استفتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم كلمته بمناسبة ذكرى التحرير الثاني، مُعزيًا برحيل عميد الصحافة اللبنانية و ناشر صحيفة “السفير” اللبنانية طلال سلمان، وقال “أعزي اللبنانيين جميعًا برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافية اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان الذي كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان مع المقاومة وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين حتى آخر نفس.”
وتطرّق السيد خلال كلمته إلى التهديدات “الإسرائيلية” الأخيرة، وقال “العدو “الاسرائيلي” طوال الصراع مع المقـاومة كان يقوم بتنفيذ اغـتيالات لكبار القادة لكن هل استطاعت هذه الاغتيالات أن تهز من عضد المقــاومة أم دفعت باتجاه المزيد من المـواجهة والأمل بالانتصار؟”
وأضاف “هذه التهـديدات لا تجعل المقـاومة تتراجع.. لا التهـديد ولا تنفيذ التهـديد سيضعف المقاومة بل سيزدها عزما وحضورا وقوة”.
مشيرًا إلى أن “العــدو يجب أن يعترف أنه أمام مأزق استراتيجي وجودي ولن يجد مخرجًا.. الحل الوحيد هو ترك هذه الأرض لأهلها واصحابها”.
وقال “ولن نسمح أن تفتح ساحة لبنان من جديد للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة خصوصا من2006 وعلى “الاسرائيليين” أن يفهموا ذلك جيدًا.”، مضيفًا “أي اغتيال على الارض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو ايرانيا أو سوريا أو الى أي تابعية، سيكون له رد الفعل القوي ولا يمكن السكوت عنه ولا تحمله”.
وكان قد وجه خطابه إلى السياسيين اللبنانيين بالنسبة للملف الرئاسي قائلًا “لو كان المبعوث أميركيا أو من احدى الدول العربية الأساسية هل كنتم ستعترضون على الورقة الفرنسية؟”، وأضاف “يقولون انهم يرفضون الحوار، نحن لن يكون لنا رد فعل، ولأن لدينا المنطق والدليل والحجة ولسنا ضعفاء ولا منقادين لأحد فنحن لا نخاف من الحوار، وطبعًا نحن لا نتسول الحوار من احد.”
وقال “انهم “الاسرائيليون” والأميركيون وأنتم تخدمون هذا الهدف. إذا فيكن “يلا ما تقصروا”. ولكن هذا يدل على عقلية لا يمكن أن تبني جولة ولا وطنًا بل على عقلية تريد أخذ لبنان الى الحرب الأهلية.”
وأضاف السيد “يقولون انهم يريدون رئيس لدولة تواجه حزب الله. أي أنهم لا يريدون رئيس لدولة تتحل أزمات الناس، ولا انقاذ مؤسسات الدولة من الخطر وهذا يوضح هم في خدمة أي مشروع؟ هذا مشروع وطني أو خدمة للأميركيين. من هم الذين يطالبون بنزع سـلاح حزب الله؟”.
ثم تطرّق السيد حسن نصر الله إلى حواره مع التيار الوطني الحر، وقال: “نحن في حوار مع التيار الوطني الحر بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن بقية حلفائنا وأصدقائنا وعندما نتفق هذا لا يلزم أصدقاءنا وحلفاءنا انما من الطبيعي أن نعرض نتيجة الحوار لنعرضه على حلفائنا ولا يجوز أن يظن الحلفاء والأصدقاء أننا نأخذ القرار ونمشي.”
وعن اللامركزية، قال السيد حسن “في اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، نحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد، واذا اتفقنا معنيون أن نناقش ذلك مع الأصدقاء والحلفاء ومع قوى سياسية أخرى لأنه قانون يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي”.
وتابع “نحن أمام نقاش جدي وعميق ويحتاج الى بعض الوقت ولا شك أن هذه الموضوعات مهمة جدًا للبنان واستراتيجية ولكن بالتأكيد تحتاج الى توافق سياسي مع الكثير من القوى السياسية؟”.
وأشار إلى أنه “عندما ندخل في شهر أيلول نكون قد دخلنا في فترة زمنية مهمة في الاستحقاق الرئاسي”.
وأثنى السيد حسن نصر الله خلال حوراه على قرار الحكومة بالنسبة لتجديد ولاية اليونيفيل، قائلًا: “ما حصل العام الماضي كان مطلوب أن يصحح ومشكورة الحكومة اللبنانية أنها تسعى لتصحيح هذا الخطأ الذي أعطى اليونيفيل الحرية الكاملة للتحرك بمعزل عن الجيش اللبناني وعن الحكومة وهذا ما سكت عنه من يسمون أنفسهم قوى سيادية في لبنان”، وأضاف “نحن نشد على ايدي الحكومة اللبنانية ونأمل أن توفق لاجراء هذا التعديل ونأمل أن يساعد أصدقاء لبنان لبنان على اجرائه، والخلفية في اجراء التعديل ترتبط بالكرامة الوطنية، والا هذا سيبقى حبرا على ورق كما في العام الماضي.”
أما بالنسبة للشأن السوري، يرى السيد حسن نصر الله أن “ما يجري اليوم في سوريا هو تداوم واستمرار لما بدأ عام 2011 و2012، الذي هو مشروع أميركي استعانت فيه اميركا بعدد من الدول وساندتها هذه الدول بالمال والاعلام والسـلاح والمقــاتلين واستغلال أحداث داخلية كانت تسعى الدولة السورية لمعالجتها. كان المشروع السيطرة على سوريا واخضاعها ونهبها.”
وقال “القائد الفعلي للحرب على سوريا منذ اليوم الأول كان الأميركي وكان السفير الاميركي في دمشق باعترافه وباعتراف مسؤولين عرب، وأنه طلب موازنة لأجل السيطرة على سوريا ألفي مليار دولار، وبادين يتحدث عن مئات مليارات الدولارات أنفقت لاحتلال سوريا، وجاؤوا بالتكفيرين من كل العالم”.
وتوجه إلى الشعب السوري قائلًا “أقول للشعب السوري، أنتم خياركم الوحيد أن تتعاون الدولة والشعب في سوريا على مواجهة الأزمة بالصبر والحلول الممكنة والاعتماد على الذات والتحمل وعدم اعارة العقول والجماجم لمن يريد تدمير ونهب بلدكم وخيراتكم. أملكم وخياركم الوحيد هو هذا التعاون والصبر.”
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق