سلسلة إنهيارات وموجة إفلاسات ضربت الكريبتو هذا العام فهل تستعيد العملات الرقمية زخمها في العام المقبل ؟

بسط الذعر نفوذه في نفوس جميع مستثمري ومتداولي العملات الرقمية في عام 2022، نظراً لسلسلة الإنهيارات وموجة الإفلاسات التي ضربت القطاع خلال هذا العام. والجدير بالذكر أن تداعيات آخر إنهيار مدوي لمنصة التداول بالعملات الرقمية «إف تي أكس» لم تنتهِ بعد، بل لا تزال تلقي بظلالها على شركات عدّة وعدد كبير منها مهدد بالإفلاس.

البيتكوين.. إلى ما دون الـ5000 دولار؟

تتجه أنظار المراقبين حالياً الى ما يمكن أن يحمله العام 2023 للعملات الرقمية، وخاصة لناحية عملة بيتكوين التي تتزعم سوق العملات الرقمية كأكبر عملة من حيث القيمة السوقية.

هذا وعلى الرغم من الخسائر الفادحة والكوارث التي حلّت بسوق العملات الرقمية، إلّا أنّ الآراء بشأن مصيرها تبقى متضاربة، منهم من يرى أنها ستنخفض أكثر فأكثر والبعض الآخر يرى أنها سترتفع. فعلى سبيل المثال، يرى بنك «ستاندرد تشارترد» أنها قد تسقط بشكل عنيف إلى مستويات خمسة آلاف دولار، ويتّفق المحللون في «جي بي مورجان» على أن القاع لم يصل بعد، ومع حدوث «سلسلة من طلبات الهامش» في جميع أنحاء السوق نتيجة للأحداث الأخيرة، يقدر البنك أن أرضية البيتكوين ستكون حوالي 13000 دولار.

هذا وأكّدت الداعمة المعروفة لبيتكوين «كيتي وود» في مقابلة حديثة مع بلومبرج، أن البيتكوين ستبلغ عشر آلاف دولار بحلول عام 2030، مشيرةً إلى أنه قد يصل إنحدار البيتكوين مرة أخرى إلى مستوى 10000 دولار في عام 2023، نظرًا لأن الأسواق الأوسع تعاني وأن سمعة العملة الرقمية قد تضررت بشدة بسبب الأزمات المتلاحقة في عام 2022.

في حين يعتقد البعض ومنهم المستثمر الشهير» تيم دريبر»، أنها ستصل إلى 250 ألف دولار بحلول منتصف العام الجديد.

وفي السياق عينه، أفاد رئيس أبحاث الأصول الرقمية لدى شركة «فانيك»، «ماثيو سيجل» بأن عملة بيتكوين قد تتعافى إلى مستوى 30000 دولار بمنتصف العام المقبل، وأن عملة «إيثيريوم» سيتضفي مزيدا من النمو لسوق العملات الرقمية.

«شتاء الكريبتو قد يطول»

وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة «كوين ليدجر»، «ديفيد كيميرر»، فأن «شتاء الكريبتو» الحالي قد يستمر لفترة أطول، ويرجع ذلك إلى عوامل الاقتصاد الكلي بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وزيادة أسعار الاقتراض والتضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا.

عملات رقمية لها مستقبل!

وفي هذا الصدد، كشف الخبير في التحول الرقمي «بول سمعان»، أن هذه المرحلة الصعبة ليست الأولى من نوعها في قطاع العملات الرقمية، فسبق أن مرّ القطاع بـ»شتاء الكريبتو»، ومن ثمّ تحسّن الوضع. لذا، يمكن التفاؤل بمستقبل أفضل لسوق العملات الرقمية، ولكن بالطبع لا يمكن «جزم» ذلك.

فبحسب «سمعان»، لا يمكن التنبّؤ بسعر ومستقبل العملات الرقمية، إنّما العملات الرقمية التي يرجّح أن يكون لها مستقبل، فهي: «البيتكوين»، «الإيثيريوم»، و»بوليجون». ولفت إلى أن سبب بقاء عملات واختفاء أخرى، يعود إلى البنية الأساسية المتماسكة والقوية القائمة عليها العملة، الفريق الكفوء الذي يقف خلفها. فضلاً عن تاريخ هذه العملات، والإقبال الكثيف على استخدامها… فهذه كلّها عوامل تضمن استمرارية العملات الرقمية. أمّا العملات المهددة بالإختفاء، فهي تلك غير القائمة على بنية أساسية صلبة ومتماسكة، لا يتمتّع فريقها بالكفاءة العالية، وبالإضاف إلى عوامل أخرى.

أخيراً، إنّ العملات الرقمية باتت واقعاً لا مفرّ منه، يفتقر إلى وضع الأطر التنظيمية الملائمة في أسرع وقت، لجذب المزيد من المستثمرين إلى القطاع وضمان حقوقهم وأصولهم الرقمية، في حال حدوث أي اضطراب في سوق العملات الرقمية.

فهل نشهد في العالم المقبل تنظيماً موسّعاً لهذا القطاع، أم يبقى رهينة أهواء كبار المستثمرين وأصحاب الشركات الكبرى؟

 

المصدر : الديار.

 

______________________________

🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:

Whatsapp-واتساب

Telegram-تلغرام

Facebook- فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن