أشار نائب رئيس مجلس النواب اللبناني سعادة السيد الياس بوصعب، حول طبيعة زيارته إلى الدوحة، إلى أنّ “الزيارة تلبية لدعوة من مجلس الشورى لحضور فعاليات مونديال قطر 2022 وعقدت سلسلة لقاءات رسمية مع المسؤولين القطريين تناولت العلاقات الاخوية المميزة اللبنانية القطرية وكان ابرزها اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الداخلية خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني”.
ولفت، في حديث مع صحيفة “الشرق” القطرية، إلى أنّ “هذه اللقاءات تستند إلى الدور القطري المميز تجاه لبنان منذ زمن بعيد. وفي كل المحطات والازمات كانت قطر سباقة بالوقوف الى جانب لبنان. وهذا ليس بجديد. فقد أرسى أمير قطر السابق حمد آل ثاني العلاقات الاخوية المميزة مع لبنان ثم تطورت وتعززت مع الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، الذي يؤكد في كل المناسبات حرصه ودعمه ووقوفه الى جانب لبنان واستقراره وازدهاره. وواجبنا تقدير هذا الدعم”.
وفي ما يخص مونديال كأس العالم في قطر، أشاد بوصعب بـ”الانجاز التاريخي الكبير الذي حققته دولة قطر باستضافة النسخة 22 من المونديال. وقد تمكنت قطر من تقديم أفضل بطولة لكأس العالم اسقطت معها كل الرهانات على فشل الاستضافة ودحضت كل حملات التشوية بهذا المستوى الرفيع من الخدمات وحسن الضيافة والتعامل مع مئات ألوف الجماهير المقبلة من انحاء العالم. قطر أنجزت وأوفت بالوعد ونظمت نسخة تاريخية من المونديال يصعب تكرارها”.
وقال إن “هذا الانجاز الذي حققته قطر هو انجاز لكل الدول العربية وفخر لكل العرب ولكل شعوب المنطقة. كما ان الفخر ليس بنجاح الاستضافة فقط وانما بتقديم نموذج يحتذى في القدرة على تجاوز الصعاب والتحديات مهما بلغت وتحقيق الانجاز المبهر. وقد عبرت عن ذلك خلال لقاءاتي مع المسؤولين القطريين”.
وذكر بوصعب، بشأن انطباعه عن المنشآت الرياضية والنهضة العمرانية في الدوحة، أنّ “آخر مرة زرت قطر كانت قبل اربع سنوات، وما رأيته اليوم لا يوصف ولا يقارن، الفرق كبير وشاسع بين الامس واليوم، كأنني في دولة جديدة وحديثة، وهذا لا يتحقق سوى بفضل قيادة حكيمة وادارة رشيدة جعلت أولويتها المطلقة مصلحة بلدها وشعبها، وقد استوقفني ايضا المستوى الرفيع من التنظيم بدءا من المطار وصولا الى الملاعب والفنادق مرورا بالشوارع وحسن الضيافة والتعامل مع هذا التنوع والاختلاف في جنسيات وثقافات جماهير المونديال، وهذا الأمر يتطلب قدرات لوجستية عالية فضلا عن الجانب التنظيمي والامني مما يجعل قطر تستحق بجدارة الشكر والتقدير والفخر”.
واعتبر، بشأن توقعه بأن يكون هناك مبادرة قطرية لحل الازمة الرئاسية في لبنان، “أنني أعتقد أنّ الدوحة عندما تجد الاجواء مهيأة لن تتأخر في القيام بأي دور يساهم بإنقاذ لبنان واخراجه من ازماته المستعصية. وكان هذا الموضوع جانبا من المحادثات التي اجريتها مع المسؤولين القطريين. خصوصا وان قطر لها تجارب ناجحة في الملف اللبناني وابرزها عام 2008 عبر اتفاق الدوحة وكذلك مواقفها الكثيرة ومبادراتها واياديها البيضاء في دعم اللبنانيين وكان اخرها ما قدمته من مساعدات بعد انفجار المرفأ الى جانب الدعم المستمر للجيش اللبناني. فالدوحة لم تقصر يوما تجاه لبنان ولم ولن تتأخر عن مد يد العون والمساعدة كلما دعت الحاجة، وقد تناولنا في المحادثات مع معالي رئيس الوزراء موضوع الازمة الرئاسية في لبنان، وقد لمست ان النية دائما موجودة لتقديم كل ما فيه مصلحة للبنان”.
وأشار بوصعب، حول وجود ربط لسلسلة زيارات لمسؤولين لبنانيين الى الدوحة منها زيارة النائب جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزاف عون، بملف الرئاسة، إلى “أنني لا ارى ترابطا بين هذه الزيارات، ولا اظن ان زيارة قائد الجيش مرتبطة بزيارة الوزير جبران باسيل”.
وأضاف بوصعب “أننا بحاجة إلى رئيس جمهورية لديه رؤية اقتصادية، منفتح على المجتمع الدولي ولديه مواقف واضحة، واذا لم تكن مواقف المرشح للرئاسة واضحة ندخل في دوامة تأجيل الازمة وليس حلها، وبالتالي انا مع رئيس جمهورية من السياسيين يكون تحت المراقبة ولديه سعة اطلاع بالملفات السياسية والاقتصادية ومهارة التعامل مع المجتمع الدولي يصبح لدينا امل بالانتقال الى مرحلة تؤسس لمستقبل افضل”.
وذكر بوصعب، تعليقًا على المستجدات بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أنّ “السياسة في لبنان متقلبة ومتغيرة لا يوجد شيء ثابت في التحالفات، كل شيء ممكن أن يتغير ويتحول، لكن حتى الآن ما نشهده مجرد تجاذبات بين الطرفين لها علاقة بانتخابات رئيس الجمهورية، وبمجرد التفاهم على انتخاب الرئيس تعود الامور الى طبيعتها”.
ولفت بوصعب، إلى انّه “لذلك يجب تعديل المواد التي توجد بها ثغرات لخدمة لبنان ومستقبل شعبه، وهذه الآلية معتمدة في دول العالم فلماذا في لبنان يسيس الموضوع؟! واذكر انني قبل مدة كنت في فرنسا واخبروني انهم يجرون تعديلات على الدستور لخدمة الشعب والمصلحة العامة وبالتالي فإن الجهة المخولة بهذه التعديلات هي مجلس النواب، لذلك يجب ان يكون لدينا الجرأة للقول بتعديل الثغرات من باب حرصنا على استمرارية دستور الطائف”.
وأعلن بوصعب، بشأن المرحلة التي وصل إليها قانون الكابيتال كونترول والقوانين الاصلاحية، أنّ “القوانين الاصلاحية هي تلك المطلوبة من لبنان ضمن خطة للتعافي الاقتصادي والخروج من الازمة يوجد 4 قوانين يجب اقرارها في مجلس النواب، أقررنا منها السرية المصرفية وندرس حاليا الكابيتال كونترول وهناك ايضا اعادة هيكلة المصارف واصلاح النظام المالي، هذه القوانين يجب ان يقرها لبنان الى جانب تأسيس صندوق سيادي لموارد الغاز والنفط حتى نستطيع العمل مع صندوق النقد الدولي والمجتع الدولي وفق المعايير الدولية حتى يكون هناك ثقة بعدم وجود ثغرات للفساد المالي، وهذا الامر لو تحقق يفتح الفرص لاستقطاب رؤوس الاموال والاستثمارات العربية والاجنبية وابرزها استثمارات قطر”.
وكشف بوصعب، بشأن استثمارات قطر في التنقيب عن الغاز اللبناني، أنّ “من المعروف أن قطر قدمت عروضا للاستثمار في التنقيب عن الغاز بالشراكة مع شركة توتال الفرنسية، وقد ساعد دخول قطر وساهم في ترسيم الحدود البحرية، وكان هذا الموضوع في غاية التعقيد، وكان هناك عدة عوامل ساهمت بالوصول الى صيغة الاتفاق ابرزها دخول قطر ووجودها ضمن فريق الشركات المستثمرة في التنقيب عن الغاز كان ايجابيا وساهم بشكل كبير للوصول الى الترسيم”.
وأشار بوصعب، إلى “انني اعتقد ان هذا الامر سيكون له انعكاسات ايجابية جدا على الاستثمارات القطرية في لبنان وعلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات ودعم قطر للاقتصاد اللبناني. واعتقد كلما اتجهت الامور نحو الاستقرار في لبنان بادرت قطر بتوسيع استثمارها، حاليا هناك خارطة طريق يجري العمل عليها بدأت بترسيم الحدود البحرية ثم يجب ان يتبع ذلك انتخابات الرئاسة ثم اقرار القوانين الاصلاحية التي يجري العمل عليها في المجلس النيابي. وبذلك نتمكن من الوصول الى مرحلة التعافي والتي سيكون لقطر دور كبير في تحقيقها”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق