أثبت علماء الفلك الأستراليون، أن التوهجات الدورية على النجم بروكسيما سنتوري القريب من الأرض، تشير إلى عدم احتمال وجود الحياة على كواكبه.
وتفيد مجلة The Astrophysical Journal، بأن الدراسات السابقة أظهرت أن لدى القزم الأحمر بروكسيما سنتوري، الذي يبعد عن الأرض 4.2 سنة ضوئية، كوكبين – أحدهما بروكسيما سينتوري b الواقع في المنطقة الصالحة للسكن، أي على مسافة مثالية من النجم، ووجود الماء السائل الضروري للحياة.
ويقول الباحث أندريو زيك، من جامعة سيدني، “ولكن بما أن بروكسيما سنتوري يعتبر قزما أحمر باردا، يعني أن المنطقة الصالحة للحياة قريبة جدا منه، وأقرب بكثيرمن عطارد إلى شمسنا. وهذا يجعل كواكبه معرضة للإشعاع المتأين القادر على تدمير الكائنات الحية”.
ويذكر أن علماء الفلك رصدوا في عام 2017 لأول مرة توهجا شديدا على بروكسيما سنتوري، أقوى من التوهجات الشمسية. ولكن لم يكن واضحا، ما إذا كان يرافق هذه التوهجات قذف كتلي إكليلي، الذي خلاله تطلق كميات هائلة من البلازما المتأينة والإشعاع الكهرومغناطيسي إلى الفضاء ، وهذه أخطر على الحياة من التوهج نفسه.
ومن أجل معرفة الجواب عن هذا السؤال، استخدم الباحثون البيانات البصرية لمرصد Zadko في غرب أستراليا وتلسكوب TESS التابع لناسا وتلسكوب ANU في مرصد Siding Spring للرصد الطيفي. واستخدموا أيضا التلسكوب اللاسلكي ASKAP التابع للجمعية الأسترالية الحكومية الموحدة للدراسات العلمية والتطبيقية.
وقد تمكن الباحثون من رصد توهج ورشقات الراديو التي تصاحبه. ويقول زيك، “إن احتمال عدم ارتباط توهج بروكسيما سنتوري ورشقات الراديو المصاحبة يعادل فرصة واحدة من 128 ألف فرصة “.
وأضاف موضحا، تطلق شمسنا دوريا سحبا ساخنة من جسيمات متأينة، خلال ما نسميه القذف الكتلي الإكليلي. ولكن مع أن الشمس أسخن بكثير من بروكسيما سنتوري والأقزام الحمراء الأخرى، إلا أن منطقتنا الصالحة للسكن بعيدة جدا عن الشمس، أي أن الأرض بعيدة نسبيا عن مصدر هذه الأحداث، إضافة إلى وجود مجال مغناطيسي قوي للأرض، يحميها من البلازما الشمسية.
وكما هو معلوم لا توجد في الوقت الحاضر طرق، يمكن بواسطتها تحديد وجود مجال مغناطيسي للكواكب الخارجية. ويقول زيك، “حتى إذا وجد المجال المغناطيسي، فإن قرب كواكب المنطقة الصالحة للسكن من النجم القزم فئة М، لن يكون كافيا لحمايتها”.
وقد بينت نتائج حسابات علماء الفلك، أن أي كوكب قريب من بروكسيما سنتوري والأقزام الحمراء الأخرى، يتعرض لتأثيرات قوية من الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية المدمرة للحياة.
قم بكتابة اول تعليق