أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان الآتي:
“من باب الرحمة لمن عنده رحمة، والعون لمن يتوسم بنزلة قبره العون، أخاطب كبار التجار ومستوردي السلع وتجار الخضار والمواد الغذائية لأقول لهم: شهر رمضان شهر الله والناس ناسه وخلقه، والرحمة والكرم والنخوة دينه وصفته، ولا أقول لكم ساهموا ببعض رؤوس أموالكم، بل ببعض أرباحكم، طمعا بالله وثوابه، وتأكيدا لروح التضامن بين ناسنا وأهلنا، لأن الناس تئن من الجوع والفقر والقهر والبؤس والذل والبطالة والحاجة والإستنزاف وشلل يد الدولة وما يقرب من 40 في المئة من عائلات هذا البلد لا تجد قوت يوم وليلة، فيما لعبة الإحتكار والدولار والجشع والتخزين والتلاعب بالأسعار تكاد تحول أكثرية عائلات هذا البلد إلى فقراء معدمين، وأنتم الآن في دار الدنيا وغدا في دار الآخرة، والكفن بلا جيب والقبر بلا أثاث ومن لا يرحم أهل الأرض لا يرحمه أهل السماء، والطريق إلى رحمة الله تمر برحمة الناس، فاتقوا الله وارحموا الناس ما استطعتم، فإنكم اليوم أحياء قادرون وغدا أموات محتاجون، ولا شيء أكبر من الله فافعلوا فإنكم أحوج لفعل الخير وعون الناس أكثر من حاجة الناس إليكم”.
وأضاف: “أخاطب ناسنا المنهكين بهذا البلد وأقول لهم: قاطعوا المحتكر، والمبتز، ومن يتلاعب بالأسعار. واتركوا لهم سلعهم حتى تتعفن بمستودعاتهم. نظموا قدرتكم الشرائية ضمن مجموعات تواصل إجتماعي لتكونوا صوتا واحدا وكتلة واحدة بهدف مقاطعة كل غلاء وكل محتكر وكل جشع بهذا الزمن الكالح. وكموقف ديني أقول: الإحتكار حرام، وكذلك استنزاف الناس واستغلال حاجتهم. والربح الفاحش حرام، وكذلك تخزين السلع في المستودعات لرفع أسعارها، ومنع السلع المدعومة عن الناس، وعدم مد يد العون إلى الطبقات الضعيفة، وعدم إعانة الفقراء، والحماية السياسية لتجار الأزمات، وتلكؤ أجهزة الدولة عن القيام بوظيفتها، التكتل التجاري النقدي للعب بالأسعار والدولار والدعاية والأسواق حرام. والخائن للناس بهذه المحنة خائن لله، والخائن لله بالنار، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم”.
قم بكتابة اول تعليق