إذا كنت تواجه مشكلة في النوم، فمن المحتمل أنك جرّبت الحيل المعروفة – غرفة مظلمة للغاية، والحد من شرب الماء، وعدم تناول الطعام في وقت قريب جدا من موعد النوم.
لكن الخبراء يقولون إن هناك شيئا مهما يغفل عنه معظم الناس: درجة حرارة غرفة نومك.
فقال طبيب الأعصاب وخبير النوم الدكتور كريس وينتر لموقع “ديلي ميل”، إن الحفاظ على برودة غرفتك في الليل “يحدث فرقا كبيرا”.
وتوصي مؤسسة النوم بالحفاظ على غرفة نومك بين 60 و68 درجة فهرنهايت (15-20 درجة مئوية) لمساعدة الجسم على النوم بشكل أسرع.
ولطالما ارتبطت قلة النوم بالمشاكل الصحية المزمنة مثل أمراض القلب وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتة الدماغية والسمنة والاكتئاب.
ويمكن أن يساعد خفض درجة حرارة غرفة نومك في تقليل هذه المخاطر.
وقال وينتر: “أعتقد أن الكثير من الناس سيفاجئون أنفسهم إذا حافظوا على بيئة عملهم أو بيئتهم المعيشية أكثر دفئا نسبيا خلال النهار ثم أكثر برودة في الليل، فهذا يحدث فرقا كبيرا”.
وفي تقرير صدر عام 2021 من OnePoll، أفاد 31% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع أن الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة كانت السبب الرئيسي لعدم حصولهم على قسط كاف من النوم.
ويتم تنظيم النوم من خلال الإيقاع اليومي، والذي يتكون من التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية التي تتبع دورة مدتها 24 ساعة. إنها بمثابة ساعة الجسم الداخلية، حيث تحصل على إشارات من البيئة لتنظيم الوظائف الحيوية، مثل درجة حرارة الجسم.
وقبل النوم مباشرة، تنخفض درجة حرارة جسمك، ما يشير إلى أن وقت النوم قد حان.
وقال الدكتور وينتر: “المكان الذي تنخفض فيه درجة حرارة المرء بشكل أسرع هو عادة عندما ينام”. وإذا كنت من النوع الذي يشبه البومة الليلية، فقد تظل درجات الحرارة أعلى قليلا. إذا كنت تحب الصباح، فقد تنخفض درجات الحرارة قبل ذلك بقليل. إن دعم ذلك بغرفة نوم أكثر برودة يساعد على النوم.
ويساعد إبقاء غرفة النوم باردة على الحفاظ على درجة حرارة أكثر برودة، ما يتيح لك الانجراف إلى النوم بشكل أسهل.
ومع ذلك، من المرجح أن تبقيك درجات الحرارة الأكثر دفئا لفترة أطول من خلال التسبب في الأرق. أثناء نوم حركة العين السريعة (REM)، يتوقف الجسم بشكل طبيعي عن التحكم في سلوكيات مثل التعرق والرعشة. وبالتالي، تؤدي المساحات الشديدة الحرارة إلى قضاء وقت أقل في نوم حركة العين السريعة.
وقد تؤدي قلة نوم حركة العين السريعة إلى النسيان وتجعل الاستيقاظ في الصباح أكثر صعوبة.
ووجدت دراسة في مجلة Environmental Research، على سبيل المثال، أن غرفة النوم الدافئة جدا أثرت على تنظيم درجة حرارة الجسم، ما تسبب في الإرهاق.
ووجدت دراسة في مجلة Diabetes أن النوم في غرفة تبلغ حرارتها 66 درجة فهرنهايت (حوالي 19 درجة مئوية) يزيد من عملية التمثيل الغذائي. وذلك لأن درجة الحرارة تزيد من الدهون البنية، والمعروفة أيضا باسم الأنسجة الدهنية البنية، وهي نوع معين من الدهون يتم تنشيطه استجابة لدرجات الحرارة الباردة. ويساعد في إنتاج الحرارة والحفاظ على درجة حرارة الجسم، ما يساعدك بدوره على حرق السعرات الحرارية.
ويمكن أن يساعد هذا أيضا على تخفيف التوتر. على الرغم من أن القلق قد يمنعك من الانجراف إلى الرقاد، إلا أن إحدى العلامات الجسدية للتوتر هي ارتفاع درجة حرارة الجسم، لذلك يمكن للغرفة الباردة أن تحارب ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2018 في مجلة Molecules أن درجات الحرارة المنخفضة يمكن أن تحفز إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون مرتبط مباشرة بالنوم.
وإذا كنت معتادا على إبقاء غرفة نومك في درجة حرارة معينة، اقترح الدكتور وينتر إيقاف تشغيل مكيف الهواء تدريجيا أو تشغيل مروحة أو فتح نافذة. على سبيل المثال، إذا حافظت على مكيفك عند 70 درجة (21 درجة مئوية)، فجرب 67 (19 درجة مئوية) لبضعة أيام.
المصدر: ديلي ميل
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق