أفاد مصدر رفيع في الكرملين، اليوم الجمعة، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يخططون لشن حملة إعلامية واسعة النطاق ضد اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد “سبوتنيك V”، تستهدف تشويه الابتكارات العلمية الروسية في مجال التصدي لـ”كوفيد 19″، وتشارك فيها عدة منظمات غير حكومية ووسائل إعلام كبرى كوكالتي “رويترز” و”بي بي سي”.
وقال المصدر للصحفيين: “على خلفية الطلب المتزايد على اللقاح الروسي (سبوتنيك V) في جميع أنحاء العالم، ولا سيما الدول الأوروبية، تخطط الولايات المتحدة وحلفاؤها، وفقا لمعلومات من أجهزتنا الاستخباراتية، لشن حملة إعلامية واسعة النطاق تستهدف خلق أفكار مسبقة مغرضة ضد ابتكاراتنا العلمية في مجال التصدي لعدوى كوفيد 19”.
وأشار المصدر إلى أنه يجري إعداد سيناريوهات الهجمة الإعلامية ضد لقاح “سبوتنيك V” عن طريق منظمات غير حكومية من بينها، “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” و”صندوق جورج سوروس” و”صندوق طومسون رويتر” والوسائل الإعلامية “رويترز” و”انترنيوز” و”بي بي سي”.
تأتي المعلومات بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء السلوفاكي، إيغور ماتوفيتش، أمس الخميس، استقالة وزير الصحة ماريك كراجتشي بسبب خلافات في الائتلاف الحاكم تتعلق بشراء لقاح “سبوتنيك V” الروسي. وتسلمت سلوفاكيا في الأول من شهر مارس/ آذار، الجاري الدفعة الأولى من لقاح “سبوتنيك V” الروسي، الأمر الذي تسبب بحدوث ردة فعل حادة من قادة الأحزاب اليمينية المنضوية في الائتلاف الحاكم.
وحاول أعضاء ائتلاف الأحزاب اليمينية تحميل المسؤولية لرئيس الوزراء وطالبوا باستقالته لكن محاولاتهم لم تلق آذانا صاغية من قبل رئيسة البلاد، سوزانا شابوتوفا. واتفقت الأطراف السياسية في سلوفاكيا على استقالة وزير الصحة، الذي أصدر قرارا باستخدام اللقاح الروسي “سبوتنيك V”، بهدف تسوية الأزمة السياسية في البلاد وإرضاء الأطراف اليمينية، مع استمرار التعاون بما يخص اللقاح.
ووصف رئيس الوزراء طلب استقالة وزير الصحة بأنه من “أبشع الأمور”، ووصفه بأنه عمل “لا إنساني ولا أخلاقي”، وأكد أن الوزير المستقيل هو ضحية “لطقوس الخلافات” في الائتلاف الحاكم. وبحسب رئيس الوزراء، فإن الضغط عليه للمطالبة باستقالة وزير الصحة موجود منذ فترة طويلة، وأن كل خطأ ارتُكب من قبل أعضاء مجلس الوزراء أثناء الوباء تم إلقاء اللوم فيه على وزير الصحة. وافق رئيس الوزراء ماتوفيتش على توريد لقاحات “سبوتنيك V” من روسيا سرا من دون علم شركاء تحالف الحكومة.
وقام أعضاء التحالف الحكومي في وقت سابق بمنع قرار شراء اللقاح الروسي خلال اجتماع الحكومة بحجة عدم تسجيله لدى وكالة الأدوية الأوروبية (EMA). وفقًا لماتوفيتش، كان هذا مظهرًا من مظاهر عدم احترام السياسيين لمواطنيهم (بسبب منع اللقاح عنهم لأسباب سياسية)، حيث يموت المواطنون بسبب نقص اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مؤكدا أن ما حدث هو “نهج جيوسياسي غير صحي لحل هذه المشكلة (الوباء)”.
قم بكتابة اول تعليق