قال موقع "فورين بوليسي جورنال" الأمريكي، إن سوريا تعد الآن خط المواجهة في الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيرًا إلى أنه بعد تدخل موسكو في الحرب بدمشق، باتت سوريا الساحة الثانية لحرب باردة جديدة في الشرق الأوسط.
وأشار الموقع إلى أن الجيش الروسي يمكنه قصف تنظيم "داعش" الإرهابي من طائراته المقاتلة أو من قاعدته العسكرية في البحر الأبيض المتوسط بميناء طرطوس السوري، لكن هذه المناورة المبالغ بها من بحر "قزوين"، يوجد ورائها شعور استراتيجي أعمق، حيث إن إطلاق صواريخ "كروز" هو عمل عادة ما يقترن بالولايات المتحدة أثناء حروبها العدوانية، لذا فإن إطلاق روسيا لهذه الصواريخ، رسالة لغريمتها بأن جيشها قادر على محاصرة القوات الأمريكية.
وأوضح الموقع أن العرض الإعلامي لتحركات موسكو ليس هدفه ترويع التنظيم الإرهابي، وإنما توصيل رسالة للولايات المتحدة بأن "روسيا عادت مجددًا على الساحة العالمية كقوة عسكرية على الأقل"، مشيرًا إلى أن العالم يشاهد الآن بداية حرب باردة جديدة.
وأفاد الموقع أن روسيا انتهجت نفس الخطاب لتبرير دخولها في سوريا، حيث إنها تحججت بالسبب الذي يقوله الغرب منذ 14 عامًا، كلما دخل في معركة، ألا وهو مكافحة الإرهاب، مضيفًا أن خطاب الكرملين كاذب مثل الغرب، فهو يُخفي نواياه الحقيقية لدخوله في هذا الصراع.
ونقل الموقع ما أعلنته واشنطن بأن موسكو لا تستهدف الدواعش وإنما تشن غاراتها على مقاتلي المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن معهد مستقل ومشهور في دراسة الحروب، سجل الضربات السورية على خريطة، تتحدث عن نفسها. ووفقًا للخريطة، فإن الغالبية العظمى من الضربات الروسية تستهدف شمال غرب سوريا؛ المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، فضلًا عن استهداف المدن الكبرى المحاصرة، حماة وحلب ودمشق، بينما أوضحت على الجانب الآخر، أن الغارات لا تستهدف مواقع التنظيم الإرهابي إلا نادرًا، حتى تحفظ موسكو ماء وجهها وتستطيع أن تقول إنها تحارب الإرهاب. وأشار الموقع إلى أن العالم يشهد حاليًا ولادة حرب باردة جديدة، مضيفًا أن سوريا يمكن أن تصبح نقطة تحول في سياسة الحرب العالمية.
قم بكتابة اول تعليق