من الحرب إلى الحرب .. أوكرانية تهاجر من بلادها برفقة زوجها “الفلسطيني”.

أوكرانية
فيكتوريا روجر – أوكرانية متزوجة من فلسطيني

فراراُ من الحرب في بلادها، حطت الأوكرانية “فيكتوريا روجر”، برفقة زوجها الفلسطيني “إبراهيم صيدم”، الرحال في قطاع غزة، وهما محملان بـ”ذكريات جميلة”.

كانت هذه العائلة تقطن في مدينة فينيتسيا وسط أوكرانيا، التي شهدت قصفا عنيفا منذ الأيام الأولى للتدخل العسكري الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وكانت الشابة الأوكرانية (21 عاما) في العام الرابع من دراسة الصيدلة في جامعة طبية بالعاصمة كييف، قبل أن تغادر بلادها وتحط الرحال في غزة.‎

“كان يوما مروعا”، هكذا وصفت الأوكرانية اليوم الذي قررت فيه مغادرة بلادها برفقة زوجها، الذي ارتبطت به منذ عامين ونصف، مخلّفة وراءها عائلتها وأصدقاءها وأحبابها، تحت القصف الروسي.

تقول “روجر”: “تركنا الأهل والأصدقاء ونحن نجهل مصيرهم، ثم جئنا إلى مدينة مصيرها غير معروف”.

وتشير إلى أن قرار مغادرة أوكرانيا هربا من الحرب، إلى منطقة ليست آمنة بالمطلق، وتشهد بين الفينة والأخرى حروبا عسكرية، لم يكن بالأمر السهل.

لكنها تعتبر أن قطاع غزة، في ظل الأوضاع الميدانية المستقرة نوعاً ما التي يعيشها في هذه الأيام، يعد أكثر أمناً من بلدها أوكرانيا.

وتضيف الشابة الأوكرانية: “زوجي فلسطيني من قطاع غزة، لم يكن لدينا خيار تحت القصف الروسي، إلا مغادرة البلاد إلى المنطقة التي يعود إليها زوجي، وهي غزة”.

ومع ذلك، تبقى لدى “روجر” بعض التخوفات من اندلاع حرب جديدة في غزة، خاصة وأنها كانت تتابع أولا بأول أحداث الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، في مايو/ أيار الماضي.

وعلى مدى أكثر من 15 عاما من حصار غزة، شن الجيش الإسرائيلي 4 حروب (2008، 2012، 2014، 2021) على القطاع، تخللتها اعتداءات عسكرية متكررة، أودت بحياة آلاف الفلسطينيين، وتسببت بدمار كبير في البنى التحتية.

وبخصوص المغادرة من أوكرانيا إلى غزة، وصفتها روجر بأنها كانت “صعبة نوعاً ما”، خاصة وأنها غادرت البلاد وهي “مُحمّلة بالذكريات الجميلة”.

وبعد وصولها إلى غزة، حيث تقطن عائلة زوجها، شعرت الأوكرانية بنوع من الراحة، لا سيما أنها لاقت “ترحيباً كبيراً” من السكان هناك.

وأعربت عن آمالها أن يعيش سكان غزة حياة آمنة وسعيدة، متمنية أيضاً انتهاء الحرب في بلادها.

بدوره، قال الزوج “صيدم”، إن “خراباً كبيراً” حل بمدينة فينيتسيا، منذ الأيام الأولى للهجمات الروسية، التي استهدفت مرافق حيوية هناك.

ويضيف أن الضربات على المدينة التي كانت تمتاز بطبيعتها الخلابة، بقيت متواصلة حيث هرع المواطنون الأوكرانيون من منازلهم، وبحثوا عن مناطق أكثر أمناً في الشوارع أو الأماكن العامة.

ويوضح “صيدم”، الذي وصل مع زوجته إلى غزة في 3 مارس/ آذار الجاري، أن “اليوم الأول من الضربات الروسية التي استهدفت المدينة التي كان يقطن فيها، كانت مُخيفة”.

ويلفت إلى أنه للمرة الأولى، يسمع صفارات الإنذار تدوّي بالتزامن مع القصف.

واعتاد “صيدم”، كما باقي سكان غزة، سماع أصوات القصف الإسرائيلي خلال الحروب الأربع والاعتداءات العسكرية المتعددة، دون دوي صفارات الإنذار التي يخلو منها القطاع.

ويبين أنه قرر مغادرة أوكرانيا، بعد اشتداد القصف الروسي، حيث فرّ برفقة زوجته، وعدد من الطلبة الفلسطينيين إلى الحدود الرومانية، التي انطلقوا منها إلى العاصمة المصرية القاهرة، ومن ثم إلى قطاع غزة.

ويتابع الطالب الفلسطيني: “لم يكن الطريق آمنا وسهلا، بل واجهنا الكثير من الصعوبات والمخاطر، والتفتيش على الطريق وفي الحدود”.

وغادر “صيدم” قطاع غزة إلى أوكرانيا نهاية 2017، لدراسة الطب العام، وهو اليوم في عامه الدراسي الرابع، ومن المقرر أن يتخرج بعد نحو عامين، وفق قوله.

ويؤكد الطالب الفلسطيني أنه سيعود إلى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، لافتاً إلى أن عائلة زوجته لا تزال هناك.

ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية، وصل إلى قطاع غزة عدد من الطلبة الفلسطينيين الذين كانوا يدرسون في أوكرانيا، هرباً من الأحداث هناك.

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن