ربط متعاملون ومصرفيون هبوط الليرة السورية في السوق السوداء إلى مستوى متدن، بالأثر المترتب على المشاكل الاقتصادية التي تواجهها نظيرتها لبنان، في ظل ارتباط البلدين بعلاقات تجارية ومصرفية مكثفة.
وقال تجار إن تكلفة شراء دولار واحد في الشارع أصبحت نحو”4 آلاف ليرة” الأربعاء، بعد أن تابع المتعاملون بقلق انهيار الليرة اللبنانية إلى مستوى متدن جديد عند “10 آلاف مقابل الدولار” الثلاثاء.
وقال اثنان من كبار المتعاملين في العملات الأجنبية بدمشق الحاصلين على ترخيص، إن هبوط العملة اللبنانية، وجه ضربة نفسية لمتداولي نظيرتها السورية، التي شهدت بالفعل تراجعات سريعة خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى أنها هوت خلال العام الجاري بنحو 40% فقط.
وقال أحد المتعاملين طالبا عدم نشر اسمه: “رجال الأعمال والتجار قلقون، في ظل مخاوف من نزول لا يتوقف خلال الأيام القادمة، ويترقبون ما إذا كانت الاضطرابات ستزيد في لبنان من تأثيرها على التعاملات في العالم الخارجي”.
https://www.facebook.com/newslbcom/
تابعنا على فيسبوك
ودائع مالية سورية
ويحتفظ مستثمرون ورجال أعمال سوريون بودائع بمليارات الدولارات في بنوك لبنان التي تعصف بها أزمة، والتي كانت لسنوات ملاذاً آمناً للمستثمرين الفارين من العقوبات والقيود المشددة التي تفرضها الحكومة”.
وضغطت الأزمة اللبنانية على مصدر رئيسي للدولار بالنسبة لسوريا، ما أدى إلى إلحاق مزيد من الضرر بعملة تئن تحت وطأة سنوات من العقوبات الغربية، وصراع مدمر مستمر منذ نحو 10 سنوات.
وحدث آخر هبوط لليرة السورية الصيف الماضي، عندما بلغت حاجزاً نفسياً عند 3 آلاف ليرة للدولار، وذلك بسبب مخاوف من أن يزيد تشديد العقوبات الأميركية حال الاقتصاد سوءاً.
وألحق هبوط الليرة الضرر بأنشطة الأعمال مع تردد الكثير من التجار وشركات التجارة في البيع أو الشراء في بلد يلجأ فيه كثيرون إلى المدخرات الدولارية للحفاظ على أموالهم.
استنزاف الاحتياط
وقال مصرفي إن “سحب الدولة السورية للعملة الصعبة من الاحتياطيات المستنزفة أصلاً من أجل سداد ثمن واردات كبيرة من السلع الأساسية والوقود بعدة مليارات من الدولارات أدى لزيادة الضغوط”.
وأضاف: “تردد السلطات في التدخل لحماية احتياطياتها من النقد الأجنبي ضغط على الليرة، بالإضافة إلى أن هناك ضغوطا أخرى نابعة من تراجع حاد في التحويلات النقدية من الخارج، والتي تمثل مصدراً مهماً للنقد الأجنبي، من عشرات الآلاف من السوريين المقيمين في دول متضررة من جائحة كوفيد-19”.
وأدى انهيار الليرة إلى ارتفاع التضخم وفاقم الصعوبات في وقت يواجه فيه السوريون صعوبة في توفير ثمن الطعام والكهرباء والاحتياجات الأساسية الأخرى، وكان يجري تداول الليرة عند 47 مقابل الدولار، قبل تفجر الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في مارس2011.
اقرأ أيضا
قم بكتابة اول تعليق