في تقريرٍ لها، قالت وكالة “بلومبيرغ” أن المملكة العربية السعودية تحاول تبييض سمعتها في خارج العاصمة الأمريكية، بعد فضيحة مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
وأضافت الوكالة أنه خلال الربيع الماضي قامت السفيرة السعودية في أمريكا، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، قامت، قبيل إعلان الحجر و منع السفر بعد جائحة كورونا ، بزيارة إلى محكمة وايومنغ العليا في شايان للتحدث عن حقوق المرأة مع ثلاث قاضيات في المحكمة.
كما تحدثت الأميرة في تموز الماضي عن خطط السعودية للإصلاح الاجتماعي والتنويع الاقتصادي في حضور سيدات الأعمال الرائدات في مؤتمر افتراضي على زوم استضافته مؤسسة “كولورادو بيزنس”.
كذلك انضمت السفيرة السعودية إلى الاجتماع الشهري للجنة التوجيه والشبكات النسائية التابعة لغرفة التجارة في سيوكس سيتي، أيوا، لمناقشة دور المرأة في القوى العاملة، بعد أن قدمها المدير التنفيذي لمركز مراقبة السموم في ولاية أيوا.
إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول من خلال زيارات سفيرتها تحويل التركيز السعودي خارج واشنطن، لترميم صورتها بعد ضربات مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست عام 2018، وتورط الرياض في الحرب في اليمن، بالإضافة إلى فقدان حليفها المقرب دونالد ترامب.
وذكرت الوكالة أنه “بعد أشهر قليلة من وصول الأميرة ريما إلى واشنطن، استأجرت السعودية مجموعة لارسون شاناهان سليفكا “LS2″ ومقرها ولاية آيوا، وفقا لوثائق قانون تسجيل الوكلاء الأجانب المقدمة إلى وزارة العدل”.
كما عقدت السفارة السعودية فعاليات افتراضية مع مجلس إنديانا للشؤون العالمية، حيث تحدثت الأميرة عن العلاقات الأمريكية السعودية، وجامعة ولاية ميشيغان، والتي تضمنت المتحدث باسم السفارة، وفقا لملفات”LS2″.
و في هذا الإطار قال المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، فهد ناصر، في رسالة بالبريد الإلكتروني للوكالة: “نحن نقدر حقيقة أن الأمريكيين خارج واشنطن مهتمون بمعرفة المزيد عن التطورات في السعودية، والعديد منهم، بما في ذلك مجتمع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية ومجموعات المجتمع المدني، حريصون على الحفاظ على علاقات طويلة الأمد مع المملكة أو تنمية علاقات جديدة”.
وقالت بلومبيرغ، إن المملكة فقدت داعما قويا في واشنطن عندما خسر ترامب الرئاسة، الذي كان قد جعل السعودية محور سياسته في الشرق الأوسط.
وعلى النقيض من ذلك، فلدى توليه سدة الرئاسة قام الرئيس جو بايدن بإصدار تقرير استخباراتي عن مقتل خاشقجي، على الرغم من أن إدارته لم تصل إلى حد فرض عقوبات مباشرة على ولي العهد، محمد بن سلمان.
ولفتت الوكالة إلى أن الأميرة السعودية ريما أبقت نشاطها في واشنطن على وتيرة منخفضة حيث حاول المشرعون من كلا الحزبين معاقبة المملكة بفرض عقوبات وخفض المساعدات العسكرية.
وشرعت الأميرة، التي تحمل شهادة من جامعة جورج واشنطن ولها سمعة كمدافعة عن المرأة، في جولة في جميع أنحاء أمريكا، للترويج للتقدم الذي حققته السعودية في مجال حقوق الإنسان وتعزيز العلاقات الاقتصادية القوية، بحسب ما ذكرت يو إس إيه توداي في وقت سابق عن حملتها التوعوية.
وبالرغم من أن العديد من أعضاء جماعات الضغط قد قطعوا عقودهم مع المملكة بعد مقتل خاشقجي، إلا أن المملكة لا تزال تعمل مع العديد من الشركات التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، بما في ذلك مكاتب المحاماة هوغان لوفيلز وكينغ آند سبالدينغ، التي تربطها بها علاقات طويلة الأمد، وشركة كورفيز للشؤون العامة.
وفي العام الماضي، تلقى مكتب هوغان لوفيلز أعلى أجر بين جماعات الضغط التي تعمل لصالح المملكة، حيث حصل على مليوني دولار، وفقا للبيانات التي تم جمعها من قبل مركز السياسة المستجيبة.
ويتزامن تغيير المملكة في التكتيكات مع تحول أوسع في الضغط الأمريكي من قبل الدول العربية.
وبعد مقاطعة قادتها السعودية في الخليج العربي، كثفت قطر بشكل كبير من جهود الضغط في أمريكا مع خروج ترامب من البيت الأبيض، ورأت فرصة لكسب النفوذ مع إدارة بايدن وسرعان ما استأجرت سبع شركات في ثلاثة أشهر للقيام بذلك، للضغط والعمل الاستشاري.
واتبعت الإمارات استراتيجية مماثلة لتلك التي اتبعتها المملكة في السنوات الأخيرة، لكن إنفاق الإمارات للضغط يفوق بكثير إنفاق جارتيها، حيث أنفقت 16 مليون دولار في 2020، في حين أنفقت قطر 11 مليون دولار والسعودية 8 ملايين دولار. بحسب “بلومبيرغ”.
وحتى مع تزايد المنافسة من جيرانها الخليجيين في لعبة التأثير في واشنطن، تُظهر جولات الأميرة ريما المستمرة عبر البلاد أن السعودية تعمل على إعادة بناء علاقتها مع أمريكا من الألف إلى الياء، كل ولاية على حدة، بينما تنتظر لتهدئة الغبار في العاصمة.
قم بكتابة اول تعليق