استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب 516 آخرين، واعتقل 146مواطناً، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس خلال شهر أيار المنصرم.
وقالت محافظة القدس، في تقرير أصدرته، اليوم الخميس، حول انتهاكات الاحتلال في شهر أيار في القدس، “إن مواجهات عنيفة جداً دارت في باحات المسجد الأقصى المُبارك بتاريخ 28 رمضان الموافق 10 أيّار، مع قوات الاحتلال، حيث بدأ في اليوم ذاته العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ليرد الفلسطينيون من رأس الناقورة إلى النقب احتجاجًا على انتهاكات الاحتلال في القدس المحتلة وقصف غزة.
وتحولت مداخل البلدات والأحياء ونقاط حواجز الاحتلال العسكرية في محافظة القدس إلى نقاط تماس لا تنام ولا تهدأ، فعمت المواجهات أرجاء المحافظة كلها، نصرةً للمسجد الأقصى والشيخ جراح.
في شهر أيّار، ولأول مرة في التاريخ الفلسطيني الحديث، اشتعلت انتفاضة شاملة ضد الاحتلال في الضفة وغرة والقدس وأراضي عام 48 في آن واحد، ليعم في 18 أيّار، إضراب شامل في جميع أرجاء الوطن، نُصرةً للقدس وقطاع غزة، واحتجاجاً على العدوان “الإسرائيلي”، وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة.
ورصدت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس خلال شهر أيّار الماضي، ارتقاء ثلاثة شهداء من محافظة القدس؛ ففي الـ16 من شهر أيّار، ارتقى الشهيد شاهر أبو خديجة (41 عامًا) من بلدة كفر عقب، أثناء إطلاق قوّات الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر باتجاهه في حي الشيخ جرّاح، ومُنعت الطواقم الطبية من محاولة إنقاذه. وفي الـ18 من نفس الشهر، ارتقى الشهيد محمد إسحق حميد (25 عامًا) من بلدة بيت عنان، عقب إصابته بالرصاص الحي في الصدر خلال مواجهات اندلعت عند مدخل مدينة البيرة الشمالي. وفي الـ24 من شهر أيّار، ارتقى الشهيد الطفل زهدي الطويل، (17 عامًا) من بلدة كفر عقب، بعد إطلاق قوّات الاحتلال الرصاص الحي باتجاهه بشكل مباشر عند محطة “القطار الخفيف” في حي الشيخ جرّاح.
كما رصدت المحافظة الإصابات الناتجة عن استعمال القوة المفرطة من قبل الاحتلال بحق المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، خلال الشهر ذاته، علماً بأن قوات الاحتلال تتعمد إطلاق الرصاص المعدني المُغلف بالمطاط على الجزء العلوي من جسد الشبان لإيقاع أكبر ضرر وخاصة في الوجه والرأس، حيث تم تحويل عدد منهم لمستشفيات أراضي 48 لخطورة حالتهم، فبعضهم تهشم رأسه وعدد منهم فقد عينه، عدا عن تهشيم عظام عدد آخر.
وتم رصد نحو 516 إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، ونقل على إثرها مئات المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، كما تم تسجيل مئات الإصابات بحالات الاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.
وسجلت وحدة العلاقات العامة والإعلام خلال شهر أيّار، 146 حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين، 70 منها في حي الشيخ جراح، وتم رصد 49 قرارًا بالإبعاد خلال شهر أيّار، في مدينة القدس، من بينها 15 قرار إبعاد بحق سيدات، ونحو 31 قرارًا منها كان بالإبعاد عن المسجد الأقصى، وتراوحت فترات الإبعاد ما بين شهر إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى ذلك تم رصد 20 قرار حبس منزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مقدسيين خلال أيّار، فترة تتراوح القرارات ما بين خمسة أيام إلى أسبوعين.
وأصدرت محاكم الاحتلال العنصرية أحكامًا بالسجن الفعلي بحق أسرى محافظة القدس، وتم رصد 18 حكما تعسفيا بالسجن الفعلي، منها 12 قراراً بالاعتقال الإداري لمدة تتراوح ما بين 3 شهور و6 شهور.
ويضاف إلى مسلسل الانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس قيام سلطات الاحتلال خلال شهر أيّار، بقطع التأمين الصحي عن عدد من الأســرى وعن أسرى محررين وعائلاتهم في مدينة القدس، وبلغ عددهم 16، وهم: (الأسيـر أمير زغير، والأسيـر رامي بركة، والأسيـر محمد أرناؤوط، والأسيـر عمر زغير)، وأسرى محررين وعائلاتهم (أمين سر حركة فتـح في القدس شادي مطور، وناصر أبو خضير، وماجد الجعبة، ورامي الفاخوري، وحمزة زغير، ومحمد أبو صبيح، وروحي كلغاصي، وجميل العباسي، ومحمد زغير، ونور شلبي، وأسامة الرجبي، ومروان النتشة وأنور جمجوم).
وخلال شهر أيّار، اتخذت محاكم الاحتلال عدة قرارات فيما يخص قرارات التهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى، وكان من ضمنها: في 3 أيّار، قرار تجميد تسجيل عقارات كبانية أم هارون في حي الشيخ جراح. وفي 6 أيّار، قدمت أربعة من العائلات المهددة بالإخلاء في حي الشيخ الجراح ردهم على عدم قبولهم أي تسوية مع المستوطنين. وأما في الـ26 من أيّار، أجلت محكمة الاحتلال البت في إخلاء سبع عائلات في حي بطن الهوى حتى شهر كانون الأول القادم.
كما سلمت بلدية الاحتلال بالقدس في الـ26 من أيّار، عدة استدعاءات لمواطنين من بلدة سلوان، لمراجعة بلدية الاحتلال، “بحجة البناء دون ترخيص”، كما سلمت عائلة صيام في البلدة قرار هدم.
ولم تسلم المؤسسات في القدس من انتهاكات الاحتلال فاعتدت قوات الاحتلال ثلاث مرات خلال شهر أيّار، على مستشفى جمعية المقاصد الخيرية في القدس، وعرضت موظفيه للاستجواب الميداني. كما تسببت دوريات قوات الاحتلال متعمدة نشوب حريق في مبنى الكافتيريا في جامعة القدس في بلدة أبوديس بعد إلقائها العديد من القنابل باتجاهه الحرم الجامعي.
وقمعت قوات الاحتلال الوقفات التضامنية والفعاليات التي ينفذها أهالي حي الشيخ جراح ضد قرار الاحتلال بالتهجير القسري لسكان منازل 7 عائلات من الحي لصالح جمعيات استيطانية.
وتضاعفت اعتداءات المستوطنين في القدس خلال أيّار ثلاث مرات مقارنة بشهر نيسان المنصرم، فقد تم رصد 63 عملية اعتداء جسدي أو على الممتلكات، أشدها كان في حي الشيخ جراح إذ نفذ المستوطنون 17 اعتداء، وذلك بمساعدة قوات الاحتلال.
أما فيما يتعلق باقتحامات الأقصى، فقد اقتحم 1068 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر أيّار، بواقع 16 عملية اقتحام، وذلك بغطاء ومساعدة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في أرجائه، مع العلم أنّ قوات الاحتلال تمنع أثناء فترة الاقتحام الأهالي والمصلين من دخول المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أن شهر أيّار، شهد تفاعلًا فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا مع قضية الشيخ جراح، من خلال وسم على مواقع التواصل الاجتماعي ، مثل وسم (#انقذوا-حي-الشيخ-جراح)، 4 مليون شخص نشروا الوسم، ووسم (#savesheikhjarrah)، 4.6 مليون شخص نشروا هذا الوسم.
قم بكتابة اول تعليق