الرقابة تمنع عرض “The First Noel”… برونو طبّال: قرار مجحف يسيء إلى سمعة لبنان.

ونحن على أبواب استقبال عام جديد، لا يبدو أنّ الفكر الرقابيّ في لبنان مستعدّ للتقدّم إلى الأمام. فمع كلّ استحقاق متعلّق بالحرّيات، يتمّ التأكّد أنّ الهيئات الرقابيّة وما تضمّه من لجان “متنوّعة” لا تزال تصدر قرارات “المنع” وفق معايير مذهبيّة دينيّة بعيدة كلّ البعد عن المنطق وحريّة الرأي.

فقد كشف الفنّان برونو طبّال عن أنّ الرقابة قرّرت منع عرض كليب “The First Noel” الذي تشاركه فيه زميلته الفنّانة #سينتيا كرم. وأوضح طبّال في منشور عبر حسابه في “فايسبوك” أنّه بغية الحصول على الإذن المعتاد للبثّ على قنوات التلفزيون اللبنانية، “تمنّت” عليه لجنة الرقابة حذف عبارة “Born is the King of Israel” حتى لا يُساء فهمها.

وعبّر طبّال عن استغرابه من هذا الطلب: “أغنية The First Noel هي أنشودة ميلادية تقليدية إنكليزية تعود إلى القرون الوسطى، وقد دُوّنت للمرّة الأولى سنة 1823 ضمن مجموعة Gilbert and Sandy’s Carols الميلادية”، مضيفاً: “هي من أشهر الأناشيد الميلادية المعروفة عالميّاً، وقد أدّاها عدد من أشهر الفنانين العالميين كسيلين ديون وجوش غروبان وماريا كاري وويتني هيوستن وغيرهم”.

كما فنّد تفاصيل تصوير الكليب: “صوّر كليب الأنشودة في قرية لبنانية وفي كنيسة سيّدة البشارة وهي تظهر خشوع سينتيا وبرونو في سياق صلاة الميلاد، ومن ثمّ وضع الطفل يسوع في المغارة، معبّراً عن جوهر معنى عيد الميلاد الدينيّ وبُعده الإنسانيّ.”

وتساءل برونو: “ما الذي في السياق يؤدّي إلى “سوء الفهم”؟”، مضيفاً: “عبارة king of Israel لا تمتّ بأيّ صلة إلى معنى سياسيّ! فهي موجودة في الإنجيل وتعني “ملك اليهود”، والجميع، الجميع، يعلم ذلك. تظهر هذه العبارة في الكتاب المقدّس وفي القرآن الكريم. كما وأنّ أنشودة THE FIRST NOEL تُؤدّى في بداية الاحتفال بالذبيحة الإلهية بقدّاس الميلاد في الفاتيكان بوجود قداسة البابا. كما أنّني أدّيتها شخصياً في احتفالٍ ميلاديّ سنة 2018 بوجود غبطة البطريرك مار بشارة الراعي، وقد بُثّ الحفل على قناة Charity Tv، ناهيك عن عدد لا يحصى من الشاشات وآخرها ليلة الميلاد منذ يومين، إذ أدّتها فنانة شابة على شاشة “أم تي في”.

وعبّر برونو عن دهشته من هكذا قرار: “ما المطلوب؟ استبدال هذه العبارة في الإنجيل بـ “فلسطين المحتلّة”، والطلب من كلّ الآباء والمطارنة والأساقفة وبابا روما حذفها وعدم لفظها لـ”عدم سوء فهمها”؟! هذا هراء. فما المطلوب؟ هل أصبحت كلمة Israel التي تعني اليهود هنا، حكرًا على العدوّ الصهيونيّ؟ فلماذا تسمّى الطائفة اليهودية في لبنان رسميّاً “الإسرائيليين” أي Israélites؟ وإذا كُنّا في لبنان لا نتقبّل كلّ الديانات السماويّة، فلماذا رُمّم إذاً كنيس ماغين أبراهام في وسط بيروت؟ التناقض واضح ومؤسف.”

وتوجّه برونو إلى الجسم الرقابيّ، طالباً منه “إعادة النظر بهذا القرار المجحف والخطأ الذي يُسيء الى مصداقيّة وسمعة لبناننا الحبيب”، مؤكّداً أنّ “المشكلة ليست مع الجسم الرقابيّ الذي أتعامل معه منذ أكثر من عقد، وهم من ألطف الناس وأكثرهم احتراماً وتعاوناً، المشكلة مع فكرة الرقابة التي لا تتماشى مع العصر والتكنولوجيا، كرّرنا ذلك مراراً. المشكلة مع الاستنسابيّة والقوانين واللجان القديمة التي لا تتطابق مع فكر هذا الزمن وتطوّر الإنسانيّة إلى جانب التقنيات. فنحن نحتاج إلى تحديثها لتتماشى مع هذا العصر، ولتكن فعّالة على عكس ما لم تنجزه رقابة فيديو كليب The First Noel”. وتابع: “الكليب يُعرض على “يوتيوب” منذ أسبوعين، وعُرض مرّتين أو أكثر يوميّاً خلال أسبوع كامل على شاشة “أم تي في”، قبل أن نوقف عرضه احتراماً للقرار الصادر عن الأمن العام. فنحن تحت سقف القانون، حتى ولو كان ظالماً. وقد انتشر الكليب وحقّق النجاح المطلوب دون تسجيل أيّ اعتراض من أيّ طرف أو أيّ “سوء فهم”. فاللبنانيّون ليسوا أغبياء يحتاجون إلى “وصيّ للتفكير عنهم”.

 

المصدر: النهار.

 

______________________________

🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:

Whatsapp-واتساب

Telegram-تلغرام

Facebook- فيسبوك

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن