بعد صدور التقرير الاستخباراتي الأميركي .. هل عفا بايدن عن ابن سلمان؟
على الرغم من صدور التقرير الاستخباراتي الأميركي الذي يؤكد ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المباشر في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس جو بايدن اعتبر أن معاقبة ابن سلمان تحمل معها ثمنًا دبلوماسيًا لا يمكن تحمله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبيرين قولهما إن “بايدن توصل إلى هذا القرار بعد أسابيع من النقاشات، إذ قال له فريقه في مجلس الأمن القومي الأميركي إنه لا يمكن منع ابن سلمان من دخول الأراضي الأميركية أو توجيه التهم الجنائية إليه من دون أن يؤدي ذلك إلى خلق فجوة بين واشنطن والرياض”.
وأضاف المسؤولان للصحيفة أنه “جرى التوصل إلى إجماع في البيت الأبيض انه لا يمكن تحمل ثمن الفجوة مع السعودية، خصوصا في ملفات تتعلق بالتعاون في مجال محاربة الإرهاب وفي مواجهة إيران”.
الصحيفة أشارت إلى أنه “في وقت رحب أعضاء الحزب الديمقراطي المهتمون بحقوق الانسان بالكشف عن مضمون التقرير، اعتبروا أن هذه خطوة أولية فقط ويجب اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل محاسبة ابن سلمان”.
ولفتت الصحيفة إلى الإجراءات التي اتخذت بحق عدد من الشخصيات السعودية، مثل فرض حظر سفر على مدير الاستخبارات السعودية السابق وعلى قوة التدخل السريع التابعة للحرس الملكي السعودي التي تتولى مهمة حماية ابن سلمان وتحت امرته.
وبحسب الصحيفة، رحب النائب عن الحزب الديمقراطي توم مالينوسكي بالكشف عن مضمون التقرير، مؤكدا ضرورة “منع ابن سلمان من دخول الأراضي الأميركية وفقًا للقانون الأميركي، وذلك إذا كانت هناك بالفعل معلومات موثوقة بأنه يقف وراء جريمة قتل خاشقجي”.
كما نقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق دانيس روس ترحيبه بقرار بايدن عدم اتخاذ الإجراءات بحق ابن سلمان شخصيًا.
ورحبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بالكشف عن مضمون التقرير لكنها دعت الولايات المتحدة إلى إعلان استمرار قرارها بتجميد مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية حتى تحاسب الرياض المتورطين في قتل خاشقجي، حسبما ذكرت الصحيفة.
وكان بايدن قد قال إنه “سيحاسب السعودية بعد صدور تقرير الاستخبارات الأميركية الذي كشف ان ابن سلمان هو الذي اعطى التعليمات بقتل خاشقجي”.
وكشف بايدن في مقابلة مع شبكة “يونيفيجين” عن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي اجراها مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى أن “المكالمة كانت مع الملك سلمان وليس مع نجله محمد بن سلمان”.
وذكر بايدن انه “وجه رسالة واضحة إلى الملك سلمان أن “القواعد تتغير” وانه سيجري الإعلان عن تغييرات كبيرة خلال الأيام المقبلة”، وتحدث عن محاسبة السعوديين على انتهاكات حقوق الانسان، وأكد أنه “إذا كانت تريد الرياض التعامل مع واشنطن فعليها ان تعالج موضوع انتهاكات حقوق الانسان”.
من جهتها، اكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية افريل هاينز أن “التقرير سيشكل تحديًا للعلاقات الأميركية مع السعودية”، واقرت في حديث إذاعي أن التقرير قد يؤثر سلبًا على أهداف بايدن على صعيد إعادة رسم العلاقات مع السعودية”.
قم بكتابة اول تعليق