أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يوم العاشر من محرم انطلاق السفينة الأولى من إيران التي تحمل المحروقات باتجاه لبنان ببركة الإمام الحسين (ع)، موضحًا أن ما يفصلنا عنها مسافة ساعات فقط، وهي أنجزت كل أعمالها”، مؤكدًا أن أن سفنًا أخرى ستتبعها فالمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”.
وشدّد على أن “الأولوية في السفينة القادمة من إيران هي للمازوت بسبب الأهمية الحياتية القصوى”، محذّرًا العدو والأمريكيين من المساس بها، وقال إن “السفينة الإيرانية المتوجهة الينا أرضٌ لبنانية”، وتابع “من فرض علينا اتخاذ هذا القرار هو من فرض علينا الحرب الاقتصادية.. لا يخطئنّ أحدٌ أن يدخل في تحدٍ معنا لأن الأمر بات مرتبطًا بعزة شعبنا ونرفض أن يُذلّ هذا الشعب”.
وقال “نحن أهل الشهادة وحين نكون في أيّة معركة لا نترك إسلامنا ولا قضيتنا ولا مقدّساتنا ولا أمّتنا، وجيل مقاومينا لم تهزّهم لا العواصف ولا التهديدات ولا الظروف”.
وفي خطاب يوم العاشر، أكد سماحته أن “مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين تبقى في رأس أولوياتنا”، مجدّدًا الدعوة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع المحاصر والقدس وفي الشتات لاستعادة أرضه من النهر إلى البحر.
وقال سماحته “بتنا نتطلع إلى اليوم الذي سيغادر الغزاة الصهاينة أرض فلسطين لأنها نهاية كل احتلال وغازٍ”، وأضاف “إننا اليوم وأمام التهديدات التي تواجهها مدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية نجدد دعوتنا الى صنع المعادلة الاقليمية القادرة على حماية المقدسات والمدينة المقدسة، ولتكون مسؤولية الأمة كلها”.
وتابع “نجدد شكر الفصائل العراقية على إبداء استعدادها لحماية المقدسات في فلسطين”.
وأشار الى “تعاون قوى المقاومة بالمنطقة إلى جانب المقاومة في فلسطين سيجعل أمل تحرير فلسطين عظيمًا”، واصفًا الإدارات الأميركية المتعاقبة بـ”رأس الطغيان والظلم في العالم”.
واعتبر السيد نصر الله أن “العيون تشخص اليوم إلى الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا بعد الهزيمة الأميركية في أفغانستان”، وأردف “القرار العراقي بمغادرة القوات العسكرية الأميركية للبلاد هو إنجاز عظيم، وما يشكّل ضمانة حقيقية للعراق في مواجهة داعش والتكفيريين هو الحشد الشعبي”.
السيد نصر الله أكد أن “الحشد الشعبي كان من أعظم تجليات وتجسدات الاستجابة لفتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف”، لافتًا الى أنه يجب تعزيز الحشد الشعبي وتقويته والتمسّك به لأنه جزء كبير من الضمانة للعراق”.
وبيّن أن حجة الأميركيين في البقاء شمال سوريا هو المساعدة على محاربة “داعش” وهذه حجّة واهية وادعاء كاذب”، معربًا عن اعتقاده بأن “حكومات المنطقة كفيلة بإنهاء ظاهرة “داعش” ولا تحتاج إلى أيّة مساعدة أميركية”.
وشدّد على أن القوات الأميركية تسهّل تطوير “داعش” وتساعده على الانتقال من منطقة إلى أخرى، وقال “على القوات الأميركية مغادرة شرق الفرات وهدف وجودها هو سرقة النفط السوري”، مشيرًا الى أن “مصير المحتلّين الأميركيين في سوريا هو المغادرة لتعود الأرض إلى سوريا وكذلك نفطها”.
وكرّر سماحته موقف حزب الله من العدوان على اليمن، فقال إن “الحرب العدوانية الأميركية السعودية على اليمن يجب أن تتوقف وهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم”.
وفيما يخصّ البحرين، أكد سماحته “الوقوف إلى جانب شعب البحرين المضطهد الذي يُمنع من التعبير عن رأيه وهو الحاضر لنصرة فلسطين”.
على صعيد لبنان والمقاومة، طمأن السيد نصر الله الصديق والعدو على حدّ سواء الى المقاومة في لبنان قوية وقادرة وتمتلك الصلابة، وتابع “نحن مؤمنون أكثر من أيّ وقت مضى بصوابية قرارنا وبالمقاومة وباقترابنا من النصر”.
وفي الشأن الحكومي، قال سماحته “هناك من يحاول في الداخل والخارج تحميلنا مسؤولية الإخفاق في تأليف الحكومة وهذا غير صحيح.. إيران لم تتدخل أبدًا في تأليف أي حكومة في لبنان أو تعطيلها بل هناك أطراف خارجية تقوم بذلك”، وأردف “نترقب برجاء ما ستسفر عنه لقاءات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بشأن التأليف”.
سماحته شدّد على أنه “يجب متابعة الأوضاع المعيشية في لبنان بجدية وبحزم وعزم”.
وفيما يخصّ أزمة المحروقات، رأى السيد نصر الله أن عثور القوى الأمنية على ملايين الليترات من البنزين والمازوت يؤكد أنّ الأزمة مُفتعلة تهدف لإذلال اللبنانيين”، واعتبر أنه “كان يمكن معالجة الأزمة لو بادرت السلطة منذ البداية إلى حلّها بحزم”، وسأل “هل تصرّف السلطة هو سوء تدبير أم فعل متعمد لتيأيس اللبنانيين؟”، وقال “يجب على الدولة أن تزجّ بهؤلاء المحكترين في السجون”.
وعلى صعيد الأزمة الداخلية، قال السيد نصر الله: “الزعران الذين يعتدون على الناس هم غوغائيون لا يمتون بأي صلة إلى شعبنا.. الصواب هو أن تقوم الدولة بمسؤوليتها وأن نساعدها على ذلك رغم غضبنا، لا يستطيع أن يقوى علينا أحد ومن الخطأ أن نندفع باتجاه تصرفات غير صائبة”.
ورأى السيد نصر الله أن “ذهاب حزبيين إلى معالجة الأمور ينطبق عليه قول “معالجة الفاسد بما هو أفسد”، واتهم السفارة الأميركية بإدارة الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان والوقوف وراء التحريض، واعتبر أن السفارة الأميركية في لبنان ليست تمثيلًا دبلوماسيًا بل هي سفارة تواطؤ على الشعب اللبناني”.
وللأمريكيين، قال “سفارتكم في بيروت ستفشل كما فشلت في السابق”.
ولمن يعتمد على الأميركيين وسفارتهم في بيروت، قال السيد نصر الله “عليهم أن يأخذوا تجربة أفغانستان بعين الاعتبار، فكلابهم البوليسية الموضوعة لحمايتهم هي أقرب إليهم منكم
كما دعا سماحته اللبنانيين للتلاقي والتعاون من خلال إنقاذ لبنان عبر طاقاتنا، وأضاف “لا يخطئنّ أحد في تجربتنا في أي حرب كانت عسكرية أو اقتصادية أو أمنية”.
وأكد السيد نصر الله أنه “كما كانت في المقاومة السند الحقيقي والقوي كذلك تقف إيران اليوم إلى جانب لبنان”، متوجّهًا بالشكر للجمهورية الاسلامية وسماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي والرئيس السيد ابراهيم رئيسي والمسؤولين والشعب الإيراني العظيم.
وأردف “على الرغم من الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها، لم تتخلّ يوما عن حلفائها ولم تخذل أصدقاءها.. اليد المقطوعة للشهيد قاسم سليماني على أرض مطار العراق شاهدة على أن إيران لا تتخلّى عن أصدقائها.. إيران على مدى 40 عامًا لم تتدخل في الشؤون اللبنانية وقرارنا هو بأيدينا”، وتابع “نحن لسنا أدوات عند أحد ولسنا عبيداً كما الآخرون عند أسيادهم”.
قم بكتابة اول تعليق