أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمة حول الإنتخابات النيابية أنّه دخلنا في الحملة الإعلامية المخصّصة لها، وهناك من كان يشكّك في إجرائها في موعدها، إذ تتّهم قوى سياسيّة بالعمل على تأجيلها لكن هذا الأمر حالياً قد انتهى، معتبرًا أنّه قد خفّ موضوع الحديث عن تأجيل هذه الانتخابات بعد أن بدأت الأطراف تحضّر لها وخاصّة أنّهم وجدوا أنّ فريقهم السياسي بدأ بالتّحضير لها.
وأضاف أنّه في الموضوع الانتخابي وبالنسبة إلينا الأخوة والأخوات في المناطق عملوا بإخلاص وشكّلوا الماكينات الانتخابيّة، معتبرًا أنّ هناك دوائر سيكون لنا فيها مرشّحين لكن هناك دوائر ليس لنا فيها مرشّحين بل نعمل إلى جانب الحلفاء وغداً سيتمّ الإعلان عن الماكينات في بعض الدوائر.
ولفت السيد نصرالله إلى أنّ ما يتمّ تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التّواصل الاجتماعي في حالات كثيرة حول التّرشيحات والتّحالفات يكون أحياناً كثيرة غير دقيق، مضيفًا أنّه في بعض الدوائر سنكون إلى جانب الحلفاء بالدوائر بلائحة واحدة وبعض الدوائر نتّفق مع الحلفاء ونكون مع إمكانية تقسيم اللّوائح إلى لائحتين.
واعتبر أنّ بعض وسائل الإعلام تقدّم الصورة وكأنّ حزب الله يتولّى إدارة العملية الانتخابية لنفسه وأصدقائه وحلفائه في كلّ البلد وهذا غير صحيح، لافتًا إلى أنّه في الدوائر التي لنا فيها أي مرشّح سنكون إلى جانب الأصدقاء ونتولّى أيضاً إدارة الماكينة لكن بالدوائر التي ليس لنا فيها مرشّح الأصدقاء هم الذين يديرون العملية، و نحن مستعدّون لتقديم أي مساعدة ومشورة للأصدقاء والحلفاء في الدوائر التي ليس لنا تواجد لمرشحين فيها.
واشار إلى أنّ شعارنا الانتخابي لهذا الموسم سيكون “باقون نحمي ونبني” ومحور الحملة الانتخابية وخلال المناسبات والمهرجانات واللّقاءات سوف يتمّ التّركيز على مضمون هذا الشّعار، وبالنّسبة للبرنامج الانتخابي لدينا برنامج ولكن هذا البرنامج لا يعني تقديم وثيقة سياسية لحزب الله بل أهداف واقعيّة يمكن أن تتحقّق خلال السنوات التالية، مشيرًا إلى أنّ البرنامج الانتخابي مستوحى من برنامج 2018 والبرامج السابقة ومأخوذ بعين الاعتبار التّطورات والمستجدّات لأنّ بعضها أهداف ثابتة وبعضها تحقّق وبعضها بحاجة متابعة.
وأضاف السيد نصرالله أنّ البرنامج الانتخابي تمّ مناقشته خلال الأشهر السابقة وهو الآن في مرحلة الصياغة النّهائية وخلال وقت قريب يتمّ الإعلان عنه، لافتًا إلى أنّ النّواب في حزب الله هم جزء من الحزب وجزء من مسيرته وليسوا من جسم آخر ولهم إطار في الحزب تحت إسم كتلة الوفاء للمقاومة، معتبرًا أنّ النّواب في حزب الله يلتزمون بقرار الحزب وسقفه السياسي ويعبر وفق أدبياته عن هذا الموقف إلّا أنّه لا يعبّر عن رأي سياسي شخصي كنائب مستقل.
كما لفت إلى أنّ النائب في حزب الله إذا أراد أن يأخذ موقف بسقف معين يعني أنّ له تبعات على الحزب والمقاومة لذلك هو يلتزم بالسقف السياسي لحزب الله الذي يسير وفق رؤية ودراسة وقرارات جماعية، وهذا النائب له رأيه ويستشار ويسمع منه ويناقش ولكن بنهاية المطاف القرار السياسي هو قرار القيادة وليس النائب من يتحمّل مسؤولية أي قرار، مضيفًا أنّ النائب يناقش القوانين وهذا صلب عمله ويقدّم مقترحات وفق سياسات عامّة أيضاً وفي بعض الحالات الخاصة المطلوب أن يعودوا إلى شورى حزب الله.
واعتبر السيد نصرالله أنّ النائب في حزب الله هو جزء من وجود الحزب بين الناس وفي المناطق ولا يمكن فصل حركة النائب عن بقيّة حركة الحزب سلباً أو إيجاباً، وكتلة الوفاء للمقاومة تعمل بشكلٍ جماعي، يناقشون القوانين والمقترحات مع بعض قبل الذّهاب إلى اللّجان النيابيّة والهيئة العامّة وبالتالي يعملون بشكلٍ جماعي، وهناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق النواب في العمل القانوني وهذا صلب عملهم والنواب في كتلة الوفاء لديهم عمل واجتماعات دائمة.
وشدّد سماحته عل أنّ النائب في حزب الله لا يُدلي برأيه الشخصي بل برأي الكتلة مجتمعة ونوابنا يعملون بجدية ونشاط، وفي عملهم الرّقابي بحضور عمل اللّجان ومناقشة الوزراء والحضور في الدولة بما يهمّ المواطن وحضور النواب في كلّ المناسبات المجتمعيّة يثبت نوابنا على مدى 30 عاماً حضورهم الفعّال والقوي، معتبرًا أنّه من المفترض أن يتمّ إعداد تقارير حول الإنجازات والأعمال التي قامت بها الكتلة خلال الأربع سنوات الأخيرة، لافتًا إلى أنّه كان هناك خلال هذه الأربع سنوات متابعة ملف الفساد وهناك ملف كامل سيعرض حول هذا الموضوع وسيكون له وقته.
وحول الحديث عما فعل حزب الله في المناطق، اعتبر أنّ هناك الكثير من الأمور والمشاريع التي يقوم بها الحزب في مختلف المناطق، مضيفًا أنّنا نحن غير معنيين أن نعلن كلّ ما نقوم به لأنّ النواب والمسؤولين هم خدام لدى الناس وهذا جزء من عمل حزب الله وتطلعاته، وما يقدّمه النواب هو من خلال ما يوفّر لهم الحزب لأنّ نوابنا ليسوا من عائلات غنيّة ولا يعملون لأنفسهم بل ضمن عمل حزبهم، مؤكّدًا على أنّ العنوان الأساسي دائماً لدينا هو المقاومة وصوت المقاومة والمجاهدين والشهداء وحماية المقاومة، نحن لا نعِد النّاس بأمور دون أن نحقّقها وعلينا أن نتعامل دائماً بصدق مع الناس فلا نعد بشيء لا نستطيع القيام به.
كما أكّد سماحته أنّه منذ عام 1992 عندما قرّرنا الدخول إلى النّدوة البرلمانيّة وضعنا أهدافًا واقعية ولم نرفع التوقّعات لدى الناس بل هناك أمور لم نَعِد الناس بها وقلنا لهم لا تتوقّعوها ولكن قمنا بتنفيذها، وبشكلٍ عام وضمن الأهداف المرسومة والمطلوبة وضمن التوقّعات لعمل كتلة الوفاء للمقاومة والأخوة النواب نحن لدينا تقييم إيجابي لعمل الكتلة وجهود النواب.
وحول ترشيح النواب، بيّن الأمين العام لحزب الله أنّ لدينا طريقتنا الخاصة وضوابطنا وآلياتنا، والذي يتّخذ القرار في حزب الله هم الشورى، ونحن نستفيد من التّشاور الداخلي والأخوة في المناطق ونسأل عن الأشخاص ونستفيد من استطلاعات الرأي لكن القرار يكون للشورى في نهاية المطاف، لافتًا إلى أنّ هناك دائماً نقاش حول نظرية الدماء الجديدة أو ترشيح لدورتين وما إلى ذلك في الترشيحات، مشيرًا الى أنّ العمل النيابي والسياسي هو عمل يكون أيضاً من خلال تجربة وليس فقط من خلال الدورات والجامعة وغيرها بل هو مثل العمل الجهادي يكون بالتراكم، مضيفًا أنّ الصح برأينا أنّه طالما القديم ما زال منتجاً ومفيداً وحاضراً ومؤثّراً ولديه تراكم تجربة ويعرف الناس أكثر ويعرف القوانين ولعبة السلطة والمداخل والمخارج فالأفضل أن يستمر هو مع الحرص على إدخال دماء جديدة.
وبيّن السيد نصرالله أنّه بعد تجربة 1992 كان لدينا علماء دين في مجلس النواب لكن تبيّن أن النائب عليه أن يذهب إلى الدوائر والمكاتب والمؤسّسات وقد وجدنا أنّ هذا الأمر ليس من عمل العلماء، فيما لفت إلى أنّ الحزب قام بفصل عمل الوزارة عن النيابة، وأحياناً هناك من الأخوة من يطلب عدم الاستمرار في العمل النيابي ويكون هناك فرص لدخول دماء جديدة.
وحول كيفية تعيين المرشحين، أكّد السيد نصرالله أنّنا نحن لا نرشّح على أساس العلاقات الشخصية والصداقات والأقارب، وأحياناً بعض الأقارب لأعضاء في شورى حزب الله يتمّ استبعادهم مع أنّهم أصحاب كفاءة، كذلك لا نرشّح من يطلب أن يتقدّم للنيابة، كما أنّنا لا نرشّح على أساس تمثيل عائلي لكي يكون هناك توازن عائلي مع أنّ من حقّ العائلات أن يطلبوا ذلك لكنّنا لا نعمل بهذه السياسة، ونوابنا يمثّلون حزب الله ولا يمثّلون عوائلهم وعشائرهم وكذلك لا نمثّل على أساس التمثيل الجغرافي المناطقي، كما أنّنا نحن نحرص أن يكون النائب من أبناء الدائرة الانتخابية نفسها ليس بحسب القرى والبلدات والانتماء القروي.
وأضاف أنّنا لسنا حزب نيابي بل النواب جزء من التنظيم لكن لدينا أخوة قادرون ولديهم مسؤوليات وعمل تنظيمي وكفاءة، ونحن عندما نختار النواب نقوم بنقاش ودراسة لكي نأخذ القرار.
وفيما خصّ أسماء المرشحين في الدوائر بيّن السيد نصرالله أنّهم مرشحو مقاومتنا ونعبّر عن ثقتنا بهم ونأمل من الناس أن يعطوهم الثّقة وهم:
ـ دائرة الجنوب الثالثة:
قضاء النبطية ـ محمد رعد
قضاء بنت جبيل ـ حسن فضل الله
قضاء مرجعيون ـ علي فياض
ـ دائرة الجنوب الثانية:
قضاء صور : حسن عز الدين وحسين جشي
ـ بيروت ـ الدائرة الثانية: أمين شري
ـ دائرة البقاع ـ زحلة: رامي أبو حمدان
ـ دائرة بعلبك الهرمل: حسين الحاج حسن ـ ابراهيم الموسوي ـ ايهاب حماده ـ علي المقداد
ـ دائرة جبل لبنان بعبدا : علي عمار
ـ دائرة جبل لبنان ـ جبيل: رائد برو
قم بكتابة اول تعليق