العراق | المشهد الإقليمي خطف الأضواء في الأيام الأخيرة بعد أن أعلن العراق عن قيام وزير خارجيته فؤاد حسين بتسليم الدعوات لقادة دول الجوار، من أجل المشاركة في القمة التي دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لعقدها في بغداد نهاية شهر آب الجاري لقادة دول جوار العراق، حيث وجّهت الدعوات إلى دول متنافرةً سياسياً منذ عقود منها السعودية و سوريا و إيران و تركيا و الكويت ، بالإضافة إلى فرنسا.
و قام وزير الخارجية العراقية بزيارة في الأيام الماضية لكل من السعودية وتركيا، بدوره سلّم وزير التخطيط العراقي الدعوة لدولة الكويت، كما سيزور المسؤولون العراقيون كلاً من إيران وسوريا والأردن، بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس العراقي برهم صالح قبل أيام بالرئيس السوري بشار الأسد.
كما كان لافتاً إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون نيته المشاركة في القمة، حيث رجّحت بعض المصادر أن اتصال ماكرون بالرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ، منذ يومين، وما تخلله من بحث في أمن الملاحة في الخليج وفي مستقبل مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني، جاء في إطار التمهيد للقاء المرتقب بين الرئيسين على هامش انعقاد القمة.
و يبدو أنّ مصر، المشارِكة في اللقاء الثلاثي المصري الأردني العراقي الذي طرح خلاله الكاظمي فكرة قمة دول الجوار بين المشاركين ، مع كلام عراقي عن عدم اقتصار الجوار على الدول التي تملك حدودا مباشرة مع العراق، ما فتح الباب للتساؤل عن احتمال توجيه الدعوة للبنان، وهو ما تقول المصادر انه كان موضوع نصيحة فرنسية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي للمسارعة بتشكيل الحكومة ليكون لبنان من الذين تتمّ دعوتهم وتكون المشاركة فرصتهم للحصول على الدعم لبلدهم الذي يتجه نحو الانهيار بسرعة.
اللافت في هذه الدعوة أنّ القمة ستعقد في ضوء حجم التعقيدات الكبيرة التي تخيّم على علاقات الدول المدعوة للمشاركة فيها، الأمر الذي أثار التساؤلات حول إمكانية السير بها، خصوصاً ما يتصل بالعلاقات السورية التركية من جهة و التركية السعودية من جهة أخرى ، أو لجهة مصير نظام العقوبات الأميركية التي تستهدف إيران وسورية.
الجدير بالذكر أنه من المقرر أن تبحث القمة التعاون الاقتصادي والتحديات الأمنية خصوصا مكافحة الإرهاب، ومن المستبعد كما تقول المصادر العراقية التي تتابع الدعوة للقمة أن تنعقد القمة دون سورية، لأن هذا سيجعل المشاركة الإيرانية مستبعدة، ودون سورية وإيران تفقد القمة مهمتها ورونقها وتصبح مشكلة للعراق الذي يريدها فرصة للعب دور في المصالحات الإقليمية، ما يفتح الباب على جعل الدعوة نقطة إنطلاق لحركة دبلوماسية مكثفة، يتولاها العراق بين الدول المدعوة لتهيئة المناخ لنجاح القمة، دون استبعاد تأجيل الموعد والاستعاضة عن القمة بلقاء على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين الأمنيين، في موعد أقرب للخريف تمهيدا لعقد القمة نهاية العام، خصوصاً بعد تدهور الأوضاع الأمنية بشكلٍ متسارع في أفغانستان و التي تعد نقطة مهمة لاستتباب الأمن في منطقة جوار العراق.
قم بكتابة اول تعليق