يُعرف التبول اللاإرادي الليلي، المسجل رسميا باسم سلس البول الليلي، بأنه حالة وراثية للغاية، ولكن حتى الآن لم يكن من الواضح أي الجينات المسؤولة عن ذلك.
والآن، حدد الباحثون المتغيرات الجينية التي تزيد من خطر تبليل الفراش. ويأمل الفريق أن تساعد النتائج في تطوير علاجات للتبول اللاإرادي في المستقبل.
وفي الدراسة، شرع باحثون من جامعة آرهوس في الدنمارك، في فهم سبب تعرض بعض الأشخاص للتبول اللاإرادي أكثر من غيرهم.
وقالت جين هفاريغارد كريستنسن، إحدى الباحثين في الدراسة: “إنها حالة خطيرة يمكن أن تؤثر سلبا على احترام الأطفال لذاتهم ورفاهيتهم. وعلى سبيل المثال، قد يخاف الأطفال من التعرض للتنمر، وغالبا ما يختارون عدم المشاركة في الأحداث التي تشمل الإقامة طوال الليل”.
ولفهم سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة للتبول اللاإرادي، حلل الباحثون جينات 3900 طفل وشاب دنماركي شُخّصت إصابتهم بسلس البول الليلي أو تناولوا أدوية لعلاجه. وقورنوا بحوالي 31 ألف طفل وشاب لم يعانوا من المشكلة.
وحدد التحليل موقعين في الجينوم حيث زادت المتغيرات الجينية المحددة من خطر التبول اللاإرادي.
وقالت سيسيلي سيغارد يورجنسن، المعدة الأولى للدراسة، إن الجينات السببية المحتملة التي نشير إليها تلعب أدوارا فيما يتعلق بضمان أن يطور دماغنا القدرة على الحفاظ على إنتاج البول منخفضا في الليل، وأن نشاط المثانة يتم تنظيمه وتسجيله، وأن ننام بطريقة مناسبة، من بين أمور أخرى.
وأظهر التحليل أيضا أن المتغيرات الجينية الشائعة يمكن أن تفسر ما يصل إلى ثلث الخطر الجيني للتبول اللاإرادي.
ويشير هذا إلى أن المتغيرات الجينية التي لدينا جميعا قد تؤدي إلى التبول اللاإرادي، عندما تحدث في توليفة معينة.
وقالت كريستنسن: “لكن ما يزال بإمكانك أيضا الحصول على جميع المتغيرات دون ترطيب السرير في الليل، لأن هناك عوامل خطر أخرى لم نرسمها بعد – سواء كانت وراثية أو بيئية”.
لذا من الواضح أن هذا أمر معقد للغاية وأنه لا يمكن الحديث عن جين واحد يسبب سلس البول الليلي.
وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم متغيرات جينية تزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كانوا عرضة بشكل خاص للتبول اللاإرادي.
وأضافت كريستنسن: “النتائج التي توصلنا إليها لا تعني أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يسبب التبول اللاإرادي عند الطفل، أو العكس، ولكن الحالتين فقط لهما أسباب وراثية مشتركة. والمزيد من البحث في هذا المجال سيكون قادرا على توضيح التفاصيل في الاختلافات البيولوجية وأوجه التشابه بين الاضطرابين”.
وللتحقق من النتائج، قام الباحثون أيضا بتحليل أكثر من 5500 شخص من آيسلندا، ووجدوا أن المتغيرات الجينية نفسها يبدو أنها تزيد أيضا من خطر التبول اللاإرادي.
وأضافت كريستنسن: “في المستقبل، نرغب في معرفة ما إذا كانت المتغيرات الجينية نفسها تزيد من خطر التبول اللاإرادي عند الأطفال في أجزاء أخرى من العالم. والتبول اللاإرادي ليس مجرد مشكلة في شمال أوروبا ولكنه يؤثر على ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم”.
قم بكتابة اول تعليق