العدوان الإسرائيلي على غزة لخدمة لابيد داخليا…” الدم مقابل الأصوات “

اطلق الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة في توقيت دقيق لانه يسبق ذهاب الإسرائيليين لانتخاباتهم الخامسة والعشرين ب ٨٨ يوما، فما هو تأثير هذه الخطوة على الداخل الإسرائيلي و على رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد تحديدا؟

يتزامن هذا العدوان مع جملة من التأثيرات السياسية والحزبية على وضع الأحزاب المتنافسة في الداخل الإسرائيلي ، وما قد ينجم عنه من تأثيرات على الانتخابات المقبلة، في ضوء القناعات الإسرائيلية المتزايدة بأن هذه الحرب ذات أهداف داخلية بالدرجة الأولى ، كما شهد الكنيست صدور جملة من ردود فعل أعضائه في الأحزاب العربية على بدء العدوان، كما طرح تساؤلات حول قدرة رئيس الحكومة يائير لابيد على تشكيل حكومته المقبلة، أو الحصول على تفويض جديد.

إلى ذلك دعت عضوة الكنيست عايدة توما سليمان إلى إنهاء الهجوم على غزة، “لأن عمليات الاغتيال والقصف لن تؤدي إلا لمزيد من المعاناة والدمار في غزة، ولن تجلب أي أمن للمستوطنين، لأن لابيد يحاول إثبات أنه رجل الأمن بإحداث فوضى في غزة، ووضع الإسرائيليين في الملاجئ، ما يستدعي وقف إطلاق النار الآن”، وفق قولها.

بدوره عضو الكنيست عوفر كسيف قالت أن “هذه حرب اختيارية بدافع النوايا الحزبية، أي أن لابيد يؤسس لصفقة انتخابية عنوانها: الدم مقابل الأصوات، وبالتالي فإن مساره العنيف يأتي على أمل حصوله على مزيد من التفويضات في الانتخابات، لكن الحقيقة أنه لن يؤدي إلا إلى بحر من الدموع والدم في غزة وإسرائيل، الأمر الذي سيجبر جميع المعنيين على إعادة حساب المسار في التحالف مع لابيد من عدمه في الانتخابات القادمة”.
وأضاف أن ذلك “ما قد تكشف عنه في الأيام القليلة القادمة نتائج استطلاعات الرأي بين الإسرائيليين، لأنه إذا استمرت الحرب فترة طويلة، فقد يكون ذلك على حسابه”.

وذكر كذلك عاميت سيغال خبير الشؤون الحزبية في تقرير له أن “هذه أول حرب تخوضها دولة الاحتلال في عهد لابيد الذي تولى رئاسة الوزراء منذ 5 أسابيع فقط، ما يجعلها حربا غير عادية لأسباب عدة”.

و قد ذكر أولها أنها “تجري في ظل حملة انتخابية حامية”، وثانيها أن “من يقودها سياسي بحاجة الى أن يثبت أنه رجل الأمن لافتقاره الى الماضي العسكري”، وثالثها “لأنها الحرب الأولى في السنوات الـ13 الماضية التي يكون فيها الليكود في المعارضة”، ورابعها “أنها الحرب الأولى التي يوجد فيها حزب عربي في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي”.
وأضاف أن “مفارقات الأقدار تشير إلى أنه في 2021 خلال حرب غزة الأخيرة، تبنى لابيد ورفاقه سياسة غير مناسبة عندما اتهموا حكومة بنيامين نتنياهو بأنها افتعلت الحرب لاعتبارات حزبية، ولذلك قد يكون من المناسب أن تقدم المعارضة الحالية ذات الادعاءات المماثلة ضد حكومة لابيد”.
أما في الداخل الإسرائيلي لا يخفي الإسرائيليون أن رئيس حكومتهم يفتقر لقلة خبرته السياسية والعسكرية، ما يحمل في طياته أنه قد تنتهي هذه الحرب في الأيام القادمة، لكن لا يعرف الاسرائيليون كيف ستنتهي الانتخابات، مع شعور سيئ بعدم وجود قرار إسرائيلي.

والتقدير الإسرائيلي السائد أن لابيد في حال أنهى العدوان على غزة في غضون يومين إلى ثلاثة أيام قد يجعله يخرج بأقل الخسائر، لكنه قد يخسر الكثير إذا تعقّدت يوميات الحرب، وبالتالي فقد تمثل له هذه الحرب نهاية مريرة، ومبكرة، لعهد السياسي الذي لم يدم أكثر من خمسة أسابيع فقط.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن