سؤال يتبادر إلى الأذهان بعد مأساة الطفل ريان! كم يستطيع الإنسان البقاء دون طعام؟

لعل الحدث الأكبر الذي يشغل العالم العربي الآن هو حادث الطفل ريان الذي مازال منذ ثلاثة أيام في قعر البئر دون طعام أو شراب، وعلى إثرها يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم، وهو “كم يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة دون طعام؟”.

هناك شبه إجماع بين الأطباء على أن الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة وفي مقتبل العمر، يمكنه الامتناع عن الماء لمدة تتراوح ما بين 3-8 أيام، وعن الطعام لمدة تصل إلى 8 أسابيع، طالما لم يتزامن ذلك مع الحرمان من الماء.

لكن ذلك لا ينطبق على الجميع، حيث يمكن أن يبقى البعض، وفقاً لحالتهم الصحية والبدنية، لأكثر من ذلك، وقد يموت آخرون في أقل من هذه المدة.

وأشار الأطباء، إلى أن ذلك يرتبط بعدة عوامل، لعل أهمها العامل النفسي متمثلاً في إرادة الإنسان، ثم كمية الدهون في الجسم (فكلما زادت كمية الدهون في الجسم، زادت قدرته على البقاء حياً)، لأن جسم الإنسان يخزّن السكريات والدهون والبروتينات لتعينه على البقاء في حالات الخطر، وفي حالة “المجاعة” فإن الجسم يستهلك السكريات أولا، ثم الدهون، وأخيرا البروتينات.

ويستهلك الجلوكوز في الساعات الثمانية الأولى من الانقطاع عن الطعام، ولا يكاد يحدث أي تغيير ملحوظ في عمل خلايا الجسم، ثم يبدأ الجسم في تكسير الغلوكوز المخزّن على هيئة غليكوجين في الكبد والعضلات، لمدة أربع ساعات أخرى، ثم تبدأ أعراض نقص الغلوكوز في الظهور.

بعد انتهاء الجليكوجين، لا يصبح أمام الجسم سوى البدء في الحصول على الجلوكوز من الأحماض الأمينية بالأساس، حيث تبدأ الخلايا في تكسير احتياطي الدهون تحت الجلد للحصول على الأحماض الدهنية واستخدامها كوقود مباشر، للحصول على الجليسرول الذي يمكن تحويله إلى جلوكوز.

ويحدث ذلك خلال الأيام الثلاثة الأولى، وهو ما يصيب الجسم بالوهن والضعف.

كذلك من بين العوامل التي تؤثر على قدرة الجسم على تحمل الامتناع عن الطعام هو عملية التمثيل الغذائي Metabolism، وهي العملية التي تتحول فيها الأغذية إلى طاقة، وحينما يقل هذا المعدل، يقل تحول المواد الغذائية المخزنة إلى طاقة، لذلك يحتفظ بها الجسم لمدة أطول، وهو ما يعني فترة أطول من البقاء دون طعام.

ويؤثر الطقس أيضاً على قدرة الإنسان في البقاء على قيد الحياة دون طعام، فالحرارة العالية تعني جفافاً أسرع، والبرودة تعني معدل تمثيل غذائي أعلى للحفاظ على درجة حرارة الجسم عند درجة الحرارة الطبيعية.

وفي حال استمرار الامتناع عن الطعام تبدأ أجهزة الجسم في التوقف عن العمل، وتبدأ أعراض أشد مثل الهلوسة وتشنج العضلات واضطراب ضربات القلب.

لكن الأخطر من عملية “المجاعة” الناشئة عن امتناع الإنسان عن الطعام، هو إعادة تعويض الجسم، وقطع الصيام، حيث لا ينبغي أن تتم عملية إعادة التغذية فجأة، بل إن ذلك قد يتسبب في حالة مرضية قد تصل إلى الوفاة، نتيجة اختلالات كبيرة في أملاح وسوائل الجسم، وكذلك اضطرابات في الهرمونات.

لذلك يتعين على من ينقطع عن الطعام لأكثر من 5 أيام أن يعيد التغذية تحت إشراف طبي، من خلال مراقبة وظائف الكلى والكبد ومكونات الدم، وإجراء تحاليل دقيقة لنسب الأملاح في الدم.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن