تستمرّ فضيحة برنامج ” بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس و التابع لشركة NSO التي تتخذ من الأراضي الفلسطينية المحتلة موقعاً لها، في الانكشاف أكثر فأكثر، بعدما انتشرت التقارير و التحقيقات في عشرات الوسائل الإعلامية الدولية ، و آخر ما تمً كشفه هو استخدام هذا البرنامج من قبل السعودية و الإمارات من أجل التجسس على شخصيات لبنانية منها الرئيس ميشال عون.
و كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية ، يوم أمس الإثنين، إن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد طلبا التجسّس عبر برنامج ” بيغاسوس ” التابع لشركة “NSO” الإسرائيلية، على “سياسيين وإعلاميين لبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون”.
و يستطيع برنامج ” بيغاسوس “، سحبَ المحتوى من الهاتف الذكي، بما في ذلك الرسائل المتبادَلة على تطبيقات مثل WhatsApp وSignal، ويمكنه أيضاً فتح الميكروفون داخل الجهاز، بحسب ما أكدته الصحيفة الفرنسية.
الجدير بالذكر أن البرنامج الإسرائيلي يستخدم في التجسس على الفلسطينيين في غزة من أجل تسويقه إلى العالم ، و قد أكدت صحيفة هآرتس” الإسرائيلية أن المملكة العربية السعودية قد استخدمت البرناج قبل أشهر قليلة من حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات من الأمراء ورجال الأعمال، بعدما عرضت الشركة على المخابرات السعودية برامج لقرصنة الهواتف النقالة.
و بحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد اشترت الرياض نسخاً من هذا البرنامج بقيمة 55 مليون دولار. كما طلب السعوديون شراء 23 نسخة من هذا البرنامج لقرصنة هواتف المعارضين السعوديين في الداخل والخارج.
كذلك كشفت صحيفة “هآرتس” عن كواليس صفقات بيع منظومات التجسس التابعة لشركة NSO إلى الخليج العربي حيث بلغت قيمة الصفقات التي أبرمتها الشركة الإسرائيلية مع الإمارات ودول خليجية أخرى مئات ملايين الدولارات سنوياً، مقابل برنامج التجسس “بيغاسوس 3” لمراقبة معارضي النظام بهذه الدول، وتمت هذه الصفقات بدعم وتشجيع ووساطة من المؤسسة الإسرائيلية الرسمية .
هذه الفضحية دفعت منظمات أممية وحقوقية ووسائل إعلام والاتحاد الأوروبي وحكومات إلى التنديد بكل ما ورد في التقارير و التهم الموجهة للشركة، و قد لجأت دول أخرى إلى القضاء للمحاسبة، ففي هذا السياق أعلنت النيابة العامة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، فتح تحقيق حول ما كشفته تقارير إعلامية بشأن التجسس على صحافيين فرنسيين جرى اختراق هواتفهم عبر برنامج “بيغاسوس” لصالح الدولة المغربية التي نفت هذه التهمة.
و في بيان صادر عنها قالت النيابة العامة في باريس، إن تحقيق يشمل 10 اتهامات بينها “انتهاك الخصوصية” و”اعتراض مراسلات” عبر برنامج إلكتروني و”تكوين مجموعة إجرامية”.
يذكر أن التحقيق قد فُتح عقب رفع شكوى بشأن التجسس من قبل موقع “ميديابارت” الإعلامي على صحافيَين تابعَين له، هذا بالإضافة إلى شكوى أخرى قدمتها صحيفة “لو كانار اونشينيه”.
قم بكتابة اول تعليق