بعدَ “سنوات” على إعلان إفلاس شركة « سعودي أوجيه » التي كان يملكها الرئيس سعد الحريري، وفي ظل الدعاوى التي رفعها الموظفون الذين صُرفوا من دون الحصول على مستحقاتهم وتعويضاتهم، وبعد نقل الملف الى وزارة المالية السعودية لتدبير أمور العمال، سجّل الملف تطوراً جديداً تمثّل في بيع عقار كبير عائد للشركة في المزاد العلني.
فقد سجلت السوق العقارية السعودية أول من أمس صفقة عقارية في جدة، حيث جرى بيع أرض « سعودي أوجيه » (مشروع «أرجوان ريد سي») في مزاد علني، بقيمة 1.34 مليار ريال، بسعر 4410 ريالات للمتر المربّع. وهذه الأرض، بحسب ما ورد في الخبر الموزع عن شركة «أدير» التي رعت المزاد، و تبلغ مساحة العقار 281 ألف متر مربع على الشاطئ.ي
يذكر أن مشروع «أرجوان» يعدّ أحد أهم عقارات شركة سعودي أوجيه المحدودة، التي قامت شركة أدير العقارية بتسويقها وبيعها.
و كانت إنطلاقة الشركة قد بدأت سنة 1978، كشركة مقاولات وأشغال عامة، قبل أن تطور نشاطها ليشمل الاتصالات، والطباعة، والعقارات، وخدمات الكمبيوتر، وكان يمتلكها رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري، الذي نجح في آواخر سبعينات القرن العشرين بشراء “شركة أوجيه الفرنسية” ودمجها في شركته و ليصبح أسمها ” سعودي أوجيه “، وأصبحت من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي.
واتسع نطاق أعمالها ليشمل شبكة من البنوك والشركات في السعودية ولبنان، إضافة إلى شركات للتأمين والنشر والصناعات الخفيفة، وظلت الشركة في رحلة صعود قوي حتى وصل إيرادها سنة 2010 إلى ثمانية مليارات دولار، قبل الإعلان عن إفلاسها و خروجها من السوق السعودي منذ قرابة الخمس سنوات.
وأكّد محللون سياسيون أن إغلاق الشركة يعود لعدة أسباب أبرزها السوء الكبير في الإدارة الذي شهدته بعد وفاة مؤسسها، رفيق الحريري، إضافة إلى ما سماه المحللون “تزاوج المال والسلطة، وخلاف الحريري الابن مع بعض المسؤولين السعوديين، وصرف أموال ضخمة في دروب السياسة اللبنانية”.
و منذ إعلانها الإفلاس، تواجه الشركة دعاوى قضائية من قبل الموظفين الذين صرفوا منها تعسفياً و لم يتقاضوا مستحقاتهم.
قم بكتابة اول تعليق