يعيش اللاجئون السوريون في لبنان ظروفاً تعد من الأصعب عليهم منذ تاريخ لجوئهم إليه، لا سيما بعد أن تقلصت المساعدات المقدمة سواء من مفوضة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أو من الجمعيات والهيئات الإغاثية الى الحد الأدنى.
وكشفت العاصمة الثلجية التي تضرب لبنان عمق الأزمة الإنسانية التي يعيش بظلها اللاجئون، إذ أن أغلب خيامهم في المخيمات لا سيما تلك الواقعة في منطقة البقاع تضررت بفعل العاصفة وكثافة تساقط الثلوج والأمطار، فضلا عن قدرة اللاجئين المحدودة مادياً ما يصعب عليهم تأمين مادة المازوت والحطب الكافي لتشغيل وسائل تدفئتهم.
ويشتكي اللاجئون لـ”سبوتنيك”، في مخيم في منطقة البقاع، من قلة الأشغال في لبنان بسبب قرار الإقفال العام الذي فرضته السلطات اللبنانية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ومن ضعف المساعدات التي تقدمها مفوضية شؤون اللاجئين في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها لبنان، بحيث تقتصر المساعدات على مئة ألف ليرة شهريا للفرد الواحد (ما يوازي 12 دولارا أميركيا)، إضافة الى 20 ليتر مازوت شهريا، وهي لا تكفي لثلاثة أيام في ظل التدني الكبير بدرجات الحرار بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان.
وتقول لاجئة سورية لـ”سبوتنيك”: “إن أبرز معاناتنا هي الغذاء، متت من الجوع، إذا بردنا نلف أنفسنا بأغطية بيمشي الحال، إنما الجوع هو أكبر عائق لدينا حالياً، والبرد كثير والخيم ترشح مياه الأمطار فوقنا”.
من جهته قال لاجئ آخر”كسوريين لدينا معاناة كبيرة في ظل الشتاء وأزمة كورونا والتوقف عن العمل، أغلب العائلات لا تستطيع أن تؤمن قوتهم اليومي، وهم بحاجة إلى المساعدة في ظل هذه الظروف الصعبة، نحن بحاجة إلى شوادر وإلى سلل غذائية، وإلى مساعدات مالية”.
وكانت قد أشارت دراسة أممية، أن الانكماش الاقتصادي والتضخم الحاد وتفشي وباء فيروس كورونا، إضافة إلى انفجار بيروت، دفع المجتمعات الضعيفة في لبنان، بما في ذلك اللاجئون السوريون إلى حافة الهاوية، مع استفحال حالة الفقر والعوز التي تعيشها آلاف العائلات.
وقد وصلت نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع، إلى 89% في العام 2020، بعد أن كانت 55% قبل عام واحد فقط.
قم بكتابة اول تعليق