يقول علماء بريطانيون إن تقنية فحص جديدة تسمى “Prostagram” يمكن أن تكشف 40 ألف حالة سرطان بروستات إضافية كل عام.
ويعتمد الفحص غير الجراحي لمدة 15 دقيقة على التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والذي يستخدم مجالات مغناطيسية قوية وموجات الراديو لإنتاج صور مفصلة لداخل الجسم.
وصٌممت Prostagram على غرار فحص سرطان الثدي، حيث يُعرض على النساء بشكل روتيني فحص الماموغرام كل ثلاث سنوات كجزء من برنامج وطني.
ويعود الفضل في فحص سرطان الثدي هذا إلى إنقاذ زهاء 1300 شخص سنويا، ما يقلل من عدد الوفيات بأكثر من 10%، ومن المقرر أن تظهر نتائج مماثلة مع Prostagram.
وسيناسب الفحص الجديد الرجال الذين يترددون في اختبار سرطان البروستات، بسبب الطبيعة التدخلية لتقنية الفحص الحالية – فحص المستقيم.
وبعد تجربة ناجحة شملت مئات الرجال، وصف الخبراء Prostagram بأنها “مغيّر قواعد اللعبة” الذي سيجعل الفحص الجماعي “الحيوي” للرجال “أقرب خطوة”.
وقال كبير معدي الدراسة البروفيسور هاشم أحمد، رئيس قسم جراحة المسالك البولية في إمبريال كوليدج لندن: “لدى Prostagram القدرة على تشكيل أساس برنامج فحص وطني سريع ومتنقل لسرطان البروستات، ويمكن أن يغير اللعبة. ولدى Prostagram أيضا القدرة على اكتشاف المزيد من السرطانات الشديدة في وقت مبكر، وتجاوز العديد من السرطانات التي لا تحتاج إلى تشخيص. ومن خلال العثور على هذه السرطانات العدوانية في أقرب فرصة، تتاح للرجال فرصة الحصول على علاجات أقل توغلا مع آثار جانبية أقل”.
وفُصّلت تجربة “تاريخية” لـ Prostagram، شارك فيها 408 رجال، في ورقة بحثية نشرت في Jama Oncology.
وتمثل التجربة المرة الأولى التي يكون فيها أي مسح دقيقا بدرجة كافية ليتم استخدامه كاختبار لفحص سرطان البروستات.
وتمت دعوة الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 69 عاما، لفحص سرطان البروستات، باستخدام كل من الفحص الجديد والأساليب الأخرى المعمول بها، من أكتوبر 2018 إلى مايو 2019.
وأظهرت النتائج أن Prostagram التقط ضعف عدد حالات سرطان البروستات مقارنة بفحص الدم القياسي PSA (مستضد البروستات المحدد).
وفي المجموع، كان 4% من المتطوعين مصابين بسرطان البروستات العدواني، وتم التعرف على نحو 75% منهم بواسطة Prostagram و41% فقط بواسطة PSA.
وقد يؤدي فحص سرطان البروستات باستخدام اختبار PSA إلى مشاكل التشخيص الناقص والتشخيص الزائد، وفقا للفريق. ويمكن أن يؤدي الإفراط في تشخيص السرطانات غير المهمة التي يسببها المستضد البروستاتي النوعي والتي من غير المحتمل أن تؤذي المصابين خلال حياتهم، إلى تدخلات طبية غير ضرورية مع آثار جانبية غير سارة بما في ذلك تسرب البول أو ضعف الانتصاب.
وأشار باحثو إمبريال كوليدج لندن إلى أن عينة دراستهم كانت ممثلة بشكل جيد من قبل الرجال السود، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات.
وضمت الدراسة 132 رجلا من ذوي البشرة السمراء – أي ما يعادل 32.4% من إجمالي المشاركين.
وسيصاب واحد من كل أربعة رجال سود بسرطان البروستات في حياتهم، وسيصاب واحد من كل ثمانية رجال ليسوا من السود بسرطان البروستات – على الرغم من أن سبب شيوعه لدى الرجال السود غير معروف.
وتشمل الخطط لإجراء تجربة مكثفة، 20 ألف رجل، وستستمر في الأشهر القادمة بشرط التمويل.
وقال الدكتور ديفيد إلدريد إيفانز، الباحث الزميل في إمبريال كوليدج لندن ومطور Prostagram: “إن النتائج المشجعة لهذه الدراسة البحثية تقدم برنامج فحص شامل لسرطان البروستات، يعادل اختبار تصوير الثدي الشعاعي للنساء، خطوة أقرب. وكان الإنجاز الرئيسي لهذه التجربة هو توظيف أقلية عرقية ومشاركين اجتماعيين واقتصاديين منخفضين يعادل على نطاق واسع نسبتهم داخل المجتمع، والتي يمكن تكرارها في تجارب فحص السكان العام في المستقبل”.
قم بكتابة اول تعليق