وزير الأمن الاسرائيلي : صواريخ حزب الله “خطر وجودي على اسرائيل”

صواريخ

أقرّ وزير الأمن المسؤول عن الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله تشكّل «خطراً وجودياً على إسرائيل» بحسب قوله , و هذا التصريح يعد اقرارا رسميا للمرة الأولى من قبل كيان العدو بالقوة الصاروخية التي تمتلكها المقاومة. و يعدّ هذا الموقف خلاصة تقدير جهات القرار في كيان العدوّ لطبيعة ردود الحزب على أيّ عدوان يمكن أن تتورط فيه إسرائيل نتيجة تقديرات خاطئة على لبنان.

و كان قد عبّر عن هذا الموقف  المسؤول الأول عن جيش العدو , وزير الأمن بني غانتس في كلمة معدّة سابقاً، و يعدّ هذا التصريح  سابقة في تاريخ كيان العدو خاصّة أنه لم يأت رداً على سؤال صحافي محرج، أو نتيجة عدم الدقة في التعبير خلال سجال، بل جاء أمام الحكومة والمجلس الوزاري المصغّر والرأي العام. والأهم، بل وأمام الهيئة العامة للكنيست، في سياق نقاش لتعديل قانون عملاء جيش أنطوان لحد وأسرهم من أجل منحهم «وسام المعركة» . و قد وصف بني غيتس صواريخ حزب الله الدقيقة بـ«الخطر الوجودي».

غانتس أقرّ بأن الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله تشكل «خطراً وجودياً على إسرائيل». واستبق هذا الموقف الغير مسبوق، بالحديث عن سعي حزب الله إلى تعظيم قدراته الصاروخية مدى ودقةً، و أكّد أن «إسرائيل» لن تسمح بهذا التعاظم «بشكل يصبح خطراً وجودياً» عليها.

تابعنا على فيسبوك 

و كشف هذا الموقف من إقرار على لسان وزير جيش العدو، عن أكثر من رسالة وتقدير إزاء معادلات الصراع المحتدم بين حزب الله وكيان العدو ونتائجه، على المستويين الاستخباري والردعي، وفي مجال سباق تطور القدرات العسكرية بين الطرفين. كما يؤشّر، صراحةً، الى إقرار جيش العدو وقيادته السياسية بحجم التحوّل الذي طرأ على معادلة القوة، وإلى المخاوف التي تهيمن على مؤسسة القرار السياسي والأمني إزاء تطوّر قدرات حزب الله ومحور المقاومة في مواجهة الأخطار التي يُشكِّلها كيان العدو، وفي تعزيز معادلة الردع الإقليمي.
و تجدر الإشارة أنّ حزب الله ما كان لينجح في تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي في سياق المعركة الدائرة مع كيان العدو، بأجهزته العسكرية والاستخبارية، لولا أنه انطلق من رؤية عميقة ودقيقة للبيئة الاستراتيجية التي يتحرك فيها، بشقيها الخارجي والداخلي، ولولا أنه واجه استراتيجية العدو الإسرائيلي، ومعه الولايات المتحدة، باستراتيجية مضادة يمكن رسم بعض معالمها من خلال الوقائع والأداء سابقاً وحالياً.
أيّ عملية بناء وتطوير للقدرات الصاروخية والعسكرية في مواجهة عدوّ متفوّق كمّاً ونوعاً، ويشكل تهديداً استراتيجياً ووجودياً، لم تكن لتتحقّق لولا دقّة الأولويات التي تبنّتها مقاومة حزب الله، ووفّرت لها المظلّة التي تحتاج إليها لتطوير قدراتها الدفاعية والردعية، مع الالتزام التام بكل مقتضياتها المحلية والإقليمية.
ففي مواجهة خيارات العدو العملانية الوقائية، تحت عنوان «المعركة بين الحروب»، نجح حزب الله أيضاً في إرساء معادلة ردع كبحت جيش العدو عن شنّ اعتداءات تهدف الى إرباك عملية تطوير القدرات العسكرية والصاروخية. ومن البديهي أن كل ذلك لم يكن لينجح، أيضاً، لولا الحصانة الاستخبارية التي نجح حزب الله في فرضها على كل هذا المسار، إلى حدّ إقرار وزير الأمن الإسرائيلي السابق نفتالي بينت بأنّ «إسرائيل لم تكن على علم بـ 80% من عمليات نقل الصواريخ إلى حزب الله في لبنان» (الأخبار ــــ الخميس 13 شباط 2020). وفي هذا، أظهر حزب الله إبداعاً في مواجهة التفوّق التكنولوجي والعسكري للعدوّ، وفي ظلّ ما يتمتّع به الأخير من تحالفات إقليمية ودولية توفّر له الدعم الاستخباري والعملياتي في مواجهة محور المقاومة، ومن ضمنه حزب الله.

تجدر الإشارة، أيضاً، الى أن إقرار غانتس بحجم التهديد الذي يمثّله تطوّر قدرات صواريخ حزب الله الدقيقة على الأمن القومي الإسرائيلي ووجود «إسرائيل»، ينطوي على إقرار، بمفعول رجعي، بما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عام 2018، عن «إنجاز» الأمر في ما يتعلّق بامتلاك الصواريخ الدقيقة. كما يكشف عن مستوى من تكيّف إسرائيل وتسليمها، حتى الآن، بنجاح الحزب في تجاوز ما سبق أن اعتبره قادة العدو «خطاً أحمر» يُمنع تجاوزه.

بقى مفهوم أساسي لا بدّ من إيضاحه، وهو أن «الطابع الوجودي» الذي وسم به غانتس الخطر المحدق بمستقبل إسرائيل، نتيجة امتلاك حزب الله الصواريخ الدقيقة، يؤشر أيضاً الى حجم التهديد الاستراتيجي الذي تشكّله هذه الصواريخ على الأمن القومي الإسرائيلي في المعادلات الحالية (وليس المستقبلية كما هي حال التهديد الوجودي). والأهم أن مواقف وزير الأمن التي تتّصل بما تواجهه إسرائيل من تهديدات، تعبّر عن الخلاصة التي انتهت إليها جلسات تقدير الوضع التي يعقدها مع الجيش والاستخبارات العسكرية، ومن ضمنها تقدير حجم المخاطر ومساراتها المستقبلية.

و كان في وقت اّخر قد أقرّ قائد المنطقة الشمالية، اللواء أمير برعام ، بشكل صريح، بأنّ من سبقوه في منصبه، فشلوا في إحباط عملية تطوير قدرات حزب الله، لأنهم «لم يروا كينونة الموضوع» ( في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، 17/9/2020). بهذا، اعترف برعام بنجاح حزب الله في تضليل قادة العدو وأجهزته السياسية والاستخبارية على المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، في كل ما يتعلق بخطته لتطوير قدراته المتنوعة. بعبارة أكثر دقة، لم ينجح قادة العدو وأجهزته الاستخبارية في قراءة وتقدير المدى الذي يمكن أن يبلغه الحزب في تطوير قدراته، ولا في اكتشاف الخطة التي نفّذها على مدى السنوات الماضية، رغم أنه كان منخرطاً في مواجهة تهديدات وجودية للمقاومة ولبنان والمنطقة.

اقرأ أيضا

لبنان : دعوة برلمانية لتكريم المراسل الصحفي علي شعيب

تحليق كثيف لطيران العدو في الاجواء اللبنانية

 

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن