بوتين يهدد الغرب بـ”عواقب كارثية” في حال فرض مزيد من العقوبات.. وبلينكن يدعو دبلوماسيين روس لوقف حظر تصدير الحبوب الأوكرانية.. وموسكو مستعدة للتفاوض!

بوتينهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة، بعواقب بعيدة المدى تجاه الغرب إذا ما تم  فرض عقوبات أخرى على روسيا.ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بوتين قوله في اجتماع مع أعضاء الحكومة اليوم الجمعة، إن فرض “المزيد من العقوبات يمكن أن يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة، ويمكنني القول بدون مبالغة ، عواقب وخيمة على سوق الطاقة العالمية”.

وأشار بوتين مجددا إلى “الحرب الاقتصادية الخاطفة ” التي يشنها الغرب ضد روسيا. وفي الوقت الذي زعم فيه بوتين أن تلك الحرب فشلت، اعترف بأن “هذه الإجراءات والقيود تضر باقتصادنا، وأن العديد من المخاطر موجودة”.وقال بوتين إنه سيتعين على الشركات الروسية الاستعداد لحظر النفط والبحث عن المزيد من الفرص لتصدير الطاقة.وقال بوتين اليوم الجمعة إن الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا يمكن أن يؤدي إلى زيادات كارثية في الأسعار بأسواق الطاقة مما يلحق الضرر بالمستهلكين في أنحاء أوروبا.
وقال بوتين في اجتماع مع كبار المسؤولين أذاعه التلفزيون “نعم، نحن نعرف أن الأوروبيين يحاولون إيجاد بديل لموارد الطاقة الروسية… مع ذلك نتوقع أن تكون نتيجة مثل هذه الإجراءات زيادة في أسعار الغاز في السوق الفورية وزيادة في تكاليف موارد الطاقة بالنسبة للمستهلكين النهائيين”.
ومضى قائلا “كل هذا يبين مرة أخرى أن قيود العقوبات المفروضة على روسيا تسبب أضرارا أكبر بكثير للدول التي تفرضها. الأكثر من ذلك أن استخدام العقوبات يمكن أن يؤدي حتى إلى تبعات يمكن أن تكون أكثر حدة، بلا مبالغة، قد تكون كارثية في سوق الطاقة العالمية”.
وأشار بوتين اليوم الجمعة إلى أن الوضع في أسواق الغذاء العالمية سيظل “متوترا” في خضم التداعيات الناتجة عن الصراع في أوكرانيا.وأضاف بوتين في اجتماع جرى بثه عبر التلفزيون مع مجموعة من المسؤولين أن روسيا “سيتعين عليها الوفاء بالتزاماتها بشأن الصادرات الغذائية”.
وأدى نشر روسيا لقواتها المسلحة في أوكرانيا إلى اضطرابات في سوق الحبوب العالمية في ظل تعطل الصادرات الزراعية من أوكرانيا بسبب الحصار الروسي على أوديسا، وهي الميناء الرئيسي لأوكرانيا على البحر الأسود.من جهته قال مسؤول غربي حضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في إندونيسيا اليوم الجمعة إن الاجتماع أظهر تأييدا بالإجماع لمطالبة روسيا بإنهاء الحصار الذي تفرضه على صادرات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف المسؤول “نأمل في أن يكون من نتيجة هذا الاجتماع أن ترى روسيا حجم الإجماع الدولي على ضرورة إحراز تقدم في قضية الحبوب” مضيفا أن الاجتماع أظهر أن هناك قيمة لانعقاد مجموعة العشرين، لكن يبقى أن نرى إن كان الاجتماع سيسفر عن تغيير.
من جانبها اعتبرت موسكو الجمعة أن الدول الغربية “أخفقت” في فرض مقاطعة على روسيا خلال اجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا، حيث تعرضت موسكو لانتقادات شديدة بسبب حربها على اوكرانيا.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام إن “خطة مجموعة السبع لمقاطعة روسيا في مجموعة العشرين أخفقت. لم يدعم أحد الأنظمة الغربية”.
ونفت أن يكون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قاطع الاجتماعات، علما أن مشاركين اكدوا أن الوزير الروسي غادر اجتماعات عدة تخللها انتقاد للهجوم الروسي على أوكرانيا.وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك إن لافروف أمضى “قسما كبيرا من المفاوضات في الخارج وليس داخل القاعة”، الامر الذي يثبت في رأيها “لامبالاته بالتعاون الدولي”.
وردت زاخاروفا على الوزيرة الالمانية قائلة “ما هذه العبثية التامة”، مؤكدة أن لافروف حضر اجتماعات في القاعة الرئيسية قبل أن يعقد لقاءات ثنائية مع نظرائه في دول أخرى.واضافت المتحدثة الروسية “على المواطنين الألمان أن يعلموا أن وزيرة خارجيتهم (…) تكذب عليهم”.
ولم يؤد اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد في جزيرة بالي إلى أي قرار ملموس.وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي في ختام الاجتماع إن المشاركين “عبروا عن قلقهم العميق بشأن العواقب الإنسانية للحرب” في أوكرانيا.
وكانت إندونيسيا الساعية للحفاظ على موقف محايد بصفتها دولة مضيفة، دعت منذ افتتاح الاجتماع إلى وضع حد للنزاع محذرة من عواقبه الوخيمة على العالم باسره.وألقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باللائمة على الدبلوماسيين الروس فيما يتعلق بدور موسكو في تدهور حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي، وذلك في مقابلة نادرة خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا، وفقا لمسؤول غربي.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء بأنه رغم أن بلينكن لم يلتق بنظيره الروسي سيرجي لافروف في اجتماع مجموعة العشرين في بالي، إلا أنه خاطب الدبلوماسيين الروس مباشرة في الجلسة العامة اليوم الجمعة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته.
وأضاف المسؤول أن بلينكن قال لهم إن أوكرانيا لم تكن تابعة لروسيا وإن موسكو ينبغي أن تتوقف عن محاصرة الموانئ الأوكرانية وأن تسمح للبلاد بتصدير الكميات الكبيرة من الحبوب المخزنة لتخفيف النقص الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع بصورة بالغة، وأضر بالدول النامية.
من جهته أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، عن استعداد بلاده للتفاوض مع تركيا وأوكرانيا لحل أزمة الحبوبم.
وفي تصريح من جزيرة بالي الإندونيسية، الذي يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، قال لافروف “روسيا وتركيا على استعداد لضمان سلامة السفن (المحملة بالحبوب) حتى المضائق خارج المياه الأوكرانية”.
وشدد لافروف أن روسيا لا تمانع في حل مشكلة الحبوب (العالمية) عبر استخدام المخزون الروسي من الحبوب؛ مستدركا أن القيود الغربية الأحادية المتعلقة بتأمين السفن الروسية ومنع دخولها إلى الموانئ تسبب بمشكلة في طريقة دفع ثمن المنتجات الغذائية.
وأضاف “إن كان الغرب يريد حقا إخراج الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، فيجب إجبار كييف على تطهير تلك الموانئ من الألغام، والسماح للسفن بمغادرة المياه الأوكرانية”.
وقال “نحن على استعداد للتفاوض مع زملائنا الأوكرانيين والأتراك حول مشكلة الحبوب، فهذه المشكلة لها حلول. فعلي أوكرانيا رفع الحصار عن موانئها وإزالة الألغام منها، وضمان الخروج الآمن للسفن”.
يشار إلى أنه وبمبادرة من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، تم إنشاء “خط ساخن” بين كل من تركيا وروسيا وأوكرانيا لحل أزمة خروج سفن الشحن الناقلة للحبوب من موانئ الأخيرة.
يذكر أن الكثير من بلدان العالم تعاني أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب الدائرة بين موسكو وكييف منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

______________________________

🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة  نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:  

Whatsapp-واتساب 

Telegram-تلغرام 

Facebook- فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن