لم تنته تداعيات التصعيد العسكري في شبه جزيرة القرم بين كل من روسيا و أوكرانيا، حتى باشر الجيش الروسي بنشر منظومة دفاعية صاروخية ساحلية متنقلة “باستيون” في جزر الكوريل في المحيط الهادئ، و هو قرار يعدّ استفزازيا لليابان التي تؤكد ، حقوقها الإقليمية في الجزر الأربع الواقعة في أقصى الجنوب من سلسلة الكوريل وتطلق عليها اسم الأراضي الشمالية.
وتتمتع جزر الكوريل بثروات كبيرة من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة الي مخزونها الوفير من الثروة البحرية. وتتألف من أربع جزر تقع بين شبه جزيرة كامشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية.
وخلال الحرب العالمية الثانية احتل الاتحاد السوفياتي هذه الجزر بعد هزيمة اليابان ومنع ذلك البلدين من توقيع معاهدة سلام رسمية، إلا أن روسيا عرضت على اليابان فيما بعد إعادة جزيرتين من أصل أربع جزر ولكن اليابان رفضت العرض مُعربة عن أملها بأن تعيد روسيا كل الجزر.
و في التفاصيل فقد قامت وحدات في البحرية الروسية بنقل معدات المنظومة الصاروخية والأفراد والعتاد وكل ما تحتاجه من بنى تحتية لتوفير الصيانة التشغيلية لـ “باستيون”، التي يصل مداها إلى 450 كيلومترًا.
وتستخدم هذه المنظومة التي تم نشرها في جزيرة ماتوا في الكوريل للمرة الأولى، صواريخ “أونيكس”، التي يبلغ مداها 300 كيلومتر وسرعتها 2.6 ماخ.
وستتم من خلالها مراقبة المناطق المائية والمضائق المحيطة. وهي قادرة على العمل في ظروف التشويش الإلكتروني المكثف.
وبحسب وسائل إعلامية روسية، فإن “باستيون” هي منظومة للدفاع الصاروخي الساحلي مخصّصة في تدمير مختلف أنواع السفن الحربية، بما في ذلك الفرقاطات والمدمّرات وحاملات المروحيات والطائرات، وسفن الإنزال.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن “لروسيا حقًا سياديًا في نشر قواتها العسكرية على أراضيها عندما ترى ذلك ضروريًا”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته في وقت سابق، أنها أقامت أكثر من 30 منشأة على تلك الجزر من بينها سبعة مساكن للجنود على جزيرتي إيتوروب وكوناشير وهما من بين ما تطالب اليابان بالسيادة عليه وتسميه الأراضي الشمالية.
قم بكتابة اول تعليق