اعتبر الباحث والمحلل السياسي الأردني، عامر السبايلة، أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى دمشق، أمس، ومن ثم عمّان، تعكس أن العلاقة الإماراتية السورية اليوم هي علاقة مباشرة، وليست بحاجة إلى وسيط، مبيناً أن ثمة ملفات أخرى إلى جانب سوريا سيبحثها ابن زايد في عمّان.
وقال السبايلة، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، معلقاً على زيارة ابن زايد لدمشق ثم عمّان: “أولا المسار واضح أن النقطة الرئيسية هي دمشق، [ثم] إلى عمان”، مبيناً أنه “لو كانت من عمّان إلى دمشق يمكن أن يكون هناك تنسيق، لكن من الواضح أن الزيارة الرئيسية هي لدمشق”، وأنه على حد تعبير السبايلة “بات ليلته في عمّان”.
وحول زيارة عمّان، قال السبايلة: “يمكن أن نقول إن جزءًا من الزيارة [يتعلق] بزيارته إلى سوريا، ولكن لا يمكن النظر إليها فقط في موضوع سوريا، يعني العلاقة الإماراتية السورية اليوم، واضح أنها مباشرة وليست بحاجة إلى وسيط”.
وأوضح السبايلة تفاصيل العلاقة الأردنية الإماراتية، بقوله: “الآن الأردن يعتبر شريك للإمارات، وهي دولة [لها دور] في معادلة فتح الحدود أو إعادة العلاقة مع سوريا، بسبب الموقع الجغرافي، والأردن مهّد بمواقف انفتاح متعددة حيال سوريا، فأعتقد أن كل هذه المعطيات تجعلنا نرى أن الزيارة لها ارتباط بموضوع سوريا”.
إلا أن السبايلة يشير إلى أن زيارة ابن زايد للأردن لا تقتصر على موضوع سوريا، مبيناً أنه “بالنسبة للأردن، فإنه يبحث عن دعم اقتصادي والإمارات شريك أساسي”.
تجدر الإشارة إلى أن صيف هذا العام شهد زيارات لمسؤولين سوريين رفيعي المستوى إلى الأردن. ففي 23 حزيران/يونيو الماضي، زار وزير الطاقة السوري عمان والتقى نظيرته الأردنية، والتعاون الطاقي الأبرز كان عندما تم الإعلان عن مرور الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، ما استدعى اجتماع وزراء الطاقة الأربعة في عمّان، أوائل أيلول/سبتمبر الماضي.
وكادت أن تكون زيارة وزير الدفاع السوري إلى الأردن، أواخر أيلول/سبتمبر الماضي هي الأهم، لولا الاتصال الهاتفي الذي تلقاه العاهل الأردني من الرئيس السوري بشار الأسد مطلع تشرين الأول/أكتوبر، الذي يمكن اعتباره الأهم والذي توج تقدم العلاقات بين البلدين.
وبما يخص السياسة الإقليمية، يشير السبايلة إلى أن “الإمارات اليوم تحاول عمل سياسة أكثر حيادية وأكثر تقارباً مع الجميع”.
ويشير السبايلة إلى أن “الإمارات لديها موقف مختلف تماماً عن دول الخليج [في الأزمة السورية] ليس من البداية، ولكن منذ بدأت بوصلة الربيع العربي تتجه للإسلاميين”، ويدلل على ما سبق أن “طيرانهم لم يتوقف طوال الأزمة، دبي – دمشق كانت طائرة ثابتة، ورجال الأعمال السوريين جلسوا بدبي، أيضاً والدة بشار الأسد وشقيقته كانوا بضيافة محمد بن زايد طوال الوقت”.
وبناء على ما سبق، يقول السبايلة: “لا نستطيع أن نعتبر أن الإمارات قطعت علاقاتها تماما مع سوريا”.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات أعلنت إعادة فتح سفارتها في دمشق، في أواخر العام 2018.
وتعليقاً على ما سبق، يقول السبايلة محللاً الموقف الإماراتي بأنه ليس موقفاً أيديولوجيا، لكن في جزء منه الإخوان المسلمين، وجزء منه أن الإمارات لا تريد أن يكون لتركيا نفوذ في سوريا وجزء منه مناكفة لقطر”.
والمهم فيما سبق – حسب السبايلة – أن موقف [الإمارات] مختلف ولا نستطيع أن نصنفه على أنه معادٍ لسوريا.
ويضيف أن الدول المتضررة من خروج دونالد ترامب [من الإدارة الأمريكية] وكانت تحظى بدور كبير مع ترامب، الآن مع خروج ترامب تحاول أن تناكف، وكأنها تقول “ها أنذا موجودة”.
المصدر: سبوتنيك
قم بكتابة اول تعليق