جاء في جريدة البناء : لم يكن اختيار كلمة لبنان الرسمية كأفضل كلمة ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل العربي أمراً عبثياً وكذلك لا يجب أن يكون حدثاَ عابراً.
فقد خرج وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم عمّا ألفناه في هذا النوع من المؤتمرات بتلاوة نصّ مُعدّ سلفاً، ليرتجل كلمة ذات طابع وجداني، إلا أنها حملت الكثير من هموم وشجون وشجاعة هذا الوطن الصغير.
وبما أنّ السياسة باتت الخبز اليومي لأهله، معجوناً بالضائقة الاقتصادية التي يشهد الخبراء أنّ لبنان لم يشهد لها نظيراً، ومخبوزاً على حرارة أتون الخلافات والمزايدات والنزعات الفردية والحسابات الضيقة، لخّص الرّجلُ أزمة بلاده وشعبه، من دون أن يُعفي قادته ومسؤوليه من تحمُّل مسؤولية ما جرى، حين قال: «جئتكم من لبنان، لبنان التعدّدية والتنوع، لبنان الضيافة والريادة والثقافة، لبنان الوجع والصعوبات الاقتصادية، وأقولها بكلّ جرأة نتحمُّل مسؤولية جزء منها نحن اللبنانيين، فمن المهمّ أن يتحمّل الإنسان المسؤولية، إننا نعاني من حصارٍ ظالم وجائر على هذا البلد الصغير».
تحدث الوزير بيرم بنفَس قومي جامع، حين دعا العرب، كلّ العرب إلى التآلف والتآزر في ما بينهم، كما يؤلف الله بين الغيم ليُخرج الغيث، بعيداً من الانعزال الذي يريده كثيرون للبنان وأن ينأى بنفسه عن كلّ ما يحدث في محيطه، إذ ينطلق هؤلاء من نظرية أسقطها أهله بمقاومتهم وصمودهم في محطات عديدة ليس آخرها عدوان 2006 وقبلها تحرير جنوب لبنان عام 2000.
لم يستجدِ وزير العمل اللبناني من الدول العربية المشارِكة في المؤتمر دعماً ولا معونات عينية للبنان، بل عوناً دائماً مُستداماً لبعضهم بعضاً، منطلقاً من أنّ استعادة سورية لدورها وموقعها في مؤسسات العمل العربي المشترك خير دليل على أن لا قيامة لأمة ولا إنتاج من دون تآزر وتعاون وترابط ووحدة مصير.
أما فلسطين، فقد كانت حاضرة بقوة في خطابه، فهي أصله وفصله في كلّ زمان ومكان، حيث أكد الوزير مصطفى بيرم أنّ مقاومة لبنان هي امتداد لذلك الحجر الصغير في يد الطفل فارس عودة الطرية وغيره من أطفال فلسطين، وأنّ المقاومة ستبقى الوسيلة الوحيدة لتحرير أرضنا المحتلة، وإذا كان العمل وسيلة لتحصيل القوت بالكرامة وعرق الجبين، فإنّ خير العمل صون الوطن وحياضه وثرواته بدماء العروق.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق