أمّن الذئب على غنمه، فقد حكم بضرورة ذبح الغنم”.
قم بكتابة اول تعليق