أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها أن “الرواية القرآنية لقصة الحياة تستند الى المبدأ الاخلاقي والقيم الاخلاقية التي لها واقعية حقيقية بخلاف التفسيرات والقراءات الاخرى فهي مادية خالصة لا تستند الى اي مبدأ اخلاقي، ولذلك فهي تفسيرات خاطئة ذات نتائج خاطئة تعتبر مبدأ اساسيا للفساد الذي نشاهد آثاره الخطيرة والمدمرة على السلوك البشري والمصير الاجتماعي في كل المراحل التاريخية للمجتمعات البشرية تحتاج البشرية معها الى العودة الى الحكاية القرآنية لحماية مسيرتها من الانحراف تجنبا لتكرار التجارب الخاطئة والمدمرة مرة جديدة”.
وأشار الخطيب إلى أنَّ “هذه القراءة هي ما تستند اليها مسيرة النهضة الايمانية اليوم وتفرض وقائعها بخطىً ثابته في مواجهة الحضارة الغربية التي كانت تعبيرا فظا عن التفسيرات الضالة والخاطئة التي كادت ان تودي بالبشرية عبر الحروب التي تدفع بها الاطماع بهدف السيطرة على منابع الثروات وفرض ارادتها على شعوب العالم وتطويعها وشل القدرة على المقاومة عن طريق تعميم ثقافتها وجعل هذه الشعوب اسيرة لها، وهو ما عانته بلادنا وشعوبنا وبلغت الذروة في مقاومتها في كل الاحداث التي جرت مؤخرا في منطقتنا من الصراع الذي اتخذ اوجها متعددة مع المشاريع الغربية التي استخدمت اقذر الوسائل في هذا الصراع، سجلت فيه المقاومة انتصارات مهمة مثلت الساحة اللبنانية احدى اهم ساحات المواجهة، وسجلت فيها المقاومة لاول مرة منذ قرون انتصارات مهمة كانت اهم الاسلحة التي استخدمتها وادت الى تسجيل هذه الانتصارات هي الاساس العقائدي والثقافي الذي يشكل اهم مصدر من مصادر اعادة تشكيل القوة للامة لتتمكن من اثبات وجودها واسترجاع دورها العالمي كصانع للحياة على اساس الايمان ومنطلقه الاسلام”.
أضاف الشيخ الخطيب “ولقد رأينا اليوم احدى وجوه تباشير هذه العودة في الانتصار الجديد الذي سجلته المقاومة ومحورها في كسر الحصار الذي فرضته قوى الغرب على لبنان بهدف وقف هذه العودة وضرب أهم وسائلها وهي المقاومة”.
زتابع “فلا زالت اياديك يا طهران بيضاء، ولا زالت المقاومة تنتصر لامتها وشعبها، ولا زالت سوريا شعبا وقيادة وجيشا واسطة العقد تمدنا ونمدها بالحياة وتتألق ونتألق معها بالمزيد من الانتصارات ، والتحية لفلسطين وشعبها واسراها الابطال الذين قهروا ارادة العدو في احدى المخاضات على طريق التحرير والتحرر النهائي”.
وأردف الشيخ الخطيب :”أخيرًا، وبعد انجاز تأليف الحكومة بعد مخاض طويل وبعد توجيه الشكر لدولة الرئيس بري لمساهمته المهمة في تسريع تشكيلها، فإن الشعب اللبناني يتطلع بأمل كبير الى قيامها بعد اخذ الثقة من المجلس النيابي بخطوات سريعة لوقف التدهور والتخفيف من معاناة المواطنين والحد من الغلاء وارتفاع الاسعار بما يثقل كاهلهم ويجعلهم عاجزين عن تأمين لقمة عيشهم وايجاد الحلول الممكنة لطوابير الذل ووضع خارطة طريق لاخراج لبنان من الهوة التي اوقعته الطبقة السياسية فيها”.
قم بكتابة اول تعليق