“الجمهورية”: هذا ماذا دار في لقاء عين التينة

كشفت مصادر لـ”الجمهورية” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري استعرض أمس خلال لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري واقع البلد والازمة المتفاقمة فيه، والآثار السلبية التي أرخاها تعطيل تشكيل حكومة على كل المستويات. وأكد انّ البلد لم يعد يحتمل اي تأخير في تشكيل حكومة تشرع فوراً في خطوات إنقاذية، وانّ استمرار هذا التعطيل سيزيد من تفاقم الازمة ويؤدي الى انحدار الوضع في لبنان، وعلى كل المستويات، الى منزلقات شديدة الخطورة.

 

وأضافت المصادر انّ بري عرض موجبات إطلاق مبادرته الرامية الى تقريب وجهات النظر وبناء مساحة مشتركة في ما بينهم، يرتكز عليها حل حكومي ينتظره كل اللبنانيين، وبعد ذلك غاصَ الرئيسان بري والحريري في كل تفاصيل الازمة الحكومية، منذ تكليف الحريري وحتى اليوم. ولم يدخلا في نقاش أي مسودة حكومة (الحريري لم يحمل معه اي مسودة الى اللقاء)، بل في مجموعة من الافكار لم تشأ المصادر الافصاح عنها، تاركة التقرير والحسم في شأنها الى جولات النقاش المقبلة.

 

وأشارت الى انه قد تمّ استعراض مواقف كل الاطراف (يذكر هنا انّ الرئيس بري يقارب بإيجابية ملحوظة الموقف الايجابي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع الاشارة في هذا السياق الى ان اطرافاً اساسية معنية بملف التأليف ترى ان موقف الراعي قد يشكل عاملاً مساعداً جداً لبلوغ حل، وخصوصاً في ما يتعلق بعقدة الوزيرين المسيحيين من خارج حصة عون والحريري).

 

الّا انها لفتت الانتباه الى انّ بري، المُصرّ على حكومة وفق المبادرة الفرنسية من اختصاصيين من غير الحزبيين، بلا ثلث معطل لأي طرف، أكد في النقاش مع الحريري على الضرورة الملحة للافادة من الفرصة المتاحة حالياً لتشكيل حكومة. ولاحظت تشديد الرئيس بري على “ان نقطف الحكومة سريعاً ووضع حد للحال الشاذ الراهن، عبر تفاهم لا بد ان يحصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على حكومة، يُراعي المصلحة الوطنية بعيداً عن الاعتبارات والمكتسبات الشخصية”.

 

وقالت المصادر انه “من خلال ما عرضه الرئيس بري في اللقاء مع الحريري امس، تبيّن انّ حركة الاتصالات التي اجراها في الايام الاخيرة قد جاءت بما تعتبر نتيجة إيجابية تعكس رغبة جدية هذه المرة من قبل الاطراف، باعتماد مقاربات مختلفة، تساهم في تجاوز العقد الموجودة. وبالتالي، الوصول الى حلول ومخارج تفضي الى حكومة. ولكن ليس المهم إبداء الرغبة فقط، بل انّ المهم هو ترجمتها الى فعل ملموس”.

 

ولفتت المصادر الى انّ الحريري قد حضر الى اللقاء مع الرئيس بري بنفس إيجابي ومنفتح على اي طرح من شأنه التعجيل بولادة الحكومة، ومن هنا كان الرئيس المكلف متجاوباً مع ما طرحه رئيس المجلس، لافتاً الانتباه الى انه ليس هو المسؤول عن تعطيل تشكيل الحكومة، بل بالعكس، هو قدّم غير مرة كل التسهيلات لتأليف هذه الحكومة.

 

ووفق المصادر، فإنّ الحريري أعاد التأكيد على رغبة واضحة بأنه كان وما يزال ملتزماً مسار تأليف الحكومة في أسرع وقت، وانه على التزامه بالمبادرة الفرنسية وعلى حكومة وفق مندرجاتها من اختصاصيين من غير السياسيين، ولا ثلث معطلاً فيها لأي طرف. مع التأكيد أيضاً على دور وصلاحيات رئيس الحكومة الدستورية في ما يتعلق بتأليف الحكومة.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن