نظمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مساء الإثنين 14 فبراير 2022، فعالية بعنوان ” “البحرين.. ظلم وظلامة”، في العاصمة اللّبنانية بيروت، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق ثورة 14 فبراير، حضرها حشد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية بالإضافة إلى عدد من النشطاء والمهتمين.
في بداية الحفل، رحّب الناشط يوسف ربيع بالحضور وقال إنه “بعد انقضاء 11 عاما على انطلاق الحراك السلمي في البحرين، يسر جمعية الوفاق ان تنظم اللقاء التضامني متحدون على طريق الحق وفاء لدماء شهدائنا وتضحيات شعبنا العزيز”. ووجّه ربيع الشكر للبنان بلد الثقافة والحريات والمقاومة، بلد العروبة والعروبيين، بكل مكوناته وثقافاته.
وقال ربيع إنّه في 14 فبراير، الذكرى السنوية لانطلاق الحراك الشعبي في البحرين فإن جمعية الوفاق تود أن تؤكد على مجموعة من الرسائل المهمة في هذا الحفل المبارك.
وتحدث نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ الديهي حسين الديهي، فقال إنّه “يشرفنا هذا الحضور المبارك وهذه النصرة الكبيرة لشعب البحرين المضطهد” وأعرب عن الشكر والامتنان “لشعب لبنان العزيز في كل مواقف الأمة وقضاياها وتطلعاتها ومنها شعب البحرين” لافتاً إلى أنّ “شعب لبنان كان في مقدمة داعمي الشعوب المستضعفة في الأرض”.
وقال الديهي إنه “في هذه اللحظات يجتمع في البحرين رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي حلّ لا اهلاً ولا سهلاً به ويستقبله النظام” وأكّد أنه “ننتصر بكم وهناك ينتصرون بالصهاينة”.
وأشار إلى أن “البحرين عنوان كبير للظلم والقهر والاضطهاد وعنوان مؤلم لظلامة وأذى واقع على هذا الشعب منذ فترة كبيرة” وأن “شعب البحرين الطيب منذ عشرات السنين يئن تحت ظلم الحكم الديكتاتوري المستفرد بالسلطة وبكل مقدرات البلد. واندلعت ثورات على مدى العقود سرعان ما ينقض عليها النظام وكانت الانتفاضات تتلو الانتفاضات فيَستهدف النظام الذين يشاركون فيها مستعيناً بدول الاستعمار آنذاك ودول الاستكبار في وقتنا الحاضر”.
وأضاف الديهي أن “الحراك انطلق في ٢٠١١ ليؤسس سلوك متجذر للأفراد والجماعات وهو قابل للاستمرار لسنوات طويلة وقد أثبت الشعب البحريني أن حراكه ليس عبثاً ولا انفعالاً ولا تسلية أو تمضية للوقت بل هناك إجماع ضمني على هذا الحراك. وهو حراك يفرضه الواقع السياسي والحقوقي السيء ولن يتوقف إلا بتحقق المطالب”.
وأكد أن البحرينيين يريدون “أن يكونوا كباقي شعوب الأرض في العدالة، ويريدون وقف القمع والفساد الإرادي والسياسي ونهب المال العام، وشعب البحرين لا يستطيع أن يقف على ساحل من سواحل تلك البلاد لأن الأموال والبحار والأراضي سرقت”.
وأكّد الديهي أنّه “نريد وقف الفساد والقمع والاحتلال الصهيوني”، لافتًا إلى أن “المعارضة التزمت بأقصى درجات السلمية والحضارية في إيصال مطالبها في الداخل والخارج وقد نجحت في ذلك على الرغم من كل محاولات النظام الذي استخدم الأمن والعسكر والإعلام المضلل وعلى الرغم من ذلك أصرّت الوفاق والمعارضة على خطابها السياسي السلمي نجحت في إبراز قضيتها وفضح النظام وهزمته سياسياً وإعلاميا”.
ولفت إلى أن “جمعية الوفاق نموذج للعمل السياسي تحارب في الداخل والخارج. ولكنّها اليوم بعد كل تاريخها بين السجون والمنافي ورياض الشهداء، كما هو حال قائدها آية الله قاسم وزعيمها الشيخ علي سلمان وعشرات الرموز والعشرات من المهجرين والمنفيين”.
وأشار إلى أن “السؤال: يا شعب البحرين إلى متى ستعبرون؟ وجوابنا سنستمر كما استمرت الشعوب المناضلة للتحرر وشعب البحرين مستمر الى أن تحقق له الحرية والديمقراطية ويتحقق نظام سياسي يكون فيه الشعب مصدر السلطات جميعها”.
وأكّد أن “توقف شعبنا في منتصف الطريق أمر محال وكلمته المكررة دائماً ستعجزون ولن يعجز”.
وأشار إلى أنّ “النظام لا يجيد قراءة المشهد الإقليمي وهو يضحي بالبلد وكل التحولات القادمة ليست لصالحه وهو عاجز عن مواكبة ما يجري ويعتقد أن عجلة الحياة متوقفة عنده”، وتحدث عن “الشارع المحموم في إدخال الصهاينة في نظام الدولة مع الرفض الشعبي العارم والسخط غير المسبوق” لافتًا إلى أنّ “هذه كلها ساقطة والنظام حفر قبره بيده عندما سلم الصهاينة مفاتيح النفوذ”.
وشدد الديهي على “رفضنا القاطع على تحويل البحرين إلى ساحة لأعمال عدائية ضد دول المنطقة من قبل الكيان الصهيوني وهو يكشف الأزمة التي وقع النظام لها” مؤكدًا أنّه “لن نسمح بتمكين الصهاينة من أرض البحرين الطاهرة وعزة البحرين وكرامة البحرين ودين البحرين”.
وقال الديهي إنه “نجتمع هنا نصرة للشعوب المستضعفة، ونرى الآن رئيس الوزراء الصهيوني يدنس أرض البحرين ونرى سعي النظام من أجل تمكين الصهاينة من البحرين” متسائلًا “ما الذي يتبقى من سيادتنا يا أدعياء السيادة”.
وأكد الديهي أن “صداقات الصهاينة لن تدوم ككيانهم المؤقت الذي لن يدوم بإذن الله”، جازمًا أنّ “كلّ البحرينيين كانوا ولا زالوا دعاة حوار من أجل أن تتحول البحرين إلى بلد مساحة للديمقراطية وساحة للأمان”.
واختُتِمت الفعالية بقصيدة للشاعر الدكتور عادل جواد يونس في أبيات أهداها إلى “لؤلؤة الثورات”.
قم بكتابة اول تعليق