أكّد نائب الأمين العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّه إذا اتّفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المُكلَّف سوف تؤلَّف الحكومة فوراً، مشيراً إلى أنّ المشكلة في أساسها داخلية.
-تشكيل الحكومة
الشيخ قاسم وفي مقابله له على قناة الميادين شدّد على أنّ المطلوب اليوم هو تقديم تنازلات لا تخلّ أبداً بأي تركيبة حكومية ولا بصلاحية أيّ من الرئيسين، موضحاً أنّ حزب الله لا يرى أي مبرّر لتأخير الإتّفاق الذي يتطلّب تنازلات متبادلة ممكنة ولا تمسّ بالجوهر.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ حزب الله طرح علناً من خلال سماحة الأمين العامّ السيد حسن نصر الله مخرجاً وحلاً فيهما تنازلات متبادلة، معتبراً أنّ المخرج بأن يحرّك رئيس الحكومة مسألة عدد الوزراء ويقبل رئيس الجمهورية عدم وجود الثلث المعطّل.
الشيخ قاسم أعلن أنّ حزب الله نقل وجهات نظر بين عون والحريري لنرى إمكانية التعديل في الموقف لكنه وجد ثباتاً على المواقف، قائلاً “إنّه إذا استجاب الرئيسان أو تداولا ووجدا أنّ تدخلنا يساعد على حلحلة بعض الأمور فنحن جاهزون”.
وأضاف “إذا لم يكن هناك موافقة على أيّ زحزحة وأيّ حلّ فمعنى ذلك أنّ قدرة حزب الله على التدخل معدومة”.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ حزب الله لا يتفرج على الفشل في تأليف الحكومة بدليل المساعي التي جرت والطرح العلني، كما أنّه لا يستطيع الضغط على عون والحريري لأنّ كل طرف منهما له قناعاته وقراراته.
وتابع أنّه من اللّحظة الأولى يعرف الجميع أنّ حزب الله كان متساهلاً في تأليف الحكومة وليس له مطالب خاصة.
-العقوبات الأميركية والأزمة اللبنانية
وفي السياق، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ الضغوط الأميركية من خلال العقوبات والشروط المختلفة التي تفرضها على لبنان هي واحدة من أزمات لبنان، مبيناً أنّ “مليون ونصف مليون نازح يستطيعون العودة إلى سوريا بينما تمنعهم الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وأميركا”.
ورأى الشيخ قاسم أنّ طريق الحل للأزمة الاقتصادية الاجتماعية يبدأ بالخطوة الأولى وهي تأليف الحكومة، لأنّها هي التي يجب أن تضع برنامجاً إصلاحياً.
الشيخ قاسم قال إنّ “أميركا من المؤثرات في الوضع الاقتصادي على نحو كبير لكن بإمكاننا التّصدي لضغطها إذا ألّفنا حكومة”، مؤكّداً أنّ مجيء الوزير القطري إلى بيروت لا علاقة له بتأليف الحكومة كما أنّه لم يتواصل مع حزب الله.
وأردف “ليس هناك إثبات حقيقي أنّ هناك شروطاً إقليمية أو دولية تُعيق تأليف الحكومة اللبنانية”.
الشيخ قاسم اعتبر أنه “إذا أضاء الحريري أصابعه العشرة للسعودية فلن تقبل به ولن توافق على حكومة فيها حزب الله أو لا.
وأوضح أن “المطلوب سعودياً لا يتحمّله لا الحريري ولا غيره وهو مواجهة حزب الله”، قائلاً “مَن يستطيع مواجهة حزب الله؟ ولماذا؟ وهو مكوّن لبناني له ممثلون ويعمل بطريقة سياسية”.
-تحقيقات انفجار المرفأ
وحول جريمة المرفأ جدد نائب الأمين العام لحزب الله المطالب بالكشف عن التحقيقات، موضحاً أن التحقيق في انفجار المرفأ قسمان، الأول لمعرفة أسباب المشكلة المباشرة ويجب معرفة إذا كان عملاً تخريبياً أو أخطاء ارتُكبَت أو هجوماً “إسرائيلياً””.
أما القسم الثاني في التحقيق فرأى الشيخ قاسم فهو استمراره لإدانة المقصّرين أو المرتكبين أو ما شابه ذلك. متطرقاً إلى أن مما تسرّب من تحقيقات خاضتها أميركا وفرنسا وألمانيا فإنهم يتحدثون عن أخطاء مرتكبة لا عمل جرمي متعمّد.
وتمنى الشيخ قاسم من القاضي الجديد إنهاء كل التحقيق بأسرع وقت ليريح القسم الكبير من اللبنانيين.
-الحملة الإعلامية ضد حزب الله
أما حول الحملة الإعلامية ضد حزب الله كشف الشيخ قاسم عن معلومات تفيد بأن السفارة الأميركية تعاقدت مع وسيلتين إعلاميّتين لبنانيتين وتدفع لهما أموالاً، والمطلوب منهما أن تبثّا تقارير يومية تمسّ حزب الله بكلّ الموضوعات.
وأضاف “هناك مجموعة من السياسيين اللبنانيين وظيفتهم الأساسية أن يربطوا أي حادثة مباشرة بحزب الله”.
-رفضٌ للتديول
وفي سياق آخر، أعرب الشيخ قاسم عن حرص حزب الله على أن تستمر لجنة الحوار الثنائية الموجودة مع والبطريركية المارونية، مؤكداً أن التدويل خطر يزيد مصائبنا ومشاكلنا، وسأل “هل يجري تدويل من دون اتّفاق الأطراف الداخلية؟”.
وأعلن الشيخ قاسم رفض فكرة التدويل إذا كانت مطروحة من قبل حزب الله كونه طرفاً داخلياً، لافتاً إلى أن “حلفاء كثيرون أيضاً يقولون إنهم ضد التدويل والتي هي فكرة غير قابلة للحياة”.
-العلاقة مع التيار الوطني الحر
وعن اللجان المشتركة بين حزب الله والتيار الوطني الحر أعلن الشيخ قاسم أن الطرفين يعدّون النقاشات والأفكار استعداداً لللجنة المشتركة التي ستعقد قريباً في أول فرصة.
وأضاف “لا يتصوّر أحد أنّ التفاهم بين التيار وحزب الله فيه مشكلة والحوار يهدف الى تحسينه وتحصينه”.
-الحرب مع العدو “الإسرائيلي”
وعن الحرب مع العدو “الإسرائيلي” رأى الشيخ قاسم أن على العدو “الإسرائيلي” أن يدرك أنّ الساحة غير مفتوحة له، وأن المعركة اليوم ستكون في داخل الكيان، مشدداً على استعداد حزب الله في أي لحظة بمواجهة “إسرائيل” أن يلقنها درساً لن تنساه.
وإذ استبعد الشيخ قاسم أن تعتدي أميركا أو “إسرائيل” على حزب الله في هذه المرحلة، لأنّ الحزب لديه قرار بالردّ، لكنه أكد أنه “إذا اعتدت أميركا فأنها لن تكون خارج دائرة النقاش والقرار في ردّ ما”.
تابعنا على فيسبوك
https://m.facebook.com/newslbcom/
اقرأ أيضا
قم بكتابة اول تعليق