بين تموز ٢٠٠٦ واليوم…تعددت أساليب المواجهة والهدف واحد

حسين شعيتو- نيوز ليبانون

خمسة عشر عاماً مرت منذ عدوان تموز ٢٠٠٦ الذي شنّه العدو الاسرائيلي على لبنان، عدوان لم يعد خفياً على أحد ان سببه لم يكن عملية أسر الجندين التي نفذتها المقاومة اللبنانية بغية تحرير الأسرى الموجودين في سجون الإحتلال انما جاء نتيجة تحضيرات استراتيجية وسياسة قامت بها الادارة الامريكية بالتعاون مع كيان العدو الإسرائيلي و أجهزة الاستخبارات الدولية لتحقيق جملة أهداف تندرج تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد او قطع يد إيران في المنطقة على حد تعبيرهم.

اليوم وبعد عقد ونصف من الزمن ما زالت المقاربة واحدة والهدف واحد مع تغيير في الاسلوب العسكري قصير المدى الذي فشلت فيه “إسرائيل” ومن خلفها امريكا فشلاً ذريعاً أدى إلى ابتعاد الاهداف بدل تحقيقها وسجل نقاط قوة لمحور المقاومة غيّر وجه المنطقة حينها الامر الذي أرغم امريكا على استبدال الحل العسكري بعمليات حصار واستخدام نفوذها الدولي لتضييق الخناق على عناصر المحور وعلى رأسهم حزب الله وايران بغية احداث شرخ اجتماعي شعبي من شأنه تفكيك البيئة الحاضنة ذات العقيدة الراسخة والوصول الى الهدف المنشود ولو بعد سنوات من الفشل العسكري في سوريا والعراق ولبنان.

خلفيات الحرب والاهداف المنشودة

دخلت “إسرائيل” حرب تموز ٢٠٠٦ تحت عنوان تحرير الأسرى دون عملية تبادل او حتى تفاوض مع حزب الله والقضاء على ترسانته الصاروخية والعسكرية بالاضافة إلى تطبيق القرار 1559 الدولي بالكامل و الذي يقضي بتجريد حزب الله من سلاحه ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع فلسطين المحتلة بعد اخراج القوات السورية من لبنان اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام ٢٠٠٥.

اما بالنسبة لمسودة الأهداف المضمرة التي كانت المقاومة على علم بها قبل عملية الوعد الصادق والتي نشر معظمها في وثائق ويكليكس في العام ٢٠٠٨ وقد اتت على الشكل التالي :

– استعادة قدرة الردع الإسرائيلية بعدما تآكلت منذ العام 2000.

– توفير الظرف المناسب لأميركا للانطلاق إلى الشرق الأوسط الجديد عبر:

_ تطويع الإدارة السورية للقرار الأميركي عن طريق وضع لبنان برمته في موقع الرفض لها، ثم “المحاصرة لها” بعد اجتثاث الفريق اللبناني الوحيد الذي يجاهر بتحالفه معها.
_ قطع الأطراف الإيرانية الخارجية وإبعاد السيف الذي قد تسله إيران على إسرائيل انطلاقاً من لبنان، وفرض واقع يمكن من التمدد إلى الوضع الإيراني لنقل رسالة واضحة للجميع “انتهى عهد الممانعة للقرار الأميركي في الشرق الأوسط” وعليكم الانصياع ليس في الملف النووي فحسب بل في كل شأن أو أمر يعني إيران داخلياً أو خارجيا، إذا كان من شأنه أن يؤثر على القرار الأميركي في أي وجه.
وهنا نذكر أن إعادة صياغة الشرق الأوسط على أنقاض معاهدة سايكس بيكو تعني أميركيا:

– الإمساك بالقرار والسيطرة في دول الشرق الأوسط التي كانت خارج بيت الطاعة والتبعية الأميركية، ثم إقامة الأنظمة السياسية الخاضعة من العراق إلى فلسطين إلى لبنان.

– تقسيم الدول الشرق أوسطية الكبرى إلى دول طائفية أو عرقية صغيرة لا تملك مقومات الدولة القادرة على حماية ذاتها أو الاستمرار من غير دعم خارجي معين خاصة في المجال الأمني.

– أما عسكريا فيكون على الحكومات الجديدة أن لا تفكر في إنشاء جيوش القتال، إذ إن أميركا وإسرائيل هما وحدهما اللتان لهما الحق في ذلك، أما الآخرون فليس لهم أكثر من جيش/شرطة لقمع الشعب ومنع أي حركة رفض للسياسة الأميركية في الداخل.

تموز ٢٠٢١ …الاهداف ما زالت واحدة

في قراءة سريعة لما ذكر أعلاه لا نحتاج لكثير من التحليلات لاستنباط ان بنك الاهداف الامريكية ما زال واحدا ،فسوريا التي رفضت كشف ظهر المقاومة وطرد الفلسطينيين من اراضيها ما زالت تعاني من الحرب والخراب مثلها مثل الدول العربية التي تلتقي شعوبها ولو نسبياً مع القضية الفلسطينية وزرع حكومات جديدة عبر ما سمي بالربيع العربي بالاضافة الى تشديد الحصار على ايران وحلفائها خصوصا على الصعيد المعيشي والاقتصادي والسعي لتجريد حزب الله من شرعية سلاحه ولكن هذه المرة عبر تسليط سيف الجوع على رقاب البيئة الحزبية والشعوب المقاومة لتخرج هذه الشرعية عبر اقتتال داخلي شعبي بارد بعيداً عن الخيار العسكري الذي تدرك امريكا واعوانها انها لن تفلح فيه في أي مناسبة مقبلة خصوصا بعد تنامي القدرة العسكرية للحزب دون ان تستنزف وهذا ما ظهر جلياً خلال الحرب السورية.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن